بعد 5 سنوات.. الانقلاب المأزوم يحاول التعلق بقشة أوهام الإنجاز

بعد مرور أكثر من خمس سنوات على انقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي، أصبح المصريون على وعي تام بأن الانقلاب المأزوم يحاول اختلاق إنجازات وهمية؛ ظنًا منه أنها القشة التي ربما تحمي جنرالات الخراب من تحطم سفينتهم، بعد تعري الواقع السياسي وانهيار الاقتصاد وإصابة كل شيء بالبؤس، والسفيه نفسه يعلم أن اسمه أصبح مقترنا بالانهيار الاقتصادي والاجتماعي في مصر، وهو يحاول البحث لنفسه عن أي إنجاز وهمي يتوارى به عن أعين الناس.

ولم يتوقف إعلام العسكر عن محاولات إنقاذ الجنرال الذي انحشرت قدمه في صخرة الفشل، فانبرى أحدهم وهو الإعلامي توفيق عكاشة، يدق الدفوف قائلا: “إنه لولا قوة وجرأة السيسي لما اتخذ قرارات الانتصار الاقتصادي”، وأضاف “أقسم بالله ما كان فيه بلد.. والسيسي بدأ إصلاح الخدمات اللي بايظة”، وأشاد بحملة 100 مليون صحة، للكشف عن فيروس سى، مضيفًا: “ربنا هو اللى جاب السيسى.. يعمل حملة ضد فيروس سى”، متسائلاً: “كيف تبنى أمة وشعبها مريض.. لذلك هناك فكر وتخطيط”، على حد تطبيله.

سيد يا سيد!

وتناول رئيس مجلس إدارة جريدة الأهرام السابق، مرسي عطا الله، الطبلة من يد عكاشة، وكتب مقالا في الأهرام أعرب فيه عن تعجبه من “أكاذيب أهل الشر الذين يكرهون السيسي لأنه كشف ألاعيبهم وحطم أحلامهم في حكم مصر وتغيير هويتها” حسب قوله. وتحدث في ندوة بعد الانقلاب عن (ولادة قرار ترشح السيسي) كما سماه، ودخل الإعلامي مصطفى بكري هو الآخر حاملا طبلة ربما تكون الأعلى صخبًا.

وتحدث بكري، المعروف بتملقه لمن يجلس على الكرسي، عن (السباق مع الزمن) وعن (قلب السيسي السخن) الذي دفعه لزيارة منطقة هضبة الجلالة لأنه يريد متابعة المشروعات بنفسه، وحسب ما نشره موقع المصري اليوم فإن بكري أكد، في مداخلة هاتفية لأحد البرامج، أن (السيسي يسابق الزمن لتحقيق وعده بأن تكون مصر في مكان آخر سنة 2020) أو “مكان تاني” كما نطقها في غمرة حماس التطبيل.

وشهدت الأيام القليلة الماضية تصريحات فاضحة للسفيه السيسي، لا سيما في ختام فعاليات منتدى إفريقيا 2018، حيث ذكر أنه “في الخارج لا يتم قياس المشروعات كما نقيس نحن، ولكن يتم النظر إلى تلك الأمور باعتبارها دراسات للجدوى.. وفي مصر كانت هناك العديد من دراسات الجدوى؛ إذا ما سارت عليها مصر لم تكن لتنهي من 20 إلى 25 % من المشروعات التي تمت على أرض الواقع، قائلا: “لو كنت مشيت بيها وخليتها العامل الحاسم أنا أتصور أننا مكناش هنحقق اللي حققناه”.

جدوى ليه!

وبذلك يخرج السفيه السيسي عن المسلّمات العلمية بل والفطرية، فهو لا يؤمن بشيء اسمه دراسات جدوى، ويظن أن القرار في يده، يفعل ما يشاء دون حاجة إلى معلومات تصل إلى تحقيق المشروعات الربحية الاقتصادية والاجتماعية، فلا يمكن لعاقل أن يغفل الدور الأساسي والمحوري لدراسات الجدوى، وما تتضمنه من دراسات متخصصة لا غنى عنها للحكم على صلاحية المشروع، حيث يتوقف نجاح المشروع على مدى اتباع الأساليب العلمية المنظمة في دراسة كافة الجوانب المرتبطة به قبل تنفيذه، وكلما زادت جودة هذه الدراسات كلما زاد احتمال نجاح المشروع في تحقيق أهدافه.

وكان من نتيجة ذلك، أن فناكيش السفيه السيسي التي نفذها أو ما زال ينفذها، وفي مقدمتها فنكوش تفريعة قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة، أجهضت الاقتصاد، ولم تحقق قيمة مضافة، وقضت على ما تبقى من شبكة الأمان المجتمعي، وأذابت الطبقة الوسطى، وزادت من رقعة الفقر والبطالة، وهو في الوقت الذي يدعي تشغيل خمسة ملايين عامل لا هم له سوى التخلص من العمالة، وسيسعى العام القادم بكل قوته للتخلص من نصف العمالة في الحكومة والقطاع العام، تنفيذا لتعليمات صندوق النقد الدولي وتصريحاته السابقة في هذا الشأن، ويستمر التخريب!.

يقول المراقبون: دعك الآن من محاولة فهم كيف حدث هذا الانتصار الاقتصادي الذي لم يشعر به سوى توفيق عكاشة، أو موضوع السباق مع الزمن الذي يحدثك عنه مصطفى بكري، وما هو المكان الآخر الذي ستنتقل إليه مصر في 2020، بل ودعك حتى من مقارنة صورة السفيه السيسي المباركية جدا وهو يحاول إقناعك أنه ينظر إلى المستقبل مع صورة لأي شارع في منطقة عشوائية في مصر، دعك من كل هذا وفكر في الأغنية التي سينتجها الانقلاب في الغالب لمشروع هضبة توشكى الجديد، خصوصا بعد استهلاك معظم الكلمات في الأغاني السابقة.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...