السيسي يأكل تعويضات ضحايا “مسجد الروضة”.. ماذا لو كانت كنيسة؟

“يا أخي اعتبرنا كنيسة وعبرنا”، عبارة تردد صداها واسعًا في محيط قرية “الروضة” ببئر العبد شمال سيناء، بعدما لحس السفيه قائد الانقلاب وعوده، وتراجع عن تعويض ضحايا المذبحة في ذكراها الأولى، والتي راح ضحيتها نحو 309 أشخاص وأكثر من مئة مصاب في نوفمبر 2017، في أكبر عملية “إرهابية” نفذتها المخابرات الحربية وعصابات “دحلان” في سيناء.

كانت حكومة الانقلاب تعهدت بصرف تعويضات لجميع الضحايا والمصابين، وتشييد المنازل، وإقامة مشروعات تنموية، ورصف الطرق؛ بهدف جعلها قرية نموذجية في شمال سيناء، وهو ما لم يتحقق على أرض الواقع إلا الجزء القليل للـ”شو الإعلامي”، واكتفى مسئولو الانقلاب بأخذ صور فوتوغرافية مع بعض ذوي الضحايا، وإطلاق اصريحات فضفاضة، ووعود كاذبة الواحدة تلو الأخرى.

قبل عام من الآن لم تكد تمر دقائق على إلقاء إمام مسجد الروضة خطبته، ليهاجم بعدها مسلحون المسجد القريب من ثكنة عسكرية للجيش من ثلاث جهات، بإلقاء أربع قنابل يدوية على المصلين داخل المسجد، وعندما تكاثف الدخان هرع المصلون إلى الخارج مع أقرانهم الذين كانوا يؤدون الصلاة في باحته، أطلق مسلحون النار عشوائيًا، وتوعد السفيه السيسي وقت المذبحة قبل عام بالرد بـ”القوة الغاشمة”، وقتلت ميليشيات الانقلاب 15 شخصًا من المدنيين، زعمت إنهم متورطون في الاعتداء.

ضد الدين

وفي تغيير نوعي توجهت عمليات الإرهاب التي يقوم بها السفيه السيسي وعصابته إلى المساجد، فاغتالت المصلين في مسجد الروضة ببئر العبد بعدما كانت تستهدف الكنائس فقط، ورغم محاولات سلطات الانقلاب غرس الفرقة بين المصريين، ظهر سُعار السفيه لتخريب وهدم كل ما هو إسلامي، وكأن بينه وبين دين الله عداوة قد بدت بغضاؤها، إلا أن مسلسل هدم بيوت الله فضحه، وكان آخر ضحايا الهدم مسجد الحمد الذي يعتبر من أكبر مساجد منطقة خورشيد بالإسكندرية.

تقول الأكاديمية القبطية الدكتورة هبة عادل: “حكومة السيسي تهدم مسجد الحمد، أكبر مسجد بالمحمودية، بيقولوا علشان هيعملوا طريق.. والسؤال: تقدر أو تستجري تهدم كنيسة أو دير أو حتى إبراشية؟!”. ويرد الناشط محمد عبد السلام شوقي بالقول: “ميقدرش عشان تعرفي إن المسلمين مضطهدين أكتر من المسيحيين.. كلنا غرباء بس مع بعض الفروق”.

وعلى نقيض ما يحدث مع ضحايا مسجد الروضة ببئر العبد، أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي بحكومة الانقلاب في وقت سابق، عن بدء صرف تعويضات لأسر ضحايا حادث الكنيسة البطرسية، وتم صرف التعويضات لخمسة من المصابين بعد استكمال تقاريرهم الطبية، كما تم صرف تعويضات لـ 12 من أسر المتوفين بمبلغ 100 ألف جنيه