“وراء الشمس”.. تعرف على خطة السيسي لمواجهة الجفاف المالي

اتجهت حملة إعلامية من قبل أذرع الانقلاب العسكرية مصاحبة لحملة ابتزاز لرجال الأعمال الأثرياء؛ للمطالبة بدفع الملايين مقابل الكف عن “ايذائهم ” فى باطنها، لكن فى ظاهرها يتم توجيهها لصالح الفقراء وتدعيم خطوط الدفاع المالى لصندوق” تحيا مصر” المخابراتى والذى يقوم على الصرف على مثل تلك الحالات الفقيرة من خلال برامج لا أصل لها.

وكشفت مصادر اقتصادية، عن تعرُّض عدد من رجال أعمال للضغوط؛ لإجبارهم على التبرع لصندوق “تحيا مصر”، وتمويل مجموعة من المبادرات التي أعلنها السيسي، والتي كان في مقدمتها “100 مليون صحة”، و”حياة كريمة”، و”نور حياة”.

وشهدت الأونة الأخيرة نشر الصحفي محمد الباز، رئيس تحرير صحيفة “الدستور” ومقدم برنامج 90 دقيقة على قناة “المحور”، سلسلة من المقالات تحمل ابتزازا صريحا وتهديدا لمن أسماهم “مليارديرات مصر الذين يحتكرون ثروات البلاد داخل 100 أسرة فقط”، بينما يقبع عشرات الملايين من المصريين تحت خط الفقر.

وأوضحت المصادر خلال تصريحات صحفية نقلتها “العربي الجديد”، اليوم الثلاثاء، أن عدداً من رجال الأعمال البارزين تعرَّضوا لابتزاز من جانب جهاز سيادي – رفضت تسميته – لإجبارهم على التبرع لتمويل المبادرات المجتمعية للسيسي عبْر التهديد بسحب استثمارات ومشروعات خاصة بهم.

كما أكدت أن عمليات الابتزاز التي تعرَّض لها رجال الأعمال الممتنعون عن دفع “إتاوات” – على حد وصفها – تنوّعت ما بين التهديد بتعطيل أنشطة استثمارية وسحب قطع أراضٍ ومساحات واسعة ممنوحة لكثير منهم لإقامة مشروعات سكنية وخدمية عليها بعدد من المدن الجديدة.

ابتزاز وتهديد صريح

وفي مقال سابق له تحت نداء عقد “مصالحة وطنية ونفسية” كتب “الباز”: بين الأغنياء والفقراء، بعد تنازل الأثرياء عن نصف ثرواتهم للفقراء حتى يتوقف الحقد الطبقي المستشري في البلاد، محذرا الأغنياء من أن قصورهم العالية لن تحميهم من غضب الجوعى الذين يعرفون أن غالبية الأثرياء هم لصوص وفاسدين.

واقترح أن يتنازل مليارديرات مصر عن نصف ثرواتهم، ليتم إنشاء صندوق جديد توجه أمواله إلى دعم السلع الأساسية والوقود التي سترفع الحكومة الدعم عنها خلال الأيام المقبلة!.

وفي مقال آخر ، كتب يتساءل: “يا مليارديرات مصر.. من أين لكم كل هذا؟ مشككا في الذمة المالية لرجال الأعمال الأثرياء ومؤكدا أنهم كونوا ثرواتهم عبر التحايل على القانون والتهرب من دفع الضرائب.

وردا على الاتهامات بأن دعوته تلك ستمنع المستثمرين من العمل في مصر، قال إن البلاد تمر بأزمة اقتصادية حادة تسبب فيها هو رجال الأعمال الذين لا يعملون إلا لمصلحتهم الخاصة، ويجب أن يتحملوا المسؤولية”! مؤكدا أنه يتحدث عن حق واضح جدا للشعب في ثروات الأثرياء وليس عن تبرعات بالفتات للفقراء”.

