تغييب الإخوان المسلمين بالسجون أتاح للأعداء الاستفراد بمصر

في ذكرى يناير وجمعة الغضب وحتى كل المناسبات الثورية خسر ميدان التحرير وميادين الثورة المصرية في رابعة العدوية ونهضة مصر… وغيرها؛ الإخوان المسلمون، الذين مروا من هنا يقفون أمام الظالمين والمجرمين، مها كلفهم ذلك من تضحيات، وعرف الصديق والرفيق والأخ أن أكلت يوم أكل الثور الأبيض.

الإخوان الذين استجابوا لدعوات التظاهر ولم يستريحوا على مقاعد المتفرجين، فميدان التحرير حكم على مبارك بالخلع وسجنه، مدعيًا الموت وينقل على ظهره طوال بقاء ثوار 25 يناير في ساحته.

يقول الصحفي وائل قنديل: “هذا الميدان هو الذي أجبر طنطاوي على تسليم السلطة التي سقطت في حجره بعد 11 فبراير 2011 للمدنيين، بعد المذابح التي ارتكبتها قواته الأمنية بحق الثوار في أحداث شارع محمد محمود وأمام مجلس الوزراء.

هذا الميدان “العقدة التاريخية” جدير برقصة الشماتة والتشفي في دعوات “ثورة الغلابة” التي أداها المشير ذو الاثنين وثمانين عاما، ليهتف “ها قد عدنا يا ميدان التحرير” الذي يجسّد له أسطورة أرض الميعاد، والحق الإلهي للعسكريين في السلطة”.

طمع الأعداء

غياب الإخوان سمح للأعداء باستفراد بالبلاد، يقول الصحفي أنس حسن: إن أهم سبب لدى الدول الإقليمية للتسريع في انجاز خطوات كانوا لا يجرءون عليها سابقا.. هو استغلال لحظة الهزيمة اللي منيت بها الشعوب، وتغييب أهم الحركات السياسية عن الشارع وإيداعها السجون وغياب حياة سياسية بناء على موجة الانقلابات والحروب.

ويعتبر في منشور على الفيسبوك أن وجود حركات سياسية قوية إسلامية، لم يكن ترفا ولا كان وجود بلا قيمة، كما يروج لذلك كثيرون، بل إن وجودهم كان مهمًا جدًا، وهو اللي كان عامل فرامل للأنظمة المعادية وخاصة عربان الخليج من كانوا يخافون من مظاهرة في القاهرة أو الرباط أو عمان.

وبسبب تعطيل الحركة الإسلامية وحشدها في الشارع ولو كان جزئيا أو محدودا كان يتسبب في ضمان حد أدنى لحقوق المواطن في النظام الاستبدادي وقتها.

ويتابع “حسن”: إن اعتبارات وجود حركات إسلامية كان يؤجل الكثير من المصائب تعدها الأنظمة فيقول أنس حسن: “زمان كنا فاكرين الانظمة بتنفذ كل ما يجول في بالها دون النظر للمعارض، انهاردة بيتضح قد إيه إن الانظمة دي كانت مخبية مشاريع ومأجلاها بسبب وجود حركات شعبية معارضة تقدر تحرك جزء كبير من الشارع!!”

واستغرب أنس حسن من خطاب “اللا جدوى” من وجود حراك إسلامي أو سياسي معتبرًا أنها مغالطة طفولية، وأن من يقول إن الحركات فشلت ولم تقدم شيء، لقطة سريعة لأحداث اليوم ومقارنتها بما قبل سيفهم إلى أي مدى الشارع والمواطن البسيط خسر كثيرا بغياب الحركات الإسلامية وتدميرها.. وأن ظهره بقي عريان لسوط السلطة وقراراتها”.

ماذا خسروا؟

وفي عدد من الخسائر التي منيت بها مصر بغياب الإخوان المسلين، كتب كارم عبد الغفار إن خسارتها كجدار كان يكمل البيت ويزينه ويحمي أحد جوانبه من تقلبات الزمان، وداعية رفيقًا بالعصاة لأنه أحدهم، غير أنه متصل بمناخ يدعمه، وشابًا متزنًا نفسيًا يحبه أقاربه ويألفه جيرانه ويصاحب الأطفال في الشوارع، وطالبًا متفوقًا نافعًا لزملائه كاسرًا لموجة الانحراف داخل أسوار الجامعة، وطبيبًا ومهندسًا ومدرسًا، من طموحه تغيير الناس وإصلاح نفسه وإصلاحهم، وحافظًا لكتاب الله، ومتدينًا بسيطًا في مظهره غير منشغل بالخلافات، يشبه ملايين الناس، ومعلمًا للأشبال ومربيًا للأجيال ومخترقًا أوقات الفراغ في أعمار مراهقينا، وغاضبًا للحق مدافعًا عن المظاليم والمكلومين لأنه أحدهم، وداعمًا للفقراء في بيوتهم طارقًا بشوشًا في ليالي الضنك، يفعل ذلك واجبًا لا منة، ورحمة من رحمات الله، لم تكن مثالية بل فيه ما في الناس، لكن له صحبة تزينه، وأخيرا خسرت جزءًا كبيرًا من مفاتيح فرحة رمضان والأعياد والرياضة وكل مواسم البهجة في زمان النكد، و جزءًا من الأمان لأن الإخوان كانوا من أنبل الفرسان، والكلمة الوسط في زمن الشطط.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...