إخوان الدقهلية الموقع الرسمي للإخوان المسلمين بالدقهلية
الحمد لله وصلاة وسلاماً على سيدنا رسول الله وبعد
أيها الأحبة:- كونوا على صلة بمن بيده مقاليد السماوات والأرض يكن معكم,واعلموا أن الله قد قال (إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) فكونوا عبيداً له بحق, دعاة له بصدق, فلا تضيعوا حق الله في الليل فيضيعكم في النهار, وكونوا أهل التقى تكن لكم العاقبة.
ولا تشغلنكم الأحداث عن مقدرها, فكونوا جنده يكن لكم النصر والتأييد, واعلموا أنه تعالى قد قال (وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) .
ووالله إن النبي صلى الله عليه وسلم (قد أسس رجالاً وكون وربى جيلاً قام بالدعوة لهذا المنهج والعمل له, فيا شبابنا اعلموا أن هذه وظيفة الإخوان الأولى ( صناعة الرجال ) وظيفتكم، رسالتكم يا شباب الدعوة ورجالها وماتت الرسالة وتناسى الناس أصل هذا المنهج فجاء الإمام البنا ليذكر بما نسي وليحيي ما مات, فأسس دعوة الإخوان التي جاءت ل ( صناعة الرجال ) من جديد ليبلغوا دعوة الله وليربوا الناس عليها وليصنعوا للأمة مثلاً رائعة,فلا تنسوا رسالتكم,وتذكروا دائماً أن الله أثنى على أصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم فقال ( تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ) فأثنى بالعمل لا بالقول فكونوا على منهجهم يكن لكم النصر والتأييد, وإمامنا الحسن البصري قال لهم حين سألوه يا إمام:
كنت أسود اللون فما لنا نراك وقد ابيض وجهك فقال ( خلونا بالله في ظلمات الليل فكسانا حلة من نوره عز وجل ) فلا تتركوا قيام الليل,
قوموا لله بالعمل فيه والذي يرضيه, واعلموا أننا جميعاً في سفر وهذا ما قاله ابن القيم في الفوائد رحمه الله حين قال ( إن الناس مذ خلقوا لم يزالوا مسافرين وليس لهم مكان لحط رحالهم إلا في الجنة دار النعيم أو في النار دار الجحيم, والسفر بطبعه مبني على المشقة وركوب الأخطار وليس للمسافر من مكان يرتاح فيه إلا إذا وصل إلى مقره وهدفه ومستقره ) فاسئل نفسك : ماذا تريد؟ هل المستقر لك جنات النعيم أو نار الجحيم؟
وإذا حددت هدفك فاعمل له وعش لأجله, نسأل الله أن يجعل هدفنا وغايتنا رضاه والجنة,ولا تنسوا قول أبي مسلم في علو همته قائلاً: يا نفس
(والله لأزحفن بك إلى الله زحفا حتى يكون الكلل منك لا مني ) وكان يقول ( أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يستأثروا به من دوننا _ يعني أن يأخذوه وحدهم _ ثم قال كلا والله لنزاحمنهم عليه زحاماً حتى يعلموا أنهم خلفوا ورائهم رجالاً ) وفي النهاية لابد وأن تتذكروا أنه ورد في الأثر ( أن مصر محفوظة بحفظ الله من أرادها بسوء قصمه الله ) فكل ما بحدث على هذه الأرض تحت سمعه وبصره والذي أجرى سفينة الثورة سيرسيها بإذن الله .. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