وفي مقال ثالث، قال الباز: إن كبار الأغنياء ليسوا آمنين على حياتهم وثرواتهم في ظل الأزمات الاقتصادية التي تمر بها البلاد، مطالبا الأثرياء بالتنازل طواعية عن نصف ثرواتهم للدولة قبل أن يجبروا على هذه الخطوة عن طريق تدخل أجهزة رقابية أو سيادية لتحسم الأمر في ساعات، أو عبر تشريع يخرج من مجلس النواب بمصادرة تلك الثروات!.

تهديد قضائي

ووفقاً للمصادر ذاتها؛ فإن الغالبية العظمى من رجال الأعمال الذين طُلب منهم التبرع بمبالغ كبيرة بعضهم رفض الفكرة من الأساس، والبعض الآخر أكد تبرعه بمبالغ أقل كثيراً من التي طلبت منهم، مرجعين ذلك إلى قيامهم بدفع مبالغ طائلة طوال الفترة الماضية تنوّعت ما بين تبرعات لصندوق “تحيا مصر”، وتمويل حملة السيسي الانتخابية في انتخابات الرئاسة الهزلية الماضية، وتمويل أنشطة وتحركات سياسية أخرى.

وأشارت إلى أن مبالغ التبرع تراوحت بين 50 مليون جنيه بشكل عاجل، وآخرين تم تحديدهم بالاسم طُلب منهم التبرع بمبالغ تجاوزت الـ 100 مليون جنيه.

وتابعت المصادر: “عمليات الضغط وصلت حد التلويح بتحريك قضايا جنائية بحق عدد من رجال الأعمال بعضها متعلقة بالاتجار في الآثار، وأخرى بمخالفات قانونية متعلقة بتغيير أنشطة أراضٍ حصلوا عليها وتحويلها من أنشطة زراعية إلى أنشطة أخرى، غضّت الدولة الطرف عنها في وقت سابق”.

وبرَّرت زيادة الضغوط على المستثمرين الاقتصاديين بـ”التراجع الحاد في شعبية “السيسي”، وعدم جدوى الحملات الإعلامية الخاصة بترويج المشروعات القومية”.

وكشفت المصادر عن لقاء ضمَّ عدداً من أكبر رجال الأعمال مع مسؤول رفيع المستوى بمؤسسة الرئاسة حمل تهديداً أكثر من الترغيب بشأن التبرعات، مؤكداً أن الجمعيات الخيرية الكبرى مثل “مصر الخير” و”الأورمان”، لم يعد بإمكانها تمويل جانب كبير من حملات “السيسي” المجتمعية بعد تراجع حجم التبرعات.

سبوبة “نور الحياة”

ومؤخراً، أعلن “السيسي” إطلاق مبادرة تحت عنوان: “نور حياة”؛ لمكافحة والعلاج المبكر لأمراض ضعف وفقدان الإبصار.
وتزعم المبادرة الكشف على 5 ملايين طالب بالمرحلة الابتدائية، ومليونين من الفئات الأولى بالرعاية، وتوفير مليون نظارة طبية، وإجراء 250 ألف عملية جراحية في العيون. وجاء ذلك خلال الاحتفالية الضخمة التي نظمها صندوق “تحيا مصر”، مساء السبت، إذ قرّر السيسي تخصيص مليار جنيه من صندوق “تحيا مصر” لدعم المبادرة.

نتائجها عكسية

من جانبه، قال أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، عبد الخالق رشاد، إن هذه المبادرة لن يكتب لها النجاح؛ لأن مثل تلك الدعوات لا يمكن فرضها على رجال الأعمال، بل يجب أن تتم بشكل اختياري وطوعي.

وضرب رشاد مثلا بالملياردير الأمريكي وارين بافيت الذي أعلن منذ عدة سنوات، بشكل طوعي، تبرعه بنصف ثروته بعد وفاته للفقراء والمشروعات التنموية والخيرية، أما لو حاولت الحكومة إجباره على ذلك فكان سيرفض بالتأكيد.

وكشف أن وزير المالية الأسبق، هاني قدري، كان قد حاول منذ عدة سنوات الحصول على 5% من أرباح الشركات الخاصة كتبرعات للمشروعات التنموية، مستشهدا بما يحدث في ألمانيا، لكن رجل الأعمال نجيب ساويرس قاد حملة لرفض تنفيذ القرار، ونجح في إفشال هذه المبادرة.

