تركيا تحرجهم باستمرار.. لماذا يحارب السيسي وبن سلمان المسلمين بدعوى الإرهاب؟

خلال فبراير 2019، كشف كل من رئيس الانقلاب عبدالفتاح السسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان عداء صارخا للمسلمين؛ الأول حرض أوروبا على مراقبة المساجد ونسب الإرهاب للإسلام خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن بالمانيا منتصف فبراير، والثاني برر الانتهاكات الفاضحة التي تمارسها السلطات الصينية بحق حوالي مليون مسلم واعتبر أن من حق الصين ان تحارب التطرف في بلادها رغم الحكومة الصينية لا تحارب التطرف بل تجبر المسلمين على التخلي عن قيم الإسلام بإجبارهم على شرب الخمر وأكل لحم الخنزير وحلق لحاهم وهي إجراءات باطشة وظلم مبين، وفي كلا الأمرين فإن المواقف التركية كانت دائمة تتسم بالمسئولية والدفاع عن الإسلام.ولم يكتف السيسي بهذه العداء الصارخ للإسلام والمسلمين، بل حاول تبرير الإعدامات الجائرة وانتهاكات نظامه لحقوق الإنسان والتعذيب الوحشي بالسجون مدعيا خلال رده على سؤال لأحد الصحافيين الألمان في المؤتمر الختامي للقمة العربية الأوروبية أن انتهاكات حقوق الإنسان والإعدامات المسيسة جزء من الثقافة العربية والإسلامية زاعما: “لنا أخلاقنا وإنسانيتنا التي تناسب مجتمعنا، ولكم أنتم أخلاقكم وإنسانيتكم التي تناسبكم” مطالبا باحترام الفروقات.هذه الأكاذيب التي يرددها السيسي باستمرار هي لعب بالكلام وتوظيف للعبارات الإنشائية البراقة للتغطية على أضخم الجرائم وأكثرها بشاعة، كما يستهدف بها التزلف للغرب الذي ما فتئ يتهم الثقافة العربية والإسلامية بأنها أصل الداء والاستبداد في المنطقة كما تكرست انطباعات لدى الأوروبيين على مدار قرون أن الشعوب الشرقية غير مهيأة للديمقراطية بل دورها هو خدم الطغاة وجر عجلات الديكتاتوريين؛ وذلك للتمهيد من أجل الضغط على المسلمين للتخلي عن قيمهم الأصيلة التي لا يعرف السيسي أو بن سلمان عنها شيئا.هذا الإجرام من جانب طاغية مصر وتشويهه للمورووثات الثقافية المصرية والعربية والإسلامية دفع كثيرين لانتقاده متسائلين: “عن أي قيم في الشريعة الإسلامية، أو قيم البلدان العربية قد تتفق مع تنفيذ الإعدام بمعتقلين بعد محاكمات صورية؟”. وتساءل الدكتور محمد محسوب، وزير الشؤون القانونية بحكومة الدكتور هشام قنديل عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “كيف يكون الإعدام بعد محاكمات لم تتوفر فيها معايير العدالة جزءا من قيمنا؟”. وتابع محسوب: “قيمنا درء الحدود بالشبهات، لا استدعاء الموت بالجملة عند الحاجة، وليس من قيمنا تغيير قواعد دستورية لا يجوز المساس بها ليبقى شخص واحد بالسلطة دون ضمات لرحيله”. وأضاف: “أم أن التأبيد في السلطة بدل تداولها هو أسمى قيمنا؟!”.أما الاعلامي القطري جابر الحرمي فقد وجه انتقاده للقادة الأوروبيين المشاركين بالقمة، حيث تساءل: “كيف لأوروبا التي تتحدث عن الحريات وحقوق الإنسان؟، مضيفا :مرة أخرى ، مفيش حاجة اسمها خصوصية في حقوق الانسان.. حقوق الانسان لكل البشر ، لكل الناس ، دون استثناء..ولو في ثقافة أو مجتمع يسمح بالتعذيب أو المحاكمة الظالمة أو سوء المعاملة بحجة الخصوصية ، فهي ثقافة أو مجتمع مريض”.وكان الرئيس التركي قد انتقد الموقف الأوروبي الداعم لنظام انقلاب عسكري مؤكدا أنه لن يلتقي أبدا طاغية مثل السيسي اغتصب الحكم بانقلاب عسكري، كما كان انتقد من قبل توصيف المستشارة الألمانية إنجيلا ميريكل الإرهاب بالإسلامي مؤكدا أن الإرهاب لا دين له وباعتباره حاكما مسلما لدولة مسلمة لا يقبل هذا التوصيف الجائر من جانب ميريكل.

” WP” تفضح بن سلمان

من جانبها، تؤكد صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضحى بمسلمي الصين مقابل تبرئته من قتل خاشقجي، ونشرت الصحيفة مقالا للكاتب فريد هيات، تحت عنوان “وضعت الصين مليون مسلم في معسكرات اعتقال ولم يقل (أم بي أس) أي شيء”، يعلق فيه على زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الصين الأسبوع الماضي، ضمن جولة آسيوية ضمت كلا من الهند وباكستان.

ويقول هيات إن “الصين هي أكبر مضطهد للمسلمين، ويجب ألا ندهش إن فكرنا أن ولي العهد للسعودية، وهي المملكة التي تعد نفسها حامية للدين الإسلامي، زار الصين لتوجيه رسالة توبيخ”. ويشير الكاتب إلى أنه “بعد هذا كله، فإن الصين سجنت حوالي مليون مسلم في معسكرات الاعتقال في غرب البلاد، وأرسلت أبناء عرقية الهان ليعيشوا مع عائلات المسلمين، وتقديم تقارير عمن يرفض منهم تناول لحم الخنزير أو يحلق لحيته، وتقوم بفصل الأولاد عن آبائهم لإعادة برمجة عقولهم بعيدا عن تعاليم دينهم، وتضعهم في ملاجئ للأيتام”.

ويقول هيات: “لهذا كله كان لدى الأمير محمد الكثير ليقوله عندما قابل الزعيم الصيني شي جينبيغ الأسبوع الماضي، لكن لم يكن لديه ما يقوله نيابة عن مسلمي الصين، وفي الحقيقة دافع عما قال إنه حق الصين في مقاومة التطرف”. ويعلق الكاتب قائلا: “نعم، هذا بالضبط ما حدث، والسبب واضح وبسيط: فمقابل هذا تدعم الصين السعودية، وحقها في تنظيم جريمة والإفلات منها”.

ويبين هيات أن “الصفقة معسكرات الاعتقال التي فتحت هي شأنكم الداخلي، وتآمري لارتكاب جريمة هو أمر داخلي، أمر جميل، فنحن نفهم بعضنا”. ويقارن الكاتب بين هذا الموقف المخجل من جانب ولي العهد السعودي بموقف الحكومة التركية التي انتقدت موقف الصين حيث قال المتحدث الرسمي باسمها: (ليس سرا احتجاز مليون مسلم بطريقة تعسفية وتعرضهم للتعذيب وغسيل الدماغ)”.


x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...