ملف خاص: 11 فبراير ذكري تنحي مبارك: مازلنا نهتف «الشعب يريد إسقاط النظام»

“قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية وكلف المجلس الاعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد والله الموفق والمستعان”… كلمات ألقاها الراحل اللواء عمر سليمان منذ عامين فى سابقة هي الأولي من نوعها فى التاريخ المصري أن يجبر الشعب الرئيس على التنحي, وظن الثوار أن التغير قد حان ولكن الحال كما يصفه الخال عبد الرحمن الأبنودي “إحنا ماطردناش مبارك ولا حتى حطيناه في سجن بص في الجرنال مبارك هو.. بس طلعه دقن”، أما لسان حال الشباب الآن الذي وقف قبل عامين فى الميدان فرحاً بطريقة جنونية بتنحي مبارك هو “كأن ثورة لم تقم وكأن نظاماً لم يسقط” رافعاً شعار “اليأس خيانة..الثورة مستمرة.. الثورة ستنتصر”، أما حال الشعب المصري هو البحث عن” أمل الاستقرار”، و على مدار عامين لاتزال أم الشهيد فؤداها خاوي وعنيها لا تتوقف عن الدموع لفراق أعز مالديها دون قصاص من القتلة بل ويزداد تعداد الشهداء والمصابين دون توقف, فماذا يكتب المؤرخون عنك يا مصر بعد عامان من تنحي الرئيس!؟.
730 يوماً بالتمام والكمال على تنحي الرئيس السابق، ليتولي المجلس العسكري “السابق” إدارة شئون البلاد طيلة عام ونصف العام دون تغير ليغرق أهلها فى ظلمات بعد ظلام دام ثلاثون عام وظن المصريون فى 11 فبراير 2011 أنه جاء النور ورحلو عن الميدان ولكنه لم يأتى بعد، وبعد رحيل المجلس العسكري جاء أول رئيس منتخب للجمهورية وهو الدكتور محمد مرسي، وكاد القدر أن يجعل الثوار سبباً فى نجاحه ووصوله إلى سدة الحكم إلى أنه أدخل البلاد مرة أخري فى نفق مظلم لا يعلم نهايتة إلا الله بعد أمل البعض بأن التغير قادم علي يده, ولم يتعظ الرئيس ولم يعتبر من مشهد مبارك خلف القضبان ويحكم عليه القاضي بالسجن المؤبد فى مشهد لا يستطيع أحد التلعيق عليه إلا بقول الله سبحانه وتعالي “يعز من يشاء ويذل من يشاء”، وينتظر مبارك العديد من الإجراءات القضائية فى عدد من قضايا قتل الثوار والفساد المالي والإداري، ورغم ذلك يستكمل الثوار الأحرارثورتهم بعد سرقتها ويصرون على القصاص للشهداء ويصرون بكل ما أوتو من قوة على تحقيق أهداف الثورة “العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية”.. ليصبح المشهد الآن هو نفس مشهد النهاي، فنحن نعيش اليوم 11 فبراير 2013 نفس مشهد نهاية مبارك 11 فبراير 2011 الثوار أمام القصر الرئاسي يطالبون برحيل النظام ويهتفون ” الشعب يريد إسقاط النظام”، والمصريون فى أمس الحاجة أن يأتى مشهد 11 فبراير جديد لتحقيق أهداف الثورة.

عامان على “التنحي” بلا تغير: لم تتحقق أهداف الثورة “العيش والحرية والعدالة الإجتماعية”

