هل تمكنت الثورة المضادة من ابتلاع ثورة يناير؟ هؤلاء يجيبون

كاتب يملك قلما على صفحته على التواصل الاجتماعي أو على مواقع رافضة للانقلاب بعيد عن التصنيفات، لا هو مع الإخوان ولا ضدهم، أذهله كم الجرائم الحقوقية والاقتصادية والسياسية وغيرها، التي ارتكبتها الثورة المضادة، فهانت عليه غضبته في 25 يناير حتى أنه تحت وقع سياط الانتهاكات اليومية والأخبار القاسية المرة، بات يرى أن ثورة 25 يناير 2011، لم تكن سوى “شبه ثورة”، أو أنها “عملا عظيما” وإن لم يسلبها كغيره أنها “ثورة”.
غير أن نشطاء آخرين رأوا أن 25 يناير شكل آخر غير ما رأى صاحب القلم، فقال محمود الجوهري: “كلام جميل.. ولكن أخشى أن تكون قاصدا ثورة 25 يناير لأنها مع نبلها واتساع قاعدتها إلا أنها لم تكن واسعة النطاق بالقدر الذي يحفظها من الابتلاع وغيره، مضيفا أن للتاريخ أحكام أخرى، وما يكتبه بعض أصحاب الأقلام لا يتوافق و25 يناير بشعبها المصري “تحياتي وتقديري لمحاولة بث وتجذير الأمل”.
حتى أن بعض أنصار يناير، وهم في نفس الوقت مؤيديون للسيسي، يرون أن الثورة تعرضت للخيانة والخداع ولم ينفوا كونها ثورة، فالدكتور خالد عبدالكريم الأستاذ بجامعة عين شمس يكتب في لحظة مكاشفة ساخرة أن الثورة تعرضت لمؤامرة لتفقدها معناها من عدة أصناف من الجمهور فقال: “ياسلام لو الفيسبوك يهبدنا تشالنج ٢٥ يناير، -على غرار “تحدي 10 سنوات”- و يا حلاوة الصور بالأعلام وجنب الدبابة، وفيديوهات البرامج والحماس، وأغاني الشهداء وصورهم، والتحية العسكرية لأرواحهم، علشان نفتكر كلنا كم الخيانة والعمالة والضحك على الشعب اللي حصل في ١٨ يوم، ونعرف مين على موقفه، ومين اتقلب ١٨٠ درجة، ومين رقص على السلم، وهو واخذ سكته مع الرايجة”.


المآلات والحسابات
كتّاب آخرون رأوا أنه أولى الحكم بالواقع بعيدا عن الحسابات الغيبية أو المآلات، فتفكير الجماهير عكس ما كان يراه متهمو الثورة أو المقللون من شأنها، بعيدا عن جدلية السذاجة، فكتب الصحفي أحمد سالم مقالا في نوفمبر 2016، عن حسابات وقناعات بدأت إبان حكم مبارك في 2005، عن تسليم الراية التي لم تحدث إلا بعد أن “..قام الشباب بمظاهرات 25 يناير 2011 ضد القمع الأمني..استطاع الإخوان ومن حولهم تحويلها إلى ثورة من خلال الحشد عبر المساجد في جمعة الغضب 28 يناير..واحتشد الشعب في الميادين حتى رحل مبارك . وتسلم المجلس العسكري السلطة”.
أما حسابات “أحمد سالم” فتفهم على خلاف ما حكم غيره فيقول “يومها قلت لو اتفقت أكبر قوتين منظمتين في مصر آنذاك وهما الجيش والإخوان، على إعلاء المصلحة العليا للوطن، وتعاونا في تقديم نظام سياسي ليبرالي تعددي، وانصرف الجميع إلى العمل وتقديم العناصر الصالحة القادرة على العطاء للانطلاق بمصر إلى الأمام..لكن بقيت مصر خارج الحسابات”.
الثورة تحت الرماد
وكتب الباحث والكاتب جمال محمد غيطاس تحت عنوان “صفحات الثورة المضادة”: تراجع فاحتواء فابتلاع فهضم فإخراج الثورة الاصلية في صورة “فضلات” رأى أن الثورة المصرية في 25 يناير تعرضت لكل هذه المراحل التي كانت في عنوان مقاله على الفيسبوك لكنه قال إنه “من المتواتر تاريخيا أن الثورات الجماهيرية الكبرى تترك أثرا، حتي وان تعثرت وساء حظها ووصلت إلى مرحلة الهضم وإعادة الإخراج في صورة فضلات، ويظهر هذا الاثر الايجابي إذا كانت الثورة فعلا اجتماعيا عفويا صادقا واسع النطاق، حاملا لقيم عليا تحمل الامل، وتحلم بمستقبل أفضل، ففي هذه الحالة لابد وأن تحرك عقولا راكدة، وتبذر بها بذور القيم الكبرى، وهذه أمور لا يمكن القضاء عليها، لا بالاحتواء ولا الابتلاع ولا الهضم، ولا يمكن إعادة إخراجها في صورة كريهة، بل لابد وان تثمر تغييرا ايجابيا علي حساب الثورة المضادة في نهاية المطاف، وغالبا يكون التغيير كبيرا وفاعلا ومؤثرا، وإن طال الزمن أو تصور البعض أن الثورة المضادة له قد انتصرت إلي الابد”.

أنبل الحوادث
غير أن نشطاء غير مؤدلجين مثل الروائية لمياء مختار رأت أن الثورة نجحت في الجانب الاجتماعي وأنتجت حراكا من نوع ما فكتبت تقول إنه رغم مرور 8 سنوات ما يزال لديها قناعة أن “ثورة ٢٥ يناير كانت أنبل حاجة حصلت في مصر من زمان قوي….لها آثار اجتماعية تظهر في أفكار الأجيال الجديدة في فيس بوك اللي ابتدوا يفكروا بشكل جديد وما يسكتوش على التحرش أو العنصرية إلخ.. يمكن فيه أمل؟”.
وبغض النظر عن مشاركة الدكتور عمرو الشوبكي في عمليات هدر دم الدولة بمساهمته في الانقلاب في كل استحقاقاته، إلا أنه يظل ذا رؤية لما حدث قد تختلف أو تتفق معها فيقول في مقال له في فبراير الماضي إن البعض يعتبر أن تنحى مبارك كان بداية الانهيار الذي شهدته مصر وتناقلتها من حالة الدولة إلى شبه الدولة، وهو في الحقيقة غير صحيح، فتنحى مبارك كان هو أفضل ما فى صورة ثورة 25 يناير أن يترك رئيس السلطة عقب 30 عاما بإرادة الشعب.
وحمل الشوبكي أيضا، في مكاشفة مع نفسه، الجميع مسؤولية ما بعد تنحى مبارك وأنه ليس سبب الأزمات، قائلا “إنما سوء الأداء الذى أعقب هذا التنحى ويتحمله جميع فاعلي يناير، سواء من كانوا فى الحكم أو الشارع..لقد طوت مصر صفحة مبارك بما لها وما عليها، ولكنها لم تفتح بعد صفحة جديدة أفضل”.
FacebookTwitter

ارسال ايميل
x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...