“طائرة إثيوبيا” تفضح الملف الأسود لاغتيال “عقول مصر”

أعاد مصرع 3 علماء مصريين في حادث تحطم الطائرة الإثيوبية، أثناء توجههم في مهمة علمية بالعاصمة الكينية نيروبي، فتح الملف الأسود لاغتيال العلماء المصريين خلال العقود الماضية، وفشل أنظمة العسكر في توفير الحماية اللازمة لعقول مصر.

وشهد الحادث الأخير وفاة الدكتور أشرف تركي، رئيس التصنيف بمعهد وقاية النباتات التابع لمركز البحوث الزراعية، والمهندسة دعاء عاطف عبد السلام، والمهندس عبد الحميد فراج نوفل من شعبة الإنتاج الحيواني، وسط اكتفاء خارجية الانقلاب بالعمل على إنهاء إجراءات انتشال جثامين الضحايا.

منى بكر

ولم يكن هذا الحادث هو الأول من نوعه، حيث شهدت العقود الماضية العديد من الحوادث المشابهة، ففي مارس 2017 توفيت الدكتورة منى بكر، مدير مركز النانو تكنولوجى والأستاذ بالمعهد القومى لعلوم الليزر بجامعة القاهرة، والتى أسهمت من خلال خبراتها فى تأسيس مدرسة علمية هى الأولى، التي تسهم فيها عالمة مصرية تختص بعلم النانو تكنولوجى فى مصر؛ وذلك في ظروف غامضة.

وجاء وفاة “بكر” بعد إصابتها بمرض نادر يتمثل في إصابتها بعدوى بكتيرية أصابت أطرافها عجز الأطباء عن علاجها، وسط أنباء عن تعرضها لعملية اغتيال بيولوجي على أيدى أجهزة مخابرات دولة أجنبية، بسبب أهمية علم النانو تكنولوجي الذى نبغت فيه، لتنضم إلى قافلة العلماء المصريين الذين توفوا فى ظروف غامضة وغريبة أيضا، مثل الدكتورة سميرة موسى، والعالم يحيى المشد، والدكتور سعيد بدير.

ولدت “منى” عام 1971 بمحافظة أسيوط، وحصلت على الدكتوراه فى الكيمياء الفيزيائية من معهد جورجيا للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية، تحت إشراف الدكتور مصطفى السيد، ثم ذهبت بعدها إلى سويسرا لإجراء المزيد من الأبحاث، ونشرت أكثر من 56 مقالة علمية فى مجلات دولية، ولها أربع براءات اختراع دولية، ووفقا للمؤشر الدولى، والذى يصنف جميع العلماء طبقًا لتخصصاتهم، فإن الرقم «20» الذى حققته الدكتورة منى بكر يضعها ضمن قائمة العلماء المرجعيين فى مجال النانو تكنولوجى، حيث تم الاستشهاد بأبحاثها أكثر من 1800 مرة.

سميرة موسى

وتضم القائمة أيضا عالمة الذرة “سميرة موسى” التي ولدت في مارس 1917 بمركز زفتى بمحافظة الغربية، وتعد أول عالمة ذرة مصرية، وأول معيدة في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول، جامعة القاهرة حاليًا، وتم اغتيالها عام 1952 بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث تمت دعوتها لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا، إلا أنها تعرضت للاغتيال في الطريق عن طريق ظهور سيارة نقل فجأة اصطدمت بسيارتها، وأوضحت التحريات أن السائق كان يحمل اسمًا مستعارًا، وأن إدارة المفاعل لم تبعث أحدا لاصطحابها.

وفي آخر رسالة لها كانت تقول: «لقد استطعت أن أزور المعامل الذرية في أمريكا، وعندما أعود إلى مصر سأقدم لبلادي خدمات جليلة في هذا الميدان، وسأستطيع أن أخدم قضية السلام»، حيث كانت تنوي إنشاء معمل خاص لها في منطقة الهرم بمحافظة الجيزة.

يحيى المشد

وتضم القائمة أيضا الدكتور يحيى المشد، عالم الذرة والمتخصص فى هندسة المفاعلات النووية، والمشرف على البرنامج النووي العراقي، حيث قُتل داخل حجرته بفندق في باريس في يونيو 1980، حيث عثر عليه بفندق الميريديان بباريس، مهشم الرأس ودماؤه تغطي سجادة الحجرة، فيما أغلقت الشرطة الفرنسية التحقيق على أن الفاعل مجهول.

ولد المشد في مدينة بنها عام 1932، وتخرج في قسم الكهرباء بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية سنة 1952م، وتم اختياره لبعثة الدكتوراه إلى لندن سنة 1956، لكن العدوان الثلاثي على مصر حوله إلى موسكو، والتي قضى فيها 6 سنوات، ثم عاد عام 1963 متخصصًا في هندسة المفاعلات النووية.

وعند عودته لمصر انضم إلى هيئة الطاقة النووية المصرية، حيث قام بعمل أبحاث، ثم انتقل إلى النرويج بين عامي 1966 و1964، وعاد بعدها أستاذا بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية، وقام بالإشراف على الكثير من الرسائل الجامعية ونشر أكثر من 50 بحثا.

جمال حمدان

كما ضمت القائمة جمال حمدان، أحد أعلام الجغرافيا بمصر، وأحد أبناء محافظة القليوبية، حيث عثر على جثته محروقة، واعتقد الجميع أن حمدان مات متأثرا بالحروق، ولكن د.يوسف الجندي، مفتش الصحة بالجيزة، أثبت في تقريره أنه لم يمت مختنقًا بالغاز، كما أن الحروق لم تكن سببًا في وفاته.

وعقب وفاته اكتشف المقربون منه اختفاء مسودات بعض الكتب التي كان بصدد الانتهاء من تأليفها، وعلى رأسها كتابه عن اليهودية والصهيونية، ويقع في ألف صفحة، وكان من المفترض نشره خلال أيام، في حين لم تصل النار إلى أوراق وكتب حمدان في الشقة، ما يعني اختفاء هذه المسودات بفعل فاعل، وما يؤكد حتمية اغتياله ما رواه شقيقاه عبد العظيم حمدان وفوزية حمدان بأن الطباخ الذي كان يطبخ اختفى فجأة، فيما روى أحد جيرانه بأن هناك رجلا وامرأة “من الأجانب” سكنا في الشقة الموجودة أعلى شقته لمدة شهرين ونصف قبل اغتياله، ثم اختفيا بعد مقتله، فيما أكد رئيس المخابرات الأسبق أمين هويدي أن لديه ما يثبت أن الموساد الإسرائيلي هو الذي قتل حمدان.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...