تأتى ذكري تنحي الرئيس السابق فى عامها الثاني دون أى تغير عن حكم مبارك, فكان حلم الشباب قبل الثورة هو “التغير” ومع استمرار فساد واستبداد حكم مبارك أيقن الشباب أن التغيير لن يأتى إلا بالرحيل, وخرجت الملايين فى ميادين التحرير تطالب مبارك بالرحيل ويهتفون فى الشوارع ومن شرفات المنازل “الشعب يريد إسقاط النظام”, أملا فى أن يحدث التغير بعد إسقاط نظام مبارك ورفع الشباب مطالب الثورة وهي “العيش والحرية والعدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية”.
إلا أنه جاء حكم المجلس العسكري “السابق”، وأدار البلاد لمدة عام ونصف العام فلم يتغير شىء بل ازداد الأمر صعوبة بسبب فشل الإدارة التى تبعد كل البعد عن فكر شباب الثورة وترتبط كل الأرتباط بالنظام التى قامت ضده الثورة، وفشل “العسكري” فى تحقيق العيش والحرية والعدالة الاجتماعية ليستمر فى نهج مبارك فى التعامل القمعي مع المظاهرات لتقع أحداث دامية فى عهده أبرزها محمد محمود، ومجلس الوزراء، وماسبيرو فكان حلم الشباب فى التغير هو رحيل المجلس العسكري الذي أدخل الدولة فى دوامات قانونية ليهتف الجميع مره ثانية “الشعب يريد إسقاط النظام”.
وجاء الرئيس محمد مرسي ليسير على نهج مبارك دون أى تغير بل تعامل مع المتظاهرين والمعارضين بصورة أكبر وحشية من عنف وقمع وتشوية بهدف البقاء فى السلطة, كما أصدر قوانين ديكاتورية وأصر على إنفراد جماعة الإخوان بالدستور دون باقي طوائف الشعب, ويستمر على نهج النظام المباركي فى الاستبداد والانفراد بالسطة والانشغال بتمكين أعضاء الجماعة من مفاصل الدولة, وبعد خروج العديد من المظاهرات ضده دون أى إستجابة لمطالب التغيرواستمرار نزيف دماء الشهداء, أيقن الثوار أن التغير لن يأتى إلا بالرحيل, ليهتف الجميع مره ثالثة “الشعب يريد إسقاط النظام” بهدف العمل من البداية مرة أخري والعودة إلى المربع صفر11 فبراير 2011.
وكما يؤكد المراقبون والمؤرخون فالثورة لم تنجح لن تحقق اى تغير إلا بعد وصول من يؤمن بأهدافها لسده الحكم, خاصة وأنه لم يتحقق أى هدف من أهداف الثورة ولم يطرأ أى تغير على مدار عاميين بسبب فشل الأنظمة الحاكمة وبالتالى لم يشعر الثوار أو المواطنين بأى تغير بل الكل يشعر أن الوضع يزاداد سوءاً.
“العيش” أحد أهم مطالب الثورة والهدف منه إيجاد لقمة العيش الكريمة لكل مواطن مصري ولم يتحقق منه أى شىء.
“الحرية” المطلب الثاني للثورة ضاع مع دستور الإخوان الذي يعمل فى المقام الأول على قيد الحريات سواء حرية المرأة أو حرية الصحافة أو غيرها من الحريات, بل يزاداد الوضع سوء مع حكم الإخوان, ويتعرض الشباب للاعتقال والقتل والتعذيب, ويحاولون منع حرية التظاهر من خلال وضع قانون يعده وزير العدل المستشار أحمد مكي لمنع حق التظاهر الذي اكتسبه المصريون بعد ثورة أذهلت العالم.
“العدالة الإجتماعية” المطلب الثالث من الثورة والذي يعتبر حلم كل مواطن يعيش تحت خط الفقر لم يلقي قوت يومية, ويطالب المواطنين باتخاذ إجراءات سريعة لتحقيق العدالة الإجتماعية وأهمها قانون الحد الأدني والأقصي للأجور وتحقيق العدالة الاجتماعية فى توزيع الدعم على المواطنين ليأخذ كل مواطن ما يستحق.
“الكرامة الإنسانية” قال الله فى كتابه الكريم “ولقد كرمنا بني أدم” إلا أن الأنظمة الحاكمة فى مصر سواء مبارك أو المجلس العسكري السابق أو حكم الرئيس محمد مرسي يتفقان على إهدار كرامة المواطنين, وسحل وتعرية الشباب والفتيات وإهدار الكرامة الإنسانية لكل مواطن ضعيف.
ولقد مر عامان دون تغير والشباب الأن يطالب بتغير النظام حتى تتحقق اهداف الثورة فكذا يستمر حلم الثوار فى التغير بتحقيق العيش والحرية والعدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية.

