السيسي مرعوب من تجمعات الثوار.. مقاهي وسط القاهرة صداع في رأس الانقلاب

تناول عدد من الصحف العربيية والأجنبية، تحليل المشهد الذي ظهر بميدان التحرير أمس الجمعة في الذكرى الثامنة على ثورة 25 يناير، حيث انتشرت العربات المصفحة والأسلاك الشائكة تحجب مدخل الميدان ، وخيم الخوف والسكون الحذر على المقاهي الشعبية في محيط وسط القاهرة، بعد أن لعبت دوراً فاعلاً في ثورة 25 يناير 2011، ليصبح حال روادها من شباب الثورة ما بين سجين أو ملاحق.

وأشارت التقاير ومن بينها تقرير منشور على صحيفة ” عربي بوست” إلى أنه منذ سنوات قليلة، كانت تلك المقاهي أحد روافد الثورة، ومستقراً لنشطاء سياسيين، ومنطلقاً لتجمعات احتجاجية، قبل أن تتحول بفعل تطورات سياسية عديدة، إلى مكان لقضاء أوقات الفراغ، دون التطرق إلى السياسة

دواعٍ أمنية

وقالت التقارير إن هذه المقاهي التي استخدمها نظام الانقلاب العسكري في تحريض الشباب على الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، هي أول شيئ حاربه قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي بعد الانقلاب بشهرين فقط، ليقينه بخطورة هذه المقاهي على حكمه نتيجة التجمعات الشبابية التي تفرض نفسها على هذه المقاهي، وشنت قوات الأمن حملتها الأولى لإغلاق مقاهي وسط العاصمة؛ بدعوى وقوع مخالفات وعدم وجود تراخيص، ما نفاه أصحاب تلك المقاهي آنذاك.

ومنذ ذلك الوقت، تحولت مقاهي المنطقة عن دورها السياسي والثقافي إلى خوف وسكون حذر وجلسات نميمة، بفعل رقابة وقيود وحملات إغلاق متكررة لدواعٍ أمنية، وفق أحاديث أصحاب مقاهٍ.

وأشارت التقارير لأكثر المقاهي تضررا خلال السنوات الأخيرة، وهو تجمع مقاهي «البورصة» (يضم أكثر من 35 مقهى)، و»زهرة البستان» و»الندوة الثقافية» و»غزال» و»التكعيبة» و»صالح»؛ نظراً لموقعها على أطراف ميدان التحرير، رمز الثورة الشعبية، التي أطاحت بالرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك (1981: 2011).

واكدت التحولات التي شهدتها البنية السياسية للمجتمع المصري منذ ثورة 2011، زادت حدة وتيرتها قبل أكثر من خمسة أعوام، حتى اختفت السياسية من على طاولات المقاهي المصرية.

كفاية

وقالت التقارير إن مقاهي وسط القاهرة التي تتمتع بطابع معماري مميز، كانت مقرا لميلاد معظم الحركات الاحتجاجية، قبل ثورة يناير. ومن أبرز هذه الحركات: الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية)، أواخر 2004، والتي نادت بعدم التمديد لمبارك، وعدم توريث الرئاسة لنجله الأصغر جمال.

كما كانت تلك المقاهي شاهد عيان على التطورات السياسية لثورة 2011، إذ تحولت في تلك الفترة إلى مقر ثابت لنشطاء وأدباء وفنانين وحزبيين، على اختلاف أطيافهم وتنوعاتهم السياسية والأيديولوجية. وسجل نشطاء أسماء بعض المقاهي الشهيرة وسط القاهرة على دعوات التظاهر، التي كانوا ينشرونها على منصات التواصل الخاصة بالثورة، كمقر لتجمع النشطاء وانطلاق الاحتجاجات ضد نظام مبارك.

بل إن نظام الانقلاب تحت وطأة حملات مكثفة أطلقتها السلطات لإغلاق أكثر من 40 مقهى وسط القاهرة، أبرزها في مارس2015، وفبراير 2017، خلت منطقة وسط القاهرة من تجمعاتها من رواد المقاهي الشعبية. وقالت محافظة القاهرة، في بيان فبراير2017، إنها توقفت عن إصدار تراخيص للمقاهي، منذ أكثر من عشر سنوات، وإن معظم مقاهي وسط القاهرة مخالفة وتمارس نشاطها دون ترخيص رسمي.

وبعد أن كانت هذه المنطقة تشهد ازدحاماً وزخماً ثقافياً وسياسياً، باتت خالية من روادها المميزين وأحاديثهم السياسية والاجتماعية، التي طالما كانت شرارة لبدء تحولات سياسية، خلال العقدين الماضيين. قال مالكا اثنين من المقاهي المغلقة إن منطقة مقاهي وسط القاهرة كانت تُساهم في تشكيل الوعي السياسي للشباب قبل ثورة 2011.

صداع في رأس الحكومة

ونقل تقرير عن أحد أصحاب هذه المقاهي إن هذه المنطقة كانت تمثل صداعاً في رأس الحكومة، فهي تضم أكثر من 40 مقهى يرتادها يومياً أكثر من ثمانية آلاف شاب وفتاة من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية ومستويات التعليم.

وأضاف أن أحد رموز نظام مبارك وهو علي الدين هلال، وزير الرياضة الأسبق كان يقول إن منطقة مقاهي وسط القاهرة كانت تحرك الحياة السياسية في مصر قبل الثورة.

وقالت سوزان عبدالغني، (صحفية) إن منطقة “وسط القاهرة باتت خالية من السياسة، بعد إغلاق معظم المقاهي، التي كانت تشهد تجمعات شبابية وأحاديث سياسية متنوعة”.

وأوضحت أن الحملات الأمنية المكثفة على المنطقة، وتوقيف الشباب من رواد المقاهي بشكل شبه دوري، ساهم في “توطين الخوف من الحديث (عن السياسة) على المقاهي”.

وأضافت المقاهي التي لا تزال مفتوحة تخشى الرقابة الأمنية، وتمنع تجمعات الشباب، وخاصة المعروفين بتوجهاتهم السياسية، حتى لا تتعرض تلك المقاهي لإجراءات عقابية، منها الإغلاق.

أحمد ماهر

من بين رواد تلك المقاهي أحمد ماهر أحد الرموز الشبابية لثورة يناير والذي بات بعد 8 سنوات من الثورة يتمنى مع حلول كل مساء يوم قضاء ليلة طيبة مع أسرته، ويتجه إلى قسم شرطة بالقاهرة للمبيت به تنفيذاً لعقوبة المراقبة الشرطية. ويقول ماهر إن حياته «كنصف سجين» لها بالغ الأثر السلبي على حياته الأسرية والمهنية والدراسية، لكنه يعتبر نفسه أكثر حظاً مقارنة بحال نشطاء آخرين شاركوا في الثورة.

ويقول نشطاء حقوقيون إن حكم السيسي شهد أسوأ حملة قمع للحريات في تاريخ مصر الحديث. وسُجن آلاف النشطاء، أغلبهم إسلاميون ومن بينهم أيضا عشرات الليبراليين واليساريين، بموجب قوانين صارمة تُسن منذ عام 2013.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...