سجون الانقلاب.. الداخل قتل طبي والخارج إلى المقابر

كشفت رسالة واردة من المعتقلين بسجن وادى النطرون (٤٣٠)، عن استشهاد 3 معتقلين نتيجة ما يعانونه من تدهور طبي وإصابتهم بالسرطان، ما دفعهم لإعلان الإضراب عن الطعام لوقف الانتهاكات التي ترتكب بحقهم، ووقف جرائم القتل بالبطيء عبر الإهمال الطبي المتعمد الذي تمارسه إدارة السجن.

وقالت الرسالة: “نحن في سجن 430 ليمان وادي النطرون الصحراوي نعاني من الإهمال الطبي والمعيشي الجسيم، وقد انتشرت بعض الأمراض بيننا في شهور قليلة، وهي 3 شهور فقط”.

يشار إلى أن الثلاثة الذين استشهدوا مؤخرا في السجن بعد إصابتهم بالسرطان هم: “علام سعد علام” من أهالي العريش وكان مصابًا بسرطان البروستاتا، و”ماجد عبد العزيز الحفني” من أهالي السويس أصيب بسرطان القولون، و”محمد حسن” من أهالي الشرقية أصيب بسرطان الكبد.

وذكرت الرسالة أن حالات حرجة تنتظر الموت، منها “سالم السيد حسان” من أهالي الشرقية، فضلا عن “أحمد علي” و”غريب علي زارع” من نفس المحافظة، و”أسامة علي سليمان” من أهالي القاهرة، و”ياسر عبد العزيز” من أهالي السويس، ومن أهالي المنصورة “أحمد الشورى، وإسلام جمعة، وأحمد عبد الحافظ”.

وغيرها من حالات الكبد المتأخرة، بينها “ياسر العبد جمعة جودة” من أهالي العريش أصيب بسرطان البنكرياس والحالة متأخرة جدًا، و”محمد نجيب” من أهالى الزقازيق أصيب بسرطان الدم، و”شعبان الأسود” من أهالي أبو حماد في الشرقية أصيب بسرطان الكبد.

وأضافت الرسالة أن هناك عددًا من حالات الأزمات القلبية الخطيرة المنتشرة بين الأفراد، منها حالات توفيت بالفعل مثل “سمير علي إبراهيم” من أهالي القليوبية، و”عصام أبو عِمة” من البحيرة، فضلا عن حالات العظام المتأخرة، ومنها “أشرف منصور” من أهالي الغربية، وحالات قيء الدم والنزيف غير معلوم السبب، بينها “مصطفى حمدي” من أهالي 6 أكتوبر.

الإهمال الطبي

ولا تكاد تتوقف حوادث الوفاة نتيجة الإهمال الطبي في سجن وادى النطرون، الذى شهد على مدار عام 2018 فقط العديد من الحالات، بينها ارتقاء المعتقل عبد الحليم عبد العظيم صالح شهيدًا يوم 20 يناير من العام الجاري، والذي كان يعاني من أمراض الكبد والقلب، وهو من أبناء قرية “مسجد موسى” في أطفيح بالجيزة، ويبلغ من العمر 62 عامًا،

وفى 27 فبراير 2018، ارتقى المعتقل “محمد فتحي” داخل محبسه في سجن 440 ليمان وادي النطرون، وهو من منيا القمح بالشرقية، ويبلغ من العمر 35 عامًا، وكان يعاني من حصوات على الكلى وانسداد فى الحالب، وإهمال طبي متعمد من جانب إدارة السجن منذ أن تم اعتقاله منذ أحداث مسجد الفتح، وكان يقضي حكمًا بالسجن لمدة 5 سنوات.

أيضا فى 3 أبريل 2018 استشهد المعتقل “محمد عبد العليم طواش” داخل محبسه في سجن وادي النطرون، جراء الإهمال الطبي المتعمد، عقب إصابته بذبحة صدرية والمماطلة في إسعافه.

ويبلغ “طواش” من العمر 54 عامًا، وينحدر من قرية كوم النور التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وكان يعمل مدرسًا بالتربية والتعليم، ويقبع في سجون الانقلاب منذ 27 سبتمبر 2014، وظل رهن الحبس الاحتياطي حتى قضت جنايات الانقلاب بالمنصورة بحبسه لمدة 7 سنوات، يوم 9 يوليو 2015 في هزلية “تظاهر”.

كما استشهد فى 6 أكتوبر 2018، المعتقل محمد إسماعيل عبد الحميد نتيجة الإهمال الطبي المتعمد بحقه داخل محبسه بسجن وادي النطرون العمومي، بعدما رفضت إدارة السجن تقديم العلاج له واحتجزته في بيئة غير آدمية، وهو الذي كان يعمل أخصائيا طبيا، وحكم عليه وعلى نجليه بالسجن المشدد 15 عاما فيما يعرف بقضية “أحداث عين شمس”.

وفى 31 أكتوبر 2018، وثق مركز الشهاب لحقوق الإنسان استشهاد المعتقل “سمير علي” من أبناء بهتيم شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية؛ نتيجة الإهمال الطبي الذي تعرض له، وتدهور حالته الصحية بشكل بالغ داخل محبسه بسجن وادي النطرون.