خطايا الثورة: الرحيل عن الميدان بعد التنحي خطيئة الثوار الكبرى

“الرحيل من ميدان التحرير” كان مبثابة الخطأ الأكبر الذي وقع فى الثوار هو ترك الميدان وتسليم السلطة إلى المجلس العسكري دون شريك, ويؤكد بعض شباب الثورة أنه كان يجب أن نظل هناك حتي تتحقق كل المطالب ووضع جدول زمني وبرنامج لتحقيق مطالب الثورة، وكان خطأ كبيرا الرحيل عن الميدان الذي أعطي انطباعا للكثيرين أن الثورة انتهت بسقوط مبارك، وهذا لم يحدث.
والخطأ الثاني حسب رؤية السياسيين يتثمل فى عدم وجود قيادة موحدة للثورة في مواجهة أي تيار معاد للثورة وللتأكيد علي قوتها ومطالبها, وأن الثوار لم يستطيعوا بلورة تنظيم حقيقي يعبر عن قيادة موحدة للثورة ويظهر في عيون الشعب كبديل للنظام الذي سقط، بالإضافة إلى توجه بعض الثوار إلى إنشاء الأحزاب والائتلافات.
اما الخطأ الثالث الذي يسئل عنه الثوار هو عدم التوافق على مرشح رئاسي واحد يمثل الثورة ويعمل على تحقيق أهدافها للتفرق الأصوات الثورية بين عدد من المرشحين وفضل البعض الاخر المقاطعة.
ولعل أبرز الأخطاء التى وقعت عقب ثورة 25 يناير الذي يعد الخطأ الرابع ويسأل عنه النظام الحاكم هو وضع دستور جديد للبلاد أولاً، رغم خروج أصواب كثيرة من الثوار وغيرهم تهتف “الدستور أولا”, وإصرار المجلس العسكري على إجراء إستفتاء مارس الشهير لتبدأ الدوامة القانونية التى أدخلت البلاد فى مأزق حتى الآن, بالإضافة إلى خطأ إجراء الانتخابات البرلمانية دون وجود دستور, وبعدها أعطي الإعلان الدستوري الصادر فى مارس 2011 الحق نواب البرلمان فى تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور لنتفرد جماعة الإخوان المسلمين بوضع الدستور.
وعلى إثر ذلم وقع خطأ أكبر وهو انتخاب الرئيس دون وجود دستور ينظم شكل الدولة ودور سلطات الدولة المختلفة سواء التنفيذية أو القضائية.
لتشهد مصر بعد عامين منذ ذكري تنحي الرئيس السابق حسني مبارك حالة من الارتباك بسبب تلك الأخطاء, ويعيش المصريون فى أزمة حقيقة الآن وهي المطالبة بوضع دستور جديد للبلاد يليق بمصرالثورة ويعمل عى تحقيق أهدافها وليس تحقيق أهداف أشخاص أو جماعة بعنيها، وذلك المطالبة بإسقاط الدستور التى انفرد به جماعة الإخوان المسلمون.
والآن أدرك الثوار كافة الأخطاء ولايزال يطالب برحيل النظام الحالي والبداية إلى المربع صفر مرة أخرى.

11 فبراير 2011 رحيل مبارك.. 11 فبراير 2013 مطالب برحيل مرسي
الثوار للرئيس: “اقتل واسحل كما شئت فسوف ترحل كما جئت”

