مغزى ودلالات هجوم الرئيس أردوغان على طاغية الانقلاب في هذا التوقيت

شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجوما حادا على طاغية الانقلاب عبدالفتاح السيسي مساء أمس السبت 23 فبراير 2019م، على خلفية الإعدامات التي طالت نشطاء إسلاميين خلال الشهرين الماضيين، والتي بلغت 15 إعداما جاءت في أعقاب محاكمات افتقدت لأدنى معايير العدالة، وهي بحسب خبراء وحقوقيين أشبه بالقرارات الإدارية لا الأحكام القضائية.

وقال أردوغان – في لقائه التليفزيوني، في قناة CNN TURK -: إن السيسي منذ تسلمه السلطة أعدم حتى الآن 42 شخصًا كان آخرهم 9 أشخاص، وهذا أمر لا يمكن قبوله، وقال الرئيس التركي: “جوابي لمن يسأل لماذا لا تقابل السيسي، أنا لا أقابل شخصًا كهذا على الإطلاق”.

ويكتسب هجوم أردوغان على سفاح الانقلاب في هذا التوقيت كثيرا من الدلالات، كما يحمل مغزى لا تخفى دلالاته، يتعلق أولاً بأنه يمثل إحراجا للحكومات الأوروبية التي تشارك اليوم في ما تسمى بالقمة العربية الأوروبية في مدينة شرم الشيخ المصرية؛ الأمر الذي يعده نظام الانقلاب مكسبا كبيرا له ودليلا على أن أوروبا لا تعارض توجهاته وسياساته القمعية الوحشية، وأكبر دليل على ذلك هو مشاركة كبار الحكومات الأوروبية، وعلى رأسهم المستشارة الألمانية إنجيلا ميريكل ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، والمستشار النمساوي سيباستيان كورتس، ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته، ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان.

كما أن هجوم الرئيس التركي في هذا التوقيت يذكر الحكومات الأوروبية التي تتخذ مواقف شائنة بدعمها للنظم العربية المستبدة بالملف الحقوقي والإنساني المتخم بالانتهاكات لنظام السيسي، ويذكرهم أن هذا النظام جاء عبر انقلاب عسكري على مسار ديمقراطي بعد ثورة سلمية امتدحها حكومات الغرب كثيرا؛ فلماذا يتآمرون عليها اليوم؟ ولماذا يدعمون نظاما استبداديا جاء على انقاضها؟ ولماذا يغضون الطرف من أجل مصالحهم على القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات؟

ولم يقف الرئيس التركي عند الهجوم على طاغية الانقلاب في مصر بل امتد إلى التصريح بشكل مباشر عن مسئولية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي، قائلا: “إذا كان ولي العهد لا يعلم فمن يعلم إذا؟! وامتد كذلك للهجوم على الاتحاد الأوروبي الذي يلتقي السيسي اليوم بشرم الشيخ؛ حيث وصف الرئيس التركي الاتحاد الأوروبي بأنه “أصبح عبئا على أوروبا”، قائلاً: “لا يريدون ضم تركيا إلى الاتحاد الأوروبي لأننا مسلمون”، وهو تعبير يتهم الاتحاد بالعنصرية والطائفية والانحياز على أسس دينية لا سياسية.

وتزامنت أحكام الإعدام التي نفذها السسي مع ثلاث مناسبات خارجية مهمة، هي على الترتيب زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، ثم حضور فعاليات مؤتمر ميونخ للأمن، وأخيرًا استضافته القمة العربية الأوروبية.

ويلاحظ أن نظام الانقلاب تخلى عن الاستراتيجية القديمة التي كان يعتمدها بابتعاده عن إثارة الأزمات الحقوقية بالتزامن مع مثل تلك المناسبات المهمة، لتخفيف الضغوط الخارجية وتلافي الإحراج الدولي.

وشهدت أنقرة تظاهر عشرات من الحقوقيين، السبت، 23 فبراير أمام السفارة المصرية لدى العاصمة التركية تنديدًا بإعدام 9 شبان معارضين في مصر، قبل أيام.

وجاءت المظاهرة بدعوة من “الرابطة الدولية لحقوق الإنسان والديمقراطية” و”منصة حرية المعتقد في أنقرة”، وشهدت هتافات تنديدية.

وفي كلمة أمام الفعالية، قال رمزي تشاير، رئيس الرابطة، إنهم نظموا المظاهرة “للاحتجاج ضد ما يقوم به السيسي من تعذيب وإعدامات تعسفية في مصر”، وذكر تشاير أن “السيسي وصل إلى السلطة من خلال قتل آلاف الأشخاص في مصر، وأنه يواصل اليوم قتل الأبرياء”.

وانتقد رئيس الرابطة صمت المجتمع الدولي حيال المآسي التي يعيشها المسلمون بسبب الظلم والحروب، وخاصة في ميانمار وأفغانستان والعراق ومصر وفلسطين، ودعا إلى التحرك من أجل وقف “الوحشية” و”الظلم” في مصر.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...