الحالات الحرجة

وعن أسباب ارتفاع حالات الوفاة بشكل كبير، ذكر أهالي المعتقلين أن إدارة السجن تتعنت بشكل مستمر في ترحيل الحالات الحرجة، كما تتعنت فى إدخال الأدوية للمرضى، فضلا عن تأخرها فى التعامل مع الحالات مبكرا، والاستهانة بالمرضى، يضاف إلى هذا سوء المعيشة والتعيين، حيث ضيْق المكان ورداءة الطعام، وسوء التهوية والتريض، وضعف إمكانيات المستشفى في السجن،  وعدم وجود أطباء متخصصين، والتعامل فقط مع الممرضين.

وشهد العام المنفضى حالات وفاة نتيجة الإهمال الطبي في العديد من مقار الاحتجاز غير الآدمية وسجون العسكر، وثقتها العديد من منظمات حقوق الإنسان، والتي تقدمت بالعديد من المناشدات لوقف هذه الجرائم التي لا تسقط بالتقادم بسجون برج العرب، وطره، ومعسكر قوات الأمن في العاشر من رمضان، وجمصة، وسجن الزقازيق العمومي، وقسم شرطة دمياط، ومركز شرطة كفر صقر، وغيرها.

سجن طره

ومن بين ما وثقته المنظمات من حالات الوفاة بسجن طره، استشهاد المعتقل “محمد حسن محمد” داخل مستشفى سجن طره؛ جراء الإهمال الطبي المتعمد بمحبسه، صباح الخميس 8 مارس 2018، حيث كان يعانى من عدة أمراض مزمنة، مثل الفيروس الكبدي والضغط والسكر.

واعتقلت داخلية الانقلاب الشهيد محمد حسن محمد حسين “55 عاما”، الذي يعمل مُزارعًا من منزله في قرية الرواد التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، في أكتوبر 2016، ولفقت له اتهامات لا صلة له بها، وحكم عليه ظلما بـ5 سنوات.

أيضا استشهد بتاريخ 27 مارس 2018 المعتقل “عبد الحليم محمد المحص “52 عامًا”، مدير مدرسة مبارك كول للتعليم النموذجي، من أبناء الخط الوسطاني بكفر الدوار بمحافظة البحيرة، داخل مقر احتجازه بسجن طره شديد الحراسة 2.

ووثق الشهاب لحقوق الإنسان الجريمة، وذكر أن الشهيد تم استدعاؤه من قبل ضابط الأمن الوطني بالسجن للتحقيق، الذي استمر لمدة 5 ساعات متواصلة، وعندما عاد لغرفته لاحظ زملاؤه تغير حالته النفسية، واستمر الأمر حتى فقد القدرة على الحركة والنطق إلى أن وافته المنية.

وبتاريخ 10 أبريل 2018، استشهد المعتقل إبراهيم السيد علي، معلم لغة إنجليزية، أحد أبناء محافظة السويس، جراء الإهمال الطبي داخل سجن طره، بعد الحكم عليه بالسجن 10 سنوات في الهزلية العسكرية رقم 201/ 2014.

وبتاريخ 8 مايو 2018، استشهد المعتقل هشام شعبان حسن علي محمد الهلاوي “42 عاما”، داخل محبسه بسجن استقبال طره، نتيجة الإهمال الطبى منذ اعتقاله في عام 2015؛ على خلفية معارضته لحكم الانقلابيين.

وفى 16 يونيو 2018، استشهد المعتقل أحمد عبود، من مركز ببا بمحافظة بني سويف، داخل مستشفى سجن طره، بعد إصابته بالسكر وحدوث “غرغرينا” بقدمه أدت إلى بترها داخل سجن ديمو بالفيوم قبل فترة، وكان يقضي فترة السجن الجائر بعد الحكم بسجنه 15 سنة في قضية ملفقة بدعوى حرق مركز شرطة ببا.

وبتاريخ 21 يونيو 2018 استشهد المعتقل الشاب أحمد عبد الله محمد عبد الله داخل محبسه بسجن طره، بشكل مفاجئ فى ظروف غامضة، ضمن جرائم القتل الممنهج بالبطىء التى تنتهجها سلطات الانقلاب بحق معتقلى الرأي.

والشاب أحمد عبد الله من أبناء قرية منشأة رضوان التابعة لمركز أبو كبير محافظة الشرقية، تم اعتقاله يوم 11 يناير 2017 من داخل ورشته الخاصة، حيث يعمل بمهنة التطريز على الملابس، وظل قيد الحبس على ذمة القضية 316 لسنة 2017 حصر تحقيق أمن دولة عليا بزعم الانضمام للإخوان المسلمين.

وعقب اعتقاله تعرض لنحو شهرين من الإخفاء القسري، حيث تم تعذيبه والتنكيل به بشكل ممنهج للاعتراف باتهامات وجرائم لا صلة له بها، ليظهر على ذمة القضية السابقة، ومنذ اعتقاله وحتى تاريخ استشهاده لم يُسمح لأي من أفراد أسرته بزيارته.