قبل عامين توجه الآلاف من المتظاهرين إلى قصر الرئاسة بمصر الجديدة للمطالبة برحيل النظام وسط هتافات “الشعب يريد إسقاط النظام”، إلا أنه لم يمر ليل 11 فبراير وأعلن مبارك التنحي فكان مشهد إسدال الستار على حكم مبارك.
والآن يخرج أيضا عشرات الآلاف إلى قصر الرئاسة بمصر الجديدة للمطالبة برحيل الرئيس محمد مرسي وسط نفس الهتافات التى رددوا قبل عامين “الشعب يريد إسقاط النظام” ليكون مشهد نهاية مبارك هو بداية حلم جديد للثورة بحثا عن التغير.
سقط مبارك وأعلنت تنحية بعد اعتصام دام 18 يوم متواصلة فى ميادين التحرير بمختلف محافظات الجمهورية, لاسيما بعد انحساب الشرطة من الشوارع فى جمعه الغضب 2011, وتولي المجلس العسكري السابق إدارة شئون البلاد.
والآن تزداد التساؤلات من الجميع هل يرحل مرسي كما رحل مبارك؟ وتباينت آراء الخبراء السياسين فى إمكانية رحيل الرئيس محمد مرسي الآن أم رحيله بعد إنهاء فترة حكمة, ويري الثوار أنه سوف يرحل بعد أيام أو شهور قليلة بعد تدهور الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية فى البلاد.
ويسير الرئيس محمد مرسي على خطي سلفه مبارك فى الاستبداد والقمع لكل من يعارض النظام, والانفراد بالسطة واتخاذ الأراء الديكتاورية والعمل على تمكين الجماعة، بل تضاعف أعداد الشهداء والمصابين خلال حكم الرئيس محمد مرسي بهدف الاستمرار فى البقاء على كرسي الحكم.
ففي مثل هذا اليوم كاد الشباب يطير فرحاً بسبب تنحي مبارك واليوم يعيش الشباب حالة من الحزن والإحباط بعد عدم وجود أى تغير واستمرار قتل أصدقائهم الذي يدافعون عن الثورة والحرية والكرامة.
إلا أن ذلك الأحداث الأليمة تزيد من إصرار الشباب على استكمال الثورة والعمل على تحقيق أهدافها والمطالبة بالقصاص من قتلة الشهداء والمطالبة برحيل نظام الأخوان وعدم سرقة الثورة مهما كلفهم ذلك من تضحيات, وقال بعض الشباب فى رسالة إلى الرئيس الحالي “اسحل واقتل كما شئت فسوف ترحل كما جئت”.



الميدان مليان من غير الإخوان: المعارضة فى الميدان والجماعة مكان المنحل بعد عامين من ذكري خلع المخلوع

وتأتى الذكر الثانية لتنحي الرئيس مبارك لتبقي قوي المعارضة ثابتة فى مكانها لتستكمل مطالب الثورة، ويأتى الإخوان المسلون فى سدة الحكم بعد أن باعوا الثورة من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية التى تتلخص فى الوصول إلى الحكم.
ويتقلد قيادات جماعة الإخوان المسلمين مناصب قيادات الحزب الوطني المنحل، ويحل الرئيس محمد مرسي مكان الرئيس حسني مبارك, وتمارس الجماعة نفس السياسيات دون الحذف، ولكن مع الإضافة.
وتستمر رموز القوي الوطنية المعارضة فى مصر فى التظاهر والحشد ضد النظام القمعي المستبد, وسط تشويه وتخوين علي سياسية مبارك فى التعامل مع المعارضين للنظام الحاكم والذي تهز أصوات هتافتهم عروش السلطة وخوفا من سحب بساط تلك السلطة من تحت قدم الإخوان والانتقال بها إلى قوي سياسية أخري تستمر قوات الأمن فى قمع المتظاهرين وفض الاعتصامات بالقوة فى سبيل بقاء النظام.
المعارضة على مدار عامين منذ تنحي مبارك لم تسلم من التشوية والتخوين إلا أن المعارضة ضد حكم الإخوان زادات بعد معارضة أنصار الرئيس السابق لهم, وأصبحت الإخوان وحدها فى السلطة ومعها بعض الأنصار ويقف أمامهم صفوف المعارضة من كل حدب وصب, القوي الوطنية والثورية التى تعمل علي تحقيق أهداف الثورة وأشخاص من أعضاء النظام السابق يعترضون على سياسيات الإخوان فى الحكم.
وبعد عامين من الثورة تظل أراء قوي المعارضة باقية رافعين شعار الثورة “العيش والحرية والعدالة الاجتماعية” لتتحول من حولهم وجوهاً كثيرا سواء لدعم المجلس العسكري أو لدعم نظام الإخوان, ولكن تبقي المبادىء ويبقي أصحاب الضمير ثابتون على مواقفهم ودعم الثورة.
وكان مشهد ميدان التحرير وميادان مصر الثائرة يمتليء مظاهرة بعد الأخري دون وجود أعضاء جماعة الإخوان المسلمون, وخرجت قوي المعارضة فى مسيرات ضخمة إلى قصر الإتحادية, ولن ينسي الثوار على مدار العامين الماضين من باع الثورة من أجل مصالح شخصية ومن ظل واقفاً جانب الثوار فى الميادين, ولذلك فى أحداث ذكري محمد محمود علق المتظاهرون لافتة كبيرة كتب عليها “الميدان مليان من غير الإخوان”.


