هل يفسد السيسي على الأمريكان متعة سجونهم؟

هل تصدق أن أوضاع السجون في مصر أفضل من مثيلاتها في أمريكا!، وهل تعلم أن السجين الأمريكي الذي يقضي فترة عقوبته يظل طيلة الليل يبكي حرقة، ويتطلع إلى اليوم الذي تعامله فيه إدارة السجن كما تعامل إدارة الانقلاب في مصر السجناء، وتغدق عليهم بطًا وحمامًا ومثلجات وشوكولاتة محشية بالبندق، وفوق هذا تعطيهم راتبًا يساوي 6 آلاف جنيه مصري يمكنهم ادّخاره لليوم الذي سيخرجون فيه إلى قبورهم!.

تلك المقدمة ليست سخرية، بل السخرية كاملة جاءت في تصريح مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون، اللواء زكريا الغمري، الذي أعلن عن أن أوضاع السجون في مصر أفضل من نظيرتها في أمريكا، وأن بعض نزلاء السجون يحصلون على رواتب شهرية مجزية تصل إلى 6 آلاف جنيه.

وقال إن السجون يوجد بها مستشفيات خمس نجوم تنافس المستشفيات الاستثمارية والعالمية، من حيث أنها متطورة لعلاج السجناء، وأنه يتم إطعام السجناء البط والحمام، مطالبا المصريين بعدم تصديق دعاوى انتهاك حقوق الإنسان في مصر، بينما تؤكد تقارير منظمات حقوقية، محلية ودولية، أن سجون الانقلاب العسكري تشهد أوضاعا مزرية، وأن نزلاءها يعانون من الإهمال الطبي وسوء المعاملة والتعذيب والمنع من الزيارة والتريض.

إهمال وتكدس

يقول مركز الشهاب لحقوق الإنسان، في تقرير أصدره في أكتوبر الماضي، إنه رصد 149 انتهاكًا متنوعًا للمحبوسين والمحتجزين داخل السجون وأماكن الاحتجاز المختلفة خلال الربع الثالث من عام 2018، كان نتيجتها وفاة 6 معتقلين، مؤكدًا رصد 35 استغاثة لمرضى داخل السجون يحتاجون لتدخل عاجل لإنقاذ حياتهم، و29 استغاثة أخرى من محبوسين يتعرضون لانتهاكات شديدة.

وفي يوليو الماضي، أصدرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، ومقرها لندن، تقريرا رصدت فيه مقتل 717 شخصًا داخل مقار الاحتجاز المختلفة منذ منتصف عام 2013، جراء التعذيب والإهمال الطبي والتكدس.

وقال أستاذ العلوم السياسية سيف الدين عبد الفتاح: “نسيوا يقولوا إن العالم كله بيتسابق على دخول السجون المصرية”. فيما قال مصري: “كده الأطباء هيطلبوا مساواة رواتبهم بالمساجين”، مضيفا “المساجين عندنا كأنهم شغالين في الخليج، يا هناهم يا سعدهم”، فرد عليه سليم قائلا: “أنا اروح اتسجن كام سنة وأكوّن نفسي”.

يقول جاكسون ديل، نائب رئيس تحرير صحيفة “واشنطن بوست”: إن السفيه السيسي تحتل سجونه المرتبة الأعلى عالميًا بعد كوريا الشمالية في عدد المعتقلين السياسيين السلميين، وتحت عنوان “سجون السيسي الممتلئة”، قال جاكسون: إن الجمعية العامة للأمم المتحدة ألهمت حكامًا مستبدين مثل فلاديمير بوتين والسيسي أن يمرروا إجرامهم.

ويقول الكاتب: إن الحقيقة الصادمة أن الانقلاب في مصر أصبح الأعلى عالميًا في معدل الاعتقالات السياسية للمعارضين السلميين، بعد كوريا الشمالية، ويضيف أن عدد المعتقلين يزيد على 60 ألفًا، من بينهم الرئيس المنتخب محمد مرسي، الذي عزله السيسي في انقلاب عسكري.

كراهية أمريكا

ويضيف الكاتب أن وضع السجناء في مصر قاسٍ، وأن التعذيب أصبح يمارس بشكل روتيني، فيما أكثر من 90 سجينًا فارقوا الحياة خلال 16 شهرًا تبعت الانقلاب، وفقًا لتقرير وزارة الخارجية الأمريكية، وأن القمع في مصر يزداد سوءًا، وقوات الأمن بدأت في تصفية المعارضين فور اعتقالهم.

ويؤكد جاكسون ديل أنه اطّلع على قصة “محمد سلطان”، الذي تم الإفراج عنه بعد 21 شهرًا من الاعتقال، حيث روى ما حدث له في لقاءات مع مسئولين في الحكومة الأمريكية، وسلطان هو شاب مصري- أمريكي يبلغ من العمر 27 عامًا، تخرج من جامعة أوهايو الأمريكية، وتطوع مترجًما ومتحدثًا غير رسمي باسم اعتصام رابعة العدوية، وخسر سلطان أكثر من نصف وزنه أثناء فترة اعتقاله، نتيجة إضرابه عن الطعام، والتعذيب، والحرمان من النوم، والضرب المتكرر، والعزل في زنزانة انفرادية.

وفي حوار مع الكاتب، قال سلطان: إن كبار مسئولي سجن طره حاولوا إقناعه بالانتحار، كما ألقوا بجسد سجين يصارع الموت في زنزانته، ثم ألقوا باللوم عليه بعد وفاته، وبعد عودته إلى الولايات المتحدة، بدأ سلطان حملة من أجل المعتقلين السياسيين، وقابل وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، وسفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة سامانثا باور، وأرسل رسالة إلى الرئيس السابق أوباما، لكن ذلك كله لم يغير من الواقع شيئا؛ لأن واشنطن في الحقيقة تؤيد الانقلاب.

ويحذر سلطان من أن جيلًا كاملًا من الشباب المصري يواجه خطر التطرف داخل السجون، وأنهم “يتفقون على شيء واحد، وهو كره أمريكا؛ لأنهم ينظرون إليها على أنها راعية للسيسي”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...