شاهد.. “إذا أردتم بلوغ الغاية فعليكم بالإعداد لها”.. وصية الشهيد أحمد محروس

تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وصية للشهيد أحمد محروس أحد الشهداء التسعة الذين نفذت فيهم سلطات الانقلاب حكم الإعدام في هزلية “اغتيال النائب العام”.

ويقول محروس في وصيته:

بسم الله الرحمن الرحيم

وصيتي الأخيرة

يقول الله تعالى “فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ” وقال تعالي “إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون” صدق الله العظيم.

قرأت يوما لأحدهم يقول الموت ليس بعيدا بل إنه يعيش في كل واحد منا وهو في عيشه معنا أقرب إلينا من حبل الوريد.. والموت ليس مخيفا لأنه البوابة التي توصلك إلى الله فهل يكون لقاء الله مخيفا؟ .. الموت لا يشكل النهاية إنها بداية للأبدية يمكن للإنسان أن يعد الموت فرجا لأنه يقضي على الهموم ويخلص من الديون ويقي من الفتن وما أكثرها هذه الأيام- الموت مسافر ينتظر الرحيل معك ولرحيل معه يمكن ان يحدث في أي لحظة ودون سابق إنذار وأنا لا أريد أن يرحل بي إلا شهيدا.

وقال الشاعر تطلب الراحة في دار العنا .. خاب من يطلب شيئا لا يكون

اللهم اجعل الموت راحة لي من كل شر واجعل خير عمرى آخره وأفضل عملي خواتمه أما بعد،،

فأنا العبد الفقير إلى الله /أحمد محروس سيد عبدالرحمن أكتب هذه الوصية من هنا من أحد سجون مصر وقد حكم على بالإعدام بتهمة قتل رجل أشهد الله أن لم أكن أعرف اسمه ولا شكله وأسأل الله أن ينجيني من القوم الظالمين وأن يقدر لي ما فيه الخير وان يوفقني إلى الرضا بقضاءه وإلى ما فيه الخير في ديني ودنياي وعاقبة أمري.

إني لا أكتب وصيتي تحسبا لتنفيذ حكمهم لا قدر الله ولكن الموت قد يأتي في أي لحظة وأي طريق وقد كنت قبل هذه المحنة غافل عنه منشغل بدنياي مثلي مثل أغلب أهل بلدي ومن فضل الله علي أن جاءت لي هذه الرسالة في وقتها كي أدرك حقيقة الحياة فأعيد حساباتي في أشياء كثيرة.

كم تمنيت منذ صغري – كأغلب شباب جيلي – ان يرزقني الله الشهادة على أعتاب المسجد الأقصى فاتحين منتصرين رافعين راية لا إله إلا الله محمد رسول الله ولكن هي أنفسنا وأرواحنا بيده عز وجل يقبضها أينما شاء وكيفما شاء وقتما شاء فهو بيده كل شيء والأعمار بيده وحده.

إني وكما تعلمت من ديني أرجو العفو من الله ولذا فقد عفوت عن أي شخص أساء إلى أو خاض في عرضي أو ظلمني بطريقة أو بأخرى وقد نزعت من صدري كل حقد أو ضغينة تجاه أي مسلم ابتغاء مرضاة الله عز وجل لعلي ألقى الله عز وجل وقد عفى عني وأرجو من أي شخص قد أسأت إليه بقصد أو بدون قصد أو ظلمته أو له حق عندي أن يسامحني ويبتغي بذلك وجه الله .

أصدقائي وزملائي في دفعتي أشهد الله أني أحبكم فيه سامحوني إن كنت أخطأت في حق أحد منكم ولا تنسوني من صالح دعائكم .

وأنتم يا من تسيرون في طريق الله اعلموا أن الطريق صعبة وأن الصبر عليها أصعب ولكن ثمرتها حلوة فلا تستعجلوها فما زال ينقصكم الكثير إخوتي إذا أردتم بلوغ الغاية فعليكم بالإعداد لها واحمدوا الله على البلوى قبل النعمة.. إن طريقا ارتضيتم المشي فيه وعلمتم عواقبه وهو ليس طريقا محفوفا بالورود فلا تيأسوا مما يصيبكم فيه فلن يصيبكم إلا ما كتب لكم ولا تجزعوا من أن تتموه فإن النصر مع الصبر و”ألا إن نصر الله قريب”.

كتبها /راجي عفو ربه

أحمد محروس سيد

23 يناير 2019

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...