حالات أخرى بعدة سجون

استشهد المعتقل حسام حسن وهبة “42 عاما”، ويعمل فني لحام، يوم 21 يناير 2018، داخل المستشفى الأميري الجامعي بالإسكندرية، جراء ما تعرض له من إهمال طبي “متعمد” في سجن برج العرب.

كان الشهيد يقبع داخل سجون الانقلاب منذ يوم 14 أغسطس 2013، وأصدرت محكمة جنايات الانقلاب بالإسكندرية حكما بحبسه لمدة 15 عاما في الهزلية رقم ٢٠٠٩١/٢٠١٣ جنايات باب شرق، والتي تعود إلى يوم التظاهرات التي خرجت رفضا للمجزرة التي ارتكبتها ميليشيات السيسي بحق المعتصمين في رابعة والنهضة وكافة ميادين الحرية بالمحافظات، ودخل الشهيد في غيبوبة منذ يوم ١٣ أغسطس ٢٠١٧ جراء إعطائه علاجًا خاطئًا من طبيب مستشفى برج العرب.

أيضا استشهد يوم 22 يناير 2018 المعتقل ناصر عبد القادر “50 عامًا” داخل المستشفى المركزي بأولاد صقر بمحافظة الشرقية؛ نتيجة ما تعرض له من إهمال طبي متعمد بمحبسه، ودخوله في غيبوبة منذ مساء الخميس 18 يناير، عقب تدهور حالته الصحية؛ حيث أصيب بجلطة دماغية جراء الإهمال الطبي المتعمد من إدارة مركز شرطة أولاد صقر بمحافظة الشرقية.

واعتقل الشهيد، الذي يعمل إمامًا وخطيبًا بالأوقاف من منزله من قرية الشوافين التابعة لمركز أولاد صقر بمحافظة الشرقية يوم 16 سبتمبر 2017، ولفقت له اتهامات لا صلة له بها لموقفه الرافض للانقلاب العسكري ورفض الفقر والظلم المتصاعد في مصر.

كما استشهد خلال العام أيضا داخل معسكر قوات الأمن في العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية المعتقل “عبد ربه حسن”؛ نتيجة الإهمال الطبى الذى تعرض له منذ اعتقاله فى نوفمبر 2017 بعد يومين من إجرائه عملية جراحية في عينه، تعرض لظروف صحية صعبة داخل المعتقل.

واستشهد بسجن جمصة المعتقل حسام سالم، من أهالي مدينة القرين بمحافظة الشرقية، جراء الإهمال الطبي المتعمد في محبسه يوم 18 يونيو 2018 على مدار 4 سنوات من الاعتقال بعد توقيفه من مطار القاهرة، قبل أن يتم الحكم عليه بالمؤبد؛ بزعم ضلوعه في حريق قسم شرطة القرين.

وبتاريخ 22 يوليو 2018، استشهد المعتقل “محمد أحمد إبراهيم الفقي” داخل محبسه بسجن الزقازيق العمومى؛ نتيجة الإهمال الطبى وسوء ظروف الاحتجاز التى تتنافى مع أدنى معايير حقوق الإنسان.

والشهيد من أبناء مركز أبو حماد، وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة سنتين قبل استشهاده بأسبوعين من محكمة أمن الدولة طوارئ الزقازيق؛ بزعم التظاهر والانضمام لجماعة محظورة.

أيضا فى يوم 9 سبتمبر 2018، استشهد المعتقل  “قباري جودة عبد الحميد محمد” داخل محبسه بسجن برج العرب بمحافظة الإسكندرية، نتيجة الإهمال الطبى الذي تعرض له منذ اعتقاله في 6 نوفمبر 2015 على ذمة القضية 18/2017 جنايات عسكرية الإسكندرية، والمعروفة إعلاميًا بـ”تنظيم البلاعات”.

كما استشهد فى 22 سبتمبر 2018 المعتقل حسني عياد بسجن بورسعيد؛ بسبب الإهمال الطبي وعدم توفير العلاج اللازم له، حيث كان يعاني من أمراض الكبد وارتفاع السكر في الدم.

وفى 14 أكتوبر 2018 اسشهد المعتقل “عاطف شنشن” نتيجة الإهمال الطبي المتعمد بحقه في محبسه بقسم شرطة دمياط، بعد 4 أيام من اعتقاله، حيث اعتقل يوم الثلاثاء 6 أكتوبر 2018، وتم إخفاؤه قسريا بعد ذلك لمدة 4 أيام، ولم تسمح سلطات الانقلاب لأسرته أو المحامي بالتواصل معه، وتعرض لوعكة صحية وطلب نقله للمستشفى أكثر من مرة، لكن إدارة قسم الشرطة رفضت تمامًا ذلك، وتركوه لمدة 11 ساعة يصارع الموت، وعندما شعروا بالخطر نقلوه إلى المستشفى لكنه كان قد فارق الحياة.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...