“ميدل إيست آي” تكشف دعمًا صهيونيًا لـ”قوش” لخلافة “البشير”

اعتبر مصدر عسكري سوداني أن المحادثات السرية التي أجراها رئيس المخابرات السوداني صلاح قوش، مع رئيس الموساد “الإسرائيلي” يوسي كوهين في ألمانيا، في فبراير 2019، بحسب ما كشف عنه الموقع البريطاني “ميدل إيست آي”، مؤامرة دبرها حلفاء إسرائيل في الخليج لتعيين (قوش) في الحكم بعد إسقاط الرئيس عمر البشير.

وأشار الموقع البريطاني إلى أن “قوش” يستعد للقيام بدور “الممثل العاطفي”، وهو المصطلح الذي وصف به الشيخ حازم أبو إسماعيل، قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وهو يستعد لسرقة الثورة والانقلاب على الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي.

ويجد العسكري “قوش”، والذي تلقى تدريبا عسكريا في بعض الدول الأوروبية،؛ دعما من اللجان الإلكترونية في دول الثورة المضادة، بحسابات فتيات سودانيات؛ لتهيئته للقفز كما فعل السيسي بانقلاب مماثل، بدعوى سيطرته على الأمن في بلاد أعالي النيل.

مؤتمر ميونخ

ويبدو أن مؤتمر ميونخ كان حاضنة للقاء “السوداني- الصهيوني”، والذي استضاف على هامشه أيضا قائد الانقلاب السيسي، مع تأكيدات من “ميدل إيست آي” أن وسطاء مصريون نظموا الاجتماع بدعم من السعودية والإمارات.

حيث أوضح المصدر السوداني للموضع البريطاني أن هناك إجماعا على أن البشير سيكمل في إدارة الحزب الحاكم والجيش، إلا أن المعركة تدور حول من سيأتي بعد ذلك. وتابع: “لدى قوش روابط قوية مع السعوديين والإماراتيين والمصريين. يريدون الإطاحة بالبشير، وزرع رجلهم (قوش) مكانه”.

ونسبت الصحيفة أيضا إلى مصدرها المتحدث باسم مؤتمر ميونيخ للأمن أن كلاً من قوش وكوهين حضرا نسخة هذا العام من المؤتمر، التي انعقدت في الفترة بين 15 و17 فبراير 2019.

وأخبر رئيس مركز كومون الإعلامي، وهو مؤسسة إعلامية مقربة من الحكومة السودانية، أن قوش التقى كذلك رؤساء أجهزة المخابرات الأوروبية.

وبحسب المصدر، فقد كان البشير يجهل اللقاء «غير المسبوق» بين قوش وكوهين في ميونيخ. وكان الغرض من اللقاء هو إبراز قوش باعتباره خليفة محتملا، وإشراك “إسرائيل” في الأمر، لتأمين دعم الولايات المتحدة للخطة.

وقال المصدر: “يُنظر إلى الإسرائيليين باعتبارهم حليفهم (حليف السعوديين والمصريين والإماراتيين)، ذلك الذي يمكنهم الاعتماد عليه لفتح الأبواب في واشنطن”.

وأدى الموساد دور وزارة الخارجية “الإسرائيلية” في التعامل مع مسئولي البلدان التي لا تجمعها معاهدة سلام مع “إسرائيل”.

ردود من الشارع

يقول الفلسطيني عرباوي أو “عمو حسام”: إن “المظاهرات في السودان مانتهتش ومستمرة في التصاعد رغم رهان البعض إنها هتتلم في أسبوع أو اتنين. البشير كارت محروق بس واضح إن مصر ومحور الشر بتاع الإمارات والسعودية عايزين صلاح قوش مدير المخابرات يخلف البشير للحفاظ على النظام ومصالحهم الإقليمية. أرجو الشعب السوداني يفسد مؤامراتهم”.

أما السوداني د. أحمد مقلد فحذر من المخطط قائلا: “انتشرت مؤخرا حسابات وهمية في تويتر لبنات سودانيات بينشروا فكرة إن رئيس جهاز الأمن والمخابرات صلاح قوش هو أفضل بديل للبشير، وتنشر صور نادرة له وهو مبتسم.. الملاحظ أن الحسابات الوهمية أغلبها متابعة من حسابات مصرية وخليجية وهمية أيضا”.

وبمصطلح سوداني للجان الإلكترونية للشئون المعنوية والمخابرات كتب عبد اللّٰـه مجذوب: “يا جماعة في دجاج إلكتروني انتشر شديد في الأيام دي، بيكتب تويتات بيدعم بيها صلاح قوش وغالبا دول ناس الأمن.. بيعملوا حسابات بأسماء بنات وبسرقوا صورهم من صفحات الانستقرام..لو شفت واحد فيهم نبه الناس واكشحوا ريبورت في حنانو طوالي”.

