لجنة دولية: مصر الثالث عالميًّا بسجن الصحفيين

قالت لجنة حماية الصحفيين الدولية، إن عدد الصحفيين السجناء في مصر في هذا العام زاد ليصل إلى 25 صحفيا، ولا تعكس هذه الأرقام أعداد ما يسمى “صحافة المواطنين من غير الممتهنين”، أي من المدونين وناشطي مواقع التواصل الاجتماعي.

في حين أحصت مراكز ولجان حقوقية متخصصة بمتابعة الشأن الصحفي في مصر، أعداد الصحفيين بما يزيد على الـ100 صحفي بسجون عبد الفتاح السيسي.

وأكدت لجنة حماية الصحفيين أن إدارة عبد الفتاح السيسي تحتجز الصحفيين بصفة مطردة وتضيفهم إلى المحاكمات الجماعية القائمة، وأنها حتى بعد إجراء المحاكمات، تبذل السلطات المصرية جهودا كبيرة إلى درجة تثير الاستغراب للإبقاء على الصحفيين الناقدين في السجن.

واعتبرت أن مثال الحالة الأولى، من بينهم المدون محمد إبراهيم، المعروف أيضا باسم “محمد أكسجين”، الذي غطى حدوث مخالفات في الانتخابات والإساءات التي ترتكبها الشرطة، فهو واحد من بين أكثر من 40 متهما في قضية واحدة بتهمة نشر أخبار كاذبة والانتماء إلى مجموعة محظورة. وظلت النيابة العامة تجدد حبسه احتياطيًّا لمدة 15 يومًا منذ اعتقاله في أبريل.

وأن مِن بين مَن تبقيهم السلطة رغم براءتهم، المصور الصحفي محمود أبو زيد، المعروف باسم ‘شوكان’، والذي يقبع في السجن منذ 14 أغسطس 2013 عندما اعتقل بينما كان يغطي المصادمات بين قوات الأمن المصرية ومؤيدي الرئيس محمد مرسي. وقد احتجزته السلطات في البداية لمدة سنتين دون أن توجه له اتهامات؛ ثم حاكمته بتهم حيازة أسلحة، والتجمع غير القانوني، والقتل، والشروع في القتل. وفي 8 سبتمبر 2018، أدانته المحكمة بتهمة القتل والانتماء إلى جامعة إرهابية، وأصدرت ضده حكما بالسجن لمدة خمس سنوات، وهي المدة التي أمضاها في السجن لغاية الآن.

وقررت السلطات أن تحتجزه لمدة ستة أشهر إضافية بسبب غرامات غير مدفوعة ترتبط بأضرار غير محددة أثناء التظاهرات في عام 2013، وفقا لما أفاد به محاميه. وقد كرّمت لجنة حماية الصحفيين “شوكان” بالجائزة الدولية لحرية الصحافة في عام 2016.

المركز الثالث

وتحل مصر في المركز الثالث كأسوأ سجان للصحفيين، في تقرير “لجنة حماية الصحفيين”، عن عام 2018، وذلك بعد كل من تركيا والصين.

ووصل عدد الصحفيين الذين يقبعون في السجون مع نهاية عام 2018، إلى ما لا يقل عن 251 صحفيًّا بسبب عملهم، على مستوى العالم.

وبحسب بيان صادر عن “لجنة حماية الصحفيين”؛ فقد لجأت الأنظمة الاستبدادية على نحو متزايد إلى سجن الصحفيين لإسكات المعارضة.

وقالت اللجنة في بيانها، إن عدد الصحفيين السجناء في الصين ومصر والسعودية قد ارتفع هذا العام مقارنة بالعام الماضي، إذ صعدت سلطات هذه البلدان قمعها ضد الصحفيين المحليين.

 

أمر اعتيادي

ولفتت اللجنة إلى أن وجود مئات الصحفيين السجناء في العالم بات أمرًا اعتياديًّا، وأنه للسنة الثالثة على التوالي، يوجد أكثر من 251 صحفيا محتجزين في جميع أنحاء العالم، مما يشير إلى أن النهج الاستبدادي في التعامل مع التغطية الصحفية الناقدة هو أكثر من مجرد تراجعٍ طارئ. وقد ازداد عدد الصحفيين السجناء في كل من الصين ومصر والمملكة العربية السعودية مقارنة بالعام الماضي.

سجلت السنوات الثلاث الماضية أعلى عدد من الصحفيين السجناء منذ بدأت لجنة حماية الصحفيين بالاحتفاظ بسجلات بهذا الشأن، وسجل العامان 2016 و2017 رقمين قياسيين على التوالي. وظلت تركيا والصين ومصر تضم أكثر من نصف الصحفيين السجناء في العالم للسنة الثالثة على التوالي.

اتهامات متكررة

ويواجه غالبية الصحفيين السجناء في العالم- 70 في المئة منهم- اتهامات بمناهضة الدولة، من قبيل الانتماء إلى جماعات تعتبرها السلطات منظمات إرهابية، أو تقديم المساعدة إلى هذه الجماعات. وازداد عدد الصحفيين السجناء بسبب اتهامات بنشر أخبار كاذبة إلى 28 صحفيا في العالم، مقارنة بتسعة صحفيين فقط منذ عامين. وتسجن مصر أكبر عدد من الصحفيين على خلفية اتهامات بنشر أخبار كاذبة، إذ يبلغ عدهم 19 صحفيا، تتبعها الكاميرون التي تسجن أربعة صحفيين، ثم رواندا التي تسجن ثلاثة صحفيين، وتسجن كل من الصين والمغرب صحفيا واحدا على خلفية هذه التهمة. وتأتي هذه الزيادة وسط زيادة في الخطاب العالمي حول “الأخبار الكاذبة”، ويتصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذه الأصوات.

السعودية وخاشقجي

وقال تقرير اللجنة الذي نشر اليوم 13 ديسمبر، إن المملكة العربية السعودية اجتذبت انتباها عالميًّا كبيرًّا بسبب جريمة قتل الصحفي الناقد جمال خاشقجي الذي يعيش في المنفى، والتي جرت في القنصلية السعودية في إسطنبول في أكتوبر. وقد صعّدت السعودية قمعها للصحفيين في البلاد، وبلغ عدد الصحفيين السجناء 16 صحفيا على الأقل بحلول 1 ديسمبر. ومن بين السجناء أربعة صحفيات كتبن حول حقوق المرأة في المملكة، بما في ذلك حول الحظر على قيادة المرأة للسيارة الذي رُفع في يونيو.

نتائج مهمة

ونبه التقرير إلى أن نسبة الصحفيات السجينات بلغت من مجموع الصحفيين السجناء في العالم 13%، أو 33 صحفية، بزيادة قدرها 8% عن العام الماضي.

وتبلغ نسبة الصحفيين المستقلين السجناء 30% من المجموع، ولم تتغير هذه النسبة عن العام الماضي.

وأن السياسة هي الموضوع الأخطر بلا منازع للتغطية الصحفية، يتبعها موضوع حقوق الإنسان. ومن بين الصحفيين المحتجزين بسبب تغطيتهم لموضوع حقوق الإنسان، الصحفي والون، والصحفي كياو سوي أوو، وهما مراسلان يعملان مع وكالة رويترز في ميانمار، وصدر بحقهما حكم بالسجن لمدة سبع سنوات؛ لانتهاك قانون الأسرار الرسمية بسبب عملهما في الكشف عن الفظائع التي ارتكبها الجيش في ولاية راخين.

https://cpj.org/reports/2018/12/journalists-jailed-imprisoned-turkey-china-egypt-saudi-

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...