بركة السيسي.. مصريون يجمعون “الزبالة” في إسرائيل!

“مستقبلك في مصر برا مصر اطلع جيبوا ومترجعش”، أكثر من مليون مصري هم فقط من تمكّنوا من استيفاء الشروط التي وضعتها الحكومة الأمريكية للتقدم لبرنامج الهجرة، ومن المؤكد أن هناك أعدادًا كبيرة أخرى كانت تريد الهجرة، لكن الشروط لم تنطبق عليهم، كما أن هناك مواطنين آخرين تقدموا للهجرة إلى دول غربية أخرى، فضلا عن الآلاف الذين يحاولون الهجرة بطريقة غير رسمية.

وكشف تقرير حكومي أمريكي عن أن عدد المواطنين العرب الذين تقدّموا لبرنامج الهجرة العشوائية إلى الولايات المتحدة المعروف بـ”اللوتاري”، خلال عام 2018، بلغ نحو 4 ملايين شخص، منهم 1.3 مليون مصري تقريبا، ورفعت الولايات المتحدة حصة مصر إلى نحو 4500 تأشيرة تقريبًا بعد أن كانت 4000 تأشيرة من تأشيرات الهجرة العشوائية البالغة 55 ألف تأشيرة سنويا على مستوى العالم.

تدهور الأوضاع

يقول أستاذ علم الاجتماع في جامعة الأزهر، طه أبو حسين: إن الهجرة من مصر أصبحت مرتبطة بتدهور الأوضاع في البلاد في جميع المجالات، ولا يخفى على أحد أن الأجواء في مصر أصبحت طاردة للعقول المتميزة وأصحاب المهارات والخبرات، حتى أصبح مستقرا في وجدان الغالبية الساحقة من الشعب أن النجاح في أي مجال لا يتم إلا بعد الخروج من مصر”.

مضيفا أن “غالبية الشعب المصري من الشباب، ونسبة كبيرة من هؤلاء الشباب يبحثون عن حياة أفضل خارج البلاد؛ للهروب من الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتدهورة التي تمثل ضغطا كبيرا عليهم”، محذرا من أن “استمرار هذه الأعداد الضخمة في الهجرة من مصر سيفاقم من ظاهرة تفريغ الكفاءات، وفقدان العقول سيكون له تأثير سلبي على تحسن الأحوال المعيشية في البلاد”.

وشدد على أن “مسئولية توفير هذه العوامل يقع على عاتق الأنظمة الحاكمة، التي يجب عليها أن تفتح للشباب نافذة أمل، وأن تتخذ خطوات حقيقية تشعرهم بأنهم يمكن أن ينجحوا ويحققوا طموحاتهم في بلادهم”، موضحًا أن “الحكومة تكتفي حتى الآن بترديد الشعارات الجوفاء التي أصبحت لا تقنع أحدا، أو تطالب الشعب بالصبر والتضحية من أجل بلاده، بينما يتم احتكار الثروة والنفوذ والوجاهة الاجتماعية في يد قلة قليلة من المقربين للسلطة”.

ولم يجد المصريون ملجأ للخروج من النفق المظلم الذي وضعهم فيه قائد الانقلاب السفيه السيسي، وجرائمه التي طالت كل المصريين سواء كانت ضد معارضي الانقلاب أو المؤيدين له، إلا بالبحث عن الهجرة والخروج من البلاد التي ضاقت بأهلها، حتى إن الخروج من مصر أصبح حلمًا للشباب والكبار معًا.

واتسعت دائرة الهجرة لأول مرة في تاريخ مصر، لتشمل حتى الكيان الصهيوني، الذي أصبح من بين الوجهات التي يبحث عنها المصريون؛ نظرا لتسهيل الكيان هجرة المصريين على وجه الخصوص، بل إن المصريين وصلوا في عهد الانقلاب إلى تخطي كرامتهم ووطنيتهم بعد أن أثبت السفيه السيسي عمالته لإسرائيل، وبدءوا في البحث عن منفذ للهجرة للكيان الصهيوني، لدرجة أن من بينهم من يعمل في وظائف متدنية مثل غسيل السيارات والبناء.

تشتغل زبال!

وكتب أحد الشباب المصريين على صفحته على فيس بوك عبارة “أريد العمل في إسرائيل”، فقد وصل الحال ببعض الشباب إلى حد البحث عن فرص عمل في الكيان الصخيونى بعد معرفتهم بالمواقع والصفحات الصهيونية التي تتيح فرص عمل للمصريين، ومن الإعلانات المنشورة كتب أحد اليهود “مطلوب سوري أو مصري عدد ٥ عمال غسيل سيارات براتب ٥٠٠ دولار شهريا.

وبالرغم من أن معظم الفرص المتاحة عبارة عن أعمال بسيطة إلا أنها تلقى قبول العديد من المصريين، وما يثير الاستغراب والاستياء هو إقبال بعض المصريين على إعلان يعلن عن طلب عمال للعمل بـ”مزبلة” في تل أبيب، قسم تصنيف الكرتون والبلاستيك، مقابل 28 شيكلا في الساعة مع زيادة بعد ثلاثة أشهر.

وكشف تقرير لمجلة “كلكاليست” الصهيونية، منذ سنوات، عن أن إسرائيل تتجه إلى العمالة المصرية لتدني أجورها، حيث ذكر مدير عام سلسلة فنادق club hotel والقائم بعمل رئيس اتحاد الفنادق الإسرائيلي “روني فيبكو”، أن هناك فكرة لإحضار عمال من مصر للعمل في فنادق إيلات بدلا من العمال السودانيين، وأكد أن العمال الإسرائيليين غير مستعدين للعمل في الفنادق، بالتأكيد ليس في إيلات، لأنهم يكسبون في مطاعم تل أبيب 50 أو 60 شيكلا في الساعة الواحدة، لذا فهم لن يأتوا إلى إيلات من أجل 21 شيكلا في الساعة.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...