الفوز بالأوسكار.. هذا ما يحدث عندما تهرب من مصر!

من العلماء إلى الأطباء ثم الرياضيين والفنانين في مصر السيسي لا يسمح لك بالنجاح، إلا إذا غادرت البلاد، أسماء مصرية لمعت في المهجر بعدما ضاقت عليها ارض بلادها بما رَحُبت، في السنوات التي حكم فيها العسكر بالحديد والنار، ومع تقلّص الفرص المتاحة للشباب في مصر، هاجر العديد منهم لتحسين ظروفهم الاقتصادية، لأن العسكر حملوا على عاتقهم إغراق مصر بالجهل والتخلف والسقوط في قعر بئر العالم، وذلك بظنهم أفضل وضع ليستتب لهم الأمر.

وقد نجح البعض منهم في مجالات مختلفة، ومنهم من برع في العلم وحصل على أعلى الجوائز العلمية، ونشرت إحدى صفحات السينما على فيسبوك صورتين متجاورتين، إحداهما لعمر الشريف يحمل الجائزة والأخرى لرامي مالك، وفوقها تعليق: “هذا ما يحدث عندما تهرب من مصر”، تم إعادة نشرها آلاف المرات بشكل وكأنه رسالة إلى جمهورية الخوف والجهل والفقر والقمع.

فخر السيسي!

وسيطرت حالة من الفرحة العارمة على مواقع وصحف وفضائيات العسكر، عقب فوز الأمريكي من أصول مصرية رامي مالك بجائزة أوسكار، عن فيلم “Bohemian Rhapsody”، مؤكدين أن فوزه بالجائزة فخر لمصر التي يحكمها جنرال إسرائيل السفيه السيسي.

قصة رامي بدأت منذ 40 عاما، عندما قرّر سعيد مخالي عبد الملك فلتاؤس، ابن مركز سمالوط شمال محافظة المنيا بصعيد مصر، والذي كان يعمل وقتها في قطاع السياحة، وزوجته “نيللي عبدالملك” ابنة محافظة القاهرة، التي كانت تعمل وقتها مأمورة ضرائب، أن يهاجرا إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبصحبتهما طفلتهما “جاسمين”، حتى هاجروا من عزبة فلتاؤس بمركز سمالوط، إلى لوس أنجلوس الأمريكية، وكان ذلك تحديدا عام 1978، وبعد مرور عامين أنجبا طفلين توءم هما “رامي” و”سامي”.

المنيا إحدى محافظات مصر وعروس الصعيد المحرومة عمدا من التنمية هي وباقي أخواتها، ولا يرى العسكر في الصعيد إلا منجم لمقابر الفراعنة ونزح الآثار وتهريبها عبر الجيش والمخابرات، أو منجما بشريا لتوريد عساكر الجيش والأمن المركزي الذين يتم التضحية بهم في التفجيرات التي تدبرها عصابة الانقلاب، او يتم الزج بهم في أي مواجهات مع غضب الشعب، يقول أهالي عزبة فلتاؤوس :”الفلتاؤس بقى عالمي. بلدنا أصبحت عالمية.رامي خلى العالم عرفت بلدنا وهي مش محطوطة على الخريطة”، مؤكدين أن عزبتهم تفتقر لكافة الخدمات من مدارس وغيرها، وأنهم يعتمدون على الخدمات المتواجدة داخل قرية الطيبة القريبة منهم.

الشباب المصري يعتبر أن له فرص الموهوبين والعباقرة نفسها أمثال عمر الشريف ومجدي يعقوب وأحمد زويل، لكن ما يمنعهم فقط هو وجودهم في بلد يقبع في العالم الثالث لا يتاح لهم فيه دعم مواهبهم أو تقديرها، وبدأ سريعا رواد مواقع التواصل بالاحتفال بعد فوز رامي مالك، بوضع صورته بجانب نجم كرة القدم محمد صلاح، على اعتبار أن كليهما مصري حقق الفخر لبلده واعترف العالم بإنجازاته العظيمة.

أوراق ابتزاز

رامي شاب أمريكي المولد يعتز بأصوله المصرية ويحب الفن وأم كلثوم والأفلام القديمة، لكنه لم يصعد بالتدريج من الأفلام المصرية الصغيرة حتى وصل للعالمية وأفلام الاستوديوهات الضخمة، بل صعد داخل بلاد العم سام من شاب دارس للفنون يحاول أن يجد طريقه في هوليوود ويعمل كبائع للشاورما والفلافل إلى أن وجد فرصته في التمثيل.

وذلك على عكس محمد صلاح الذي بدأت مسيرته في نادي المقاولين في مصر، ثم رفضه نادي الزمالك وهو أحد أكبر الأندية الرياضية المحلية، وعندما قَبِل عرض احتراف في نادي بازل السويسري أثبت مهارته ولفت نظر الأندية الإنجليزية الكبرى حتى وصل إلى نادي ليفربول وأصبح أحد أهم اللاعبين في العالم كله.

وكان لابد من ظهور اسم السفيه السيسي بجوار أي نجاح يحققه مصري بالخارج، ففي أزمة محمد صلاح مع اتحاد الكرة المصري، ظهر رئيس لجنة الشباب والرياضة في برلمان الدم محمد فرج عامر، مؤكداً إصدار السفيه السيسي لتوجيهاته بحل أزمة صلاح في أسرع وقت، وذلك بعدما التقط السفيه السيسي صوراً مع النجم الدولي، وابتزه للتبرع بنحو 5 ملايين جنيه مصر في صندوق تحيا مصر العسكري.

لم يتوقف الابتزاز للاعب صلاح، بل تمت المتاجرة به في كأس العالم الأخير وجعله يجري مرانه الرياضي في جمهورية الشيشان، التي يديرها عميل روسي يدعى رمضان قاديروف، عينه بوتين رئيسا للشيشان لقمع ثورتهم ولبقائهم ضمن أملاك الدب الروسي، وعن طريق بوتين أمر السفيه السيسي البعثة المصرية أن تظهر برفقة رمضان قاديروف وتلتقط معه الصور واللقطات التلفزيونية لغسل سمعة العميل الروسي الذي يتشابه مع العميل السيسي.. فهل يملك جنرال إسرائيل السفيه السيسي ورقاً يبتز به رامي مالك الذي يؤيد رأس كنيسته البابا تواضروس الانقلاب؟


x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...