خسائر الجيش في سيناء.. 5 سنوات من الفشل رغم الإمكانات والآلة الإعلامية

خمس سنوات كاملة من العمليات الشاملة ونسر 1 ونسر 2، ومازالت خسائر الجيش تتواصل، دون الإعلان على وجه الحقيقة عن جدوى هذه العمليات وماذا حققت، سوى قتل المئات من الأبرياء وتهجير الآلاف الأخرين، في الوقت الذي دخلت فيه القوات الإسرائيلية على الخط، وقامت بدعم الجيش في سيناء من خلال عشرات الضربات الجوية المعلنة وغير المعلنة، لتشكل فضيحة من نوعها في مصر خلال حكم الانقلاب العسكري.
استخدم جيش السيسي في العملية الشاملة سيناء 2018 قوة 88 كتيبة، بإجمالي 42.630 مقاتل، و800 مركبة أنواع، بينما بلغ حجم قوات الشرطة المشاركة في العملية على مستوى الجمهورية 52.570 ألف فرد شرطي، و2.750 معدة ، وهذا في مجابهة ما يقل عن عدد 1000 مسلح وفق أعلى التقديرات.
واستهدف الجيش في تحركاته كل الإمكانات العسكرية، بدءا من الضربات الجوية ثم المدفعية، قبل أن تتقدم القوات في شكل أرتال تتقدمها العربات المضادة للعبوات والكمائن، وتقوم الحملات باقتحام منطقة الاستهداف وتبدأ في تمشيطها مع تجريف كل الأراضي الزراعية بها وهدم المنازل السكنية بمعظمها.
دماء الأبرياء
ودفعت شمال سيناء وأهلها الثمن غاليا من دماء الأبرياء، بعدما ركزت ضربات الجيش على بئر العبد والعريش والشيخ زويد ورفح ووسط سيناء، وشهدت المناطق المحصورة ما بين الشريط الحدودي وحتى شرق العريش عمليات تجريف أراضي وتمشيط وهدم منازل بشكل مكثف، ومنها مناطق: (اللفيتات، التومة، الظهير، المقاطعة، الماسورة، الصفا، الأحراش، المهدية، شبانة، بلعا، دوار سليم دوار التنك، الكيلو 17، السادوت، قوز غانم، الصياحية، بلعا، الفرن، القسم، الصياحية، الغاز، حق الحصان، المطلة، الزعاربة، الملالحة، الجهيني، المهدية، قوز أبو رعد، الخرافين، مربعة الفول، وغيرها).
وشهدت بعض مناطق شمال شرق سيناء اشتباكات مسلحة استهدفت الحملات، بالمناطق التالية: (الظهير، حق الحصان، الزريعي، سادوت، المطلة، بلعا) جنوب وغرب رفح، (التومة، منطقة الأرسال، الخروبة) جنوب وغرب شمال الشيخ زويد، (الكيلو 17، كرم القواديس، الطريق الدولي) بنطاق العريش، أما في وسط سيناء فقد شهد مناطق جبل الحلال والخريزة والقسيمة اشتباكات ولكن بتردد أقل.
فيما حاول مسلحو تنظيم الدولة توجيه ضربات قوية للجيش، فشل بعضها ونجح بعضها، ومنها في 21 فبراير عندما شن التنظيم هجوماً على مقر العمليات الرئيسي لقوات الجيش في العريش “الكتيبة 101″، وهذا عبر أربعة من مقاتليه يرتدون زي الجيش المصري، ولكن التنظيم رغم نجاحه في تنفيذ اختراق أمني ضد قوات النظام ، إلا أن المقاتلين فشلوا في اقتحام الكتيبة وقام اثنان منهم بتفجير أنفسهم اثناء الاشتباكات بينما قُتل الاثنان الآخران، وقد قتل من قوات الجيش ضابط برتبة ملازم وعسكريين وفق ما تم توثيقه.
اقتحام معسكر
كما قام تنظيم الدولة 14 أبريل 2018، بعملية اقتحام أحد معسكرات القوات المسلحة بمنطقة وسط سيناء، من قبل مجموعة من المسلحين مكونة من عدد (14) فرداً منهم عدد (4) أفراد يرتدون الأحزمة الناسفة، مما أدى إلى مقتل جميع العناصر وعددهم (14) فرداً مع تفجير أربعة منهم لأنفسهم بالأحزمة الناسفة بمحيط المعسكر، مما نتج عنه مقتل عدد (8) أفراد من القوات المسلحة وإصابة عدد (15) آخرين، ولاحقاً نشر المتحدث العسكري صوراً ادعى أنها تعود للعناصر الإرهابية التي تم القضاء عليها.
ونشر تنظيم الدولة بيانا رسميا يتبنى العملية بالتفصيل، كاشفاً أن منفذيها عددهم اثنان فقط وليس 14 مقاتلاً، كما ادعى المتحدث العسكري، بل وقام بنشر صورهما حيث حملا أسماء حركية (أبو حمزة، وأبو بكر المهاجر)، أحدهم مصري والآخر من قطاع غزة، حيث اقتحما معسكر القسيمة مرتدين زياً للجيش المصري كان قد تم الاستيلاء عليه سابقاً، ليشتبكا مع القوات داخل المعسكر قبل أن يقوما بتفجير نفسيهما، ليتضح أن الهجوم لم يكن فاشلاً كما وصفه المتحدث العسكري، بل نجح المهاجمان فى التسلل واقتحام المعسكر رغم اجراءات التأمين.