الأكاديمي المصري الدكتور نادر فرجاني قال: إن “المؤامرة الحقيقة على شعب السودان الحبيب مصدرها الحلف الخليجي الصهيوني سيد العصابة الإجرامية الحاكمة التي تصر على استمرار الحكم العسكري جنوب الوادي”.

دخول مباشر

وتراجع اسم صلاح قوش في عالم السياسة؛ ليظهر مرة أخرى في يناير ٢٠١٨، حيث أصدر البشير قرارا بتعيينه مديرا عاما لجهاز الأمن والمخابرات السودانية، ليعود المدير السابق للجهاز إلى منصبه بعد حوالي عشر سنوات من الإقالة!.

غير أنه في 21 ديسمبر الماضي، دعا الصحفيين والأجهزة الإعلامية ورؤساء التحرير لأمر عاجل، فظن الصحفيون بحسب مصادر أن هناك حكومة انتقالية، مكونه من قوش، ورؤساء أجهزة الأمن والجيش في طريقها إلى النور”.

ولكن البشير اجتمع به بعد اللقاء مع “قوش”، في 24 ديسمبر، في لقاء اعتبره السودانيون لافتا مع هيئة قيادة جهاز الأمن السوداني، وحذر حينها من “مروجي” الشائعات، والحذر مما سماها محاولات التشكيك وزرع اليأس والإحباط.

ومن جانبه، أظهر صلاح قوش؛ عصا الأمن الغليظة وحذر من المساس بالممتلكات العامة وترويع المواطنين والتعدي على ممتلكاتهم.

علامات استفهام

ومن أبرز الأدوار المريبة التي قام بها “قوش” منذ عودته في يناير 2018، تحرير قوة عسكرية مصرية اختطفت جنوب ليبيا، في يوليو الماضي، واعتبرتها الأجهزة عملية نوعية، بعد أن تم اختطاف القوة المصرية، 4 جنود وضابط، من قبل مجموعة ليبية متفلتة على الحدود السودانية المصرية الليبية قبل أن تنقل بواسطة الخاطفين إلى داخل الجنوب الليبي، بإشراف مباشر من المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني.

وفي 5 يونيو، تعرض بشارة حسن جميل الله، وهو شاب أمريكي من أصل سوداني؛ لتعذيب داخل مطار الخرطوم من قبل بعض أفراد الأمن بالمطار، وقامت السلطات السودانية باعتقال هؤلاء الشباب لتقديمهم للمحاكمة بعدما وثق الشاب ما حدث له من اعتداء جسدي بالصوت والصورة.

عودة غريبة

وتمثل عودة الفريق صلاح قوش لمنصبه السابق مفاجأة من العيار الثقيل لغالبية الأوساط السودانية، خاصة وأنه اعتقل بعد إقالته بتهمة التخطيط للانقلاب على النظام الحاكم في نوفمبر 2012، مع عدد من الضباط في جهاز الأمن والقوات المسلحة، أبرزهم العميد “محمد إبراهيم عبد الجليل” الشهير بـ “ود إبراهيم”، لكن الأخير وبعض الضباط أُفرج عنهم بعد وقت وجيز عقب إدانتهم أمام محكمة عسكرية خاصة بموجب عفو رئاسى، فيما سجن “قوش” لثمانية أشهر بتهمة التخطيط لقلب النظام الحاكم، وهو ما نفاه “قوش” قطعيا، وخرج من السجن فى يوليو 2013، بعد وساطة تبنتها قيادات رفيعة في حزب المؤتمر الوطنى (الحاكم)، كما أن الادعاء أشار إلى نقص الأدلة في مواجهته بما يحتم إسقاط التهم عنه.

وأعفى “قوش” من رئاسة جهاز الأمن والمخابرات فى أغسطس 2009، وأوكلت إليه إدارة مستشارية للأمن التي كان عليها إدارة حوار مع القوى السياسية المعارضة، لكن خلافات نشبت بينه ومساعد الرئيس وقتها “نافع علي نافع” حتمت إقالته من المستشارية وتجريده من مناصبه التنفيذية والتنظيمية.

ويرى مراقبون أن “قوش” مكث في جهاز الأمن لعشر سنوات، وتمكن من الاحتفاظ داخله بعلاقات وثيقة ومتشابكة ومخيفة، وتكمن خطورته فى هذه العلاقات التي كونها فى الجهاز، محتفظا بعلاقات وثيقة مع دوائر وأجهزة استخبارات إقليمية ودولية وبعلاقة وثيقة مع الاستخبارات الغربية، ولا سيما جهاز المخابرات المركزية الأمريكية الذى تعاون معه جهاز الأمن فى مجالات مكافحة الإرهاب إبان إدارته له.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...