الفقر والمرض والانتحار.. هذا ما جناه المصريون من الانقلاب

روّج العسكر وعودًا زائفة كثيرة منذ انقلابهم على الرئيس المنتخب في يوليو 2013، جاءت في ظاهرها تلبية لمطالب ثورة يناير- التي أصبحت ذكراها الثامنة على الأبواب- من العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وفي باطنها كانت كوارث على المصريين، من فقر ومرض وخوف، أجبرتهم على الانتحار.
تمثلت أولى الخطوات الكارثية التي اتخذها قائد الانقلاب الجنرال الفاشل عبد الفتاح السيسي، في انصياعه التام لصندوق النقد الدولي، الذي أملى عليه اشتراطات صعّبت معيشة المصريين، في مقابل حصوله على قرض قيمته 12 مليار دولار.
وتسبّبت الإجراءات التي أقرها السيسي في توسيع رقعة الفقر، حيث أكدت عدة تقارير بحثية أن عدد المصريين تحت خط الفقر ارتفع إلى ما يقرب من 40 مليون مواطن، وذلك في أعقاب الإجراءات التقشفية التي شملت رفع الدعم، عقب الاستيلاء على السلطة بأشهر قليلة، ومن ثم فرض الضرائب وزيادة الديون الخارجية وتوجيه الأموال نحو مشروعات فاشلة.
رفع الدعم
وبدأ السيسي خطته لإفقار المصريين في 2014، عندما اتخذ قرارًا برفع الدعم عن الوقود، حيث شهدت الأسواق منذ ذلك الحين ارتفاعًا جنونيًّا في الأسعار ضرب بالأساس الفقراء، وضاعت معه طبقات فى ظل ثبات أو تراجُع مستوى الدخول.
ولم تنجُ الصحة النفسية للمصريين من تبعات السياسة التي يتبعها نظام الانقلاب، حيث إنه وفقا لدراسات الأمانة العامة للصحة النفسية، فإن 10ــ 12% من المصريين مصابون بأمراض نفسية، أي نحو 10 ملايين مريض.
وأكدت الإحصائيات أن 10% من متعاطي المخدرات في مصر وصلوا إلى مرحلة الإدمان، مشيرًة إلى أن معدل الأمراض النفسية فى مصر في طريقه إلى مسمى الظاهرة؛ لأن الظاهرة تحتاج إلى الانتشار بنسبة 25%.
معدلات الانتحار
وأجبرت الإجراءات الاقتصادية من جانب، والضغوط الاجتماعية من جانب آخر، العديد من المصريين على اتخاذ قرار الانتحار، وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن معدلات الانتحار في مصر تفاقمت إلى 4200 حالة سنويًا، مشيرةً إلى أن 45% من المصريين يعيشون تحت خط الفقر، مرجعة الظاهرة إلى انتشار الفقر والبطالة في المجتمع المصري.
كما أعلنت منظمة الصحة العالمية والمركز القومي للسموم، عن أن عدد المنتحرين سنويا تجاوز 4250 منتحرا، أغلبهم تتراوح أعمارهم بين الثلاثين والأربعين، فضلا عن عشرات الآلاف من محاولات الانتحار التي تشهدها بيوت وشوارع مصر كل عام، وتظهر آخر إحصائيات المنظمة حول مصر، احتلالها المركز 96 على مستوى العالم من حيث عدد الأفراد المقبلين على الانتحار.
x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...