عدد القتلى
ونجح مسلحو داعش في الاشتباك وقتل عدد كبير من العسكريين بينهم قائد المعسكر الرائد/ أحمد حامد زكي الخولي، قبل أن يقوما بتفجير نفسيهما في قلب المعسكر وليس في محيطه كما ادعى المتحدث العسكري، وقد ادعى المتحدث العسكري أن عدد المهاجمين هو 14 مسلحاً بينهم 4 “انتحاريين”، في حين تبين انهم اثنين فقط.
وزعم المتحدث العسكري أن عدد القتلى نتيجة الهجوم (8) أفراد فقط من العسكريين مع إصابة عدد (15) آخرين، ولكن كانت الأرقام تفوق (22) وهم: مقدم/ أحمد حامد زكي الخولي، نقيب/ خالد سليمان، نقيب شرطة/ أشرف جاد، النقيب/ أحمد عبد الرحيم السرسى، ملازم أول/ وليد عاطف صديق، ملازم أول/ محمود عماد دغش، طبيب ملازم/ محمود كمال الدين، الرقيب/ عبد الحميد محمود، الرقيب/ مصطفى فتوح جبر، والمجندين (أحمد إبراهيم سيد عبد الغنى، طارق محمد أحمد عبدالحميد، سمير أحمد عبد اللطيف، أحمد عماد، عبد الرحمن حسن عبد الرحمن، عبد اللطيف وحيد النجار، أدهم صلاح، محمود بهجت الدبابي، محمود عبد الوهاب على حسن سوهاج، عبد الرحمن محمد أحمد السويفى، محمد طه محمود عبد البارى، أحمد محمد رضا، محمد أبو العلا تركي).
حصاد 10 أيام
يقول “المعهد المصري للدراسات” أنه رغم الرصد الالكتروني للاتصالات من قبل قوات الجيش، إلا أن التنظيم مازال قادراً على التواصل مع شبكته الإعلامية داخلياً وخارجياً مع التنظيم الأم، وعلى سبيل المثال قامت مجلة النبأ في الأول من مارس بالعدد رقم 121 بالحديث عن حصاد 10 أيام من الحملة على التنظيم بقتل وإصابة 55 من قوات الجيش والشرطة، وتدمير وإعطاب 20 آلية، وهجوم انغماسي، و3 اشتباكات، 8 عمليات قنص، 17 عبوة ناسفة.
وبالرغم من قيام نظام الانقلاب بإطلاق يد جهاز الأمن الوطني داخل مدينة العريش، حيث شهد معدلات عالية من اعتقال وتعذيب النساء ممن يتم الاشتباه أن لهم أحد الأقارب مطلوب أو تم قتله سابقاً في مظاهرات أو اشتباكات مسلحة أو مشتبه في تعاطفه مع تنظيم الدولة أو جماعة الإخوان المسلمين أو يظهر في وسائل الإعلام المعارضة للنظام المصري، مع هدم منازل كل من يقع في نفس الدائرة، ولقد تناقل السكان روايات بشعة عن التعذيب الذي تم مع النساء والفتيات اللاتي تم اعتقالهن، إلا أن الجيش مازال غارقا في مواجهة تنظيم الدولة الذي يفاجئه بين الحين والأخر بعملية مختلفة.
عبد الفضيل شوشة
وقام عبدالفتاح السيسي بإعادة تعيين اللواء محمد عبد الفضيل شوشة محافظاً لشمال سيناء، وكان قد شغل سابقاً نفس المنصب عام 2008، ومحافظاً لجنوب سيناء عام 2010، وصاحب سمعة سيئة في التعامل مع أبناء القبائل، بينما قام وزير داخلية الانقلاب اللواء محمد توفيق، بتعيين اللواء ممدوح أبوزيد مديرًا لمباحث محافظة شمال سيناء، ووصف اعادة التعيين بانه يأتي ضمن استراتيجية وزارة الداخلية لإعادة الضباط القدامى لسيناء ممن لديهم الخبرة السابقة في ملف الإرهاب، حيث كان اللواء ممدوح أحد الذين تم تعيينهم قبل ثورة 25 يناير في مناصب متعددة في سيناء ومنها منصب وكيل البحث الجنائي ومفتش الأمن العام، وهذا لمواجهة تنظيم التوحيد والجهاد، ورغم ما وصفه النظام حينها من النجاح في القضاء على التنظيم، كانت حقيقة الأمر والواقع بعد ذلك تشهد بالعكس، حيث ساهمت السياسة الأمنية حينها في توسيع دائرة المظالم المجتمعية، ودفع بعض اعضاء التنظيمات المسلحة للاختفاء والاندماج داخل المجتمعات، بينما ساهمت المظالم في ايجاد تعاطف قبلي وشعبي معهم، وساهم الزج بالكثير من المواطنين بشكل عشوائي في السجون إلى تعرف هؤلاء المواطنين على ادبيات التنظيمات المسلحة وهو ما ساهم في تبني بعضهم لهذه الأفكار بعد ذلك.
وتعمد إعلام تنظيم الدولة إظهار عدم تأثرهم بالعمليات العسكرية ضدهم في سيناء، وهذا عبر إصدار مرئي بعنوان المجابهة الفاشلة، بتاريخ 25 مارس 2018، حيث تعمد إظهار مدى جبن وانعدام كفاءة قوات الجيش المصري عبر عدة مشاهد كان أبرزها مشهد قيام عضو من التنظيم بإطلاق رصاصة واحدة باتجاه عسكري بجوار مدرعة، ليفر العسكري للمدرعة ثم تقوم المدرعة بالانطلاق هاربة من طلقة واحدة من سلاح رشاش.
x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...