الثوار: الثورة مستمرة.. الثورة ستنتصر

يكتب هذه السطور أحد الشباب الذين تظاهروا ضد مبارك وتظاهرو ضد المجلس العسكري ويستمر فى التظاهر ضد نظام مرسي, مفضلاً عدم ذكر اسمه.. ليحكي لنا من وجهة نظره ووجهة نظر الثوار الحقيقين من على أرض الميدان “كيف يرون المشهد وقت التنحي فى 11 فبراير 2011 وبعد عامين من التاريخ”.

مشهد رائع، أكثر من 22 مليون مواطن مصري يحتفلون في الشوارع، لحظة جنونية بالنسبة للكثير.. هو مشهد ميادين التحرير في مصر الحبيبة يوم 11 فبراير 2011، بعد خطاب التنحي الذي ألقاه اللواء عمر سليمان، وأعلن فيه عن تخلي مبارك عن منصب رئيس الجمهورية.
هل بدأ المستقبل يبتسم لنا؟؟.. هكذا سأل الشباب أنفسهم، لقد تحقق حلم صبرنا كثيرا من أجل أن نراه يتحقق، أخيراً انتصرنا علي هذا الديكتاتور، أخيراً أسقطنا نظاماً فاسداً، أخيراً شعرنا بنسائم الحرية و قطرات التغيير.
الخطوات القادمة.. هذا ما يجب أن نفكر فيه.. «عيش.. حرية.. عدالة إجتماعية»، لابد من تحقيق أهداف الثورة، لقد رأينا رصاصات الغدر تغتال أجمل شبابنا وهم يهتفون بشعارات الثورة.
بناء مصر الحرية، مصر العدالة الإجتماعية، مصر المواطنة.. دولة القانون، دولة المؤسسات، دستور يكفل الحقوق والحريات والكرامة الإنسانية.. هكذا حلمنا.
و الآن، وبعد مرور عامين، تأتي الذكري الثانية بعد تنحي الرئيس المخلوع، وأحلامنا لم يتحقق منها شيء.. خرجنا من نظام يكبل الحريات لندخل في نظام يريد تقييد التظاهر، هتفنا للعدالة الإجتماعية وذهب النظام إلي سياسات صندوق النقد الدولي (التي تغتال العدالة الإجتماعية وتعادي الفقراء)، أردنا المواطنة وأراد النظام الجديد تصنيفنا وتفريقنا إلي مذاهب وجماعات وعشائر، حلمنا بدولة القانون فوجدنا جماعة غير قانونية تحكمنا ورئيس ينتهك القانون، عزمنا علي بناء مؤسسات الدولة من جديد فإذا بالنظام يصمم علي وجود المؤسسات بحالتها القديمة.
و كانت المعركة المفصلية، هي معركة الدستور.. هل سنفوز بدستور يمهد لتحقيق أهداف الثورة؟ هل سيكتب المصريون دستورهم بأيديهم؟ هل سيري كل مصري نفسه في دستور يضمن حقوقه ويحمي حرياته؟.. و كان دستور مسلوق هو نصيبنا، خنجر مسموم يطعن الثورة في ظهرها و يغتال أهدافها.
واليوم تحول المشهد من إرادة إلي إنكسار.. ومن أحلام إلي أحزان، و من إيمان بسلمية الثورة إلي كفر بشيوع الظلم وغياب العدل.. ولكن للثورة شعب يحميها، وشباب يبحث عن الأمل في أعماق اليأس.. رافعاً شعار «اليأس خيانة»، “الثورة مستمرة … الثورة ستنتصر”.
x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...