وحذر رشاد من أن مثل تلك الدعوات غير المدرسة تأتي بنتيجة عكسية على الاقتصاد الوطني، حيث تخيف رجال الأعمال وتجعلهم يحتفظون بثرواتهم واستثماراتهم خارج البلاد خوفا عليها من المصادرة أو التأميم.

خطة “وراء الشمس”

هل تتذكرون الناشر ورجل الأعمال صلاح دياب الذى اعتقل فى مشهد سيئ أمام أعين الكاميرات.. أين هو الأن؟ هكذا بدأ الناشط السياسى ريمون يعقوب حديثه فى تدوينة على “فيس بوك، أكد فيها أن السيسى ينتهج خطة” خلف الشمس” للإيقاع بضحاياه لدفع الأموال بكثرة أو السجن والإعتقال أو الخيار الأخير التوارى “خلف الشمس”.

وأضاف “يعقوب”: لماذا خفت الأحاديث الأشهر الماضية عن رجل الأعمال صلاح دياب أحد مؤسسي جريدة المصري اليوم، ورئيس مجلس إدارة مجموعة “بيكو” الاستثمارية خاصة بعد “زوبعة” القبض عليه بتهم متعلقة بالفساد المالي، وذلك بعد يوم واحد فقط من الإعلان عن التحفظ على أمواله.

واشار الى انه بعد أن تبرع “دياب” لصندوق تحيا مصر” فى الخفاء بملايين الجنيهات سكتت الألسنة والأذرع الإعلامية والقضائية بعد إتمام الصفقة برغم أن فساد كان” للكرب” على حد وصف الناشط.

شبكات مصالح مبارك

وسلطت “رويترز” الضوء على عودة فلول النظام السابق للعودة “سياسياً “لمصر مرة أخرى بعدما أتم رجال أعمال “أثرياء” دفع المقابل المالى لمزاولة المهنة كما هو متبع وفق نظام العسكر الجديد.

أحدهم وهو أحمد عزّ الأمين العام لحزب المخلوع حسني مبارك، الحزب الوطني الديمقراطي الذي يفترض أنه انتهى، متّهمًا بسرقة مليارات من الجنيهات المصرية، ولكنه خرج من السجن منذ أغسطس 2014 بكفالة قدرها خمسة مليون جنيه ونصف أي ما يعادل سبعمائة وسبعين ألف يورو، وقد استعد للعودة لواجهة الأحداث الاقتصادية والسياسية ومنها ماقرره من البدء فى المساعدة فى البناء بفنكوش العاصمة الإدارية الجديدة.

التبرع بالإكراه

وأثناء تدشين تفريعة السويس خاطب السيسي رجال الأعمال قائلا: “هتدفع يعني هتدفع، باقول أهو هتدفع يعني هتدفع، خلي بالك يعني إيه صندوق أنا أشرف عليه؟”.

من بين حالات الابتزاز إكراه القاريء الشهير محمد جبريل على التبرع بمبلغ كبير للغاية “3 ملايين جنيه نقدا” لصندوق تحيا مصر، الذي يشرف عليه نظام السيسي، وسبق أن أعلن نجم الكرة الدولى المصرى تبرعه لصندوق تحيا مصر يمبلغ 10 ملايين جنيه، ووصف مراقبون مايحدث من تلك الشخصيات الشهيرة أنه نوع ” ذر الرماد” فى أعين عصابة السيسى حتى لايتم البحث خلفهم أو مضايقاتهم.

كما تناقلت وسائل إعلام أخبارا اعتبرت نوعا من الإكراه الصريح على التبرع، مثل خصم محافظ بنى سويف من رواتب الموظفين ما قيمته 1.5 مليون جنيه، تبرعا لصندوق “تحيا مصر”.في الإطار نفسه، نقل الكاتب والمحلل السياسي عمرو الشوبكي رسالة من أستاذ في جامعة الأزهر يتحدث عن إجبار الأساتذة على التبرع لصندوق “تحيا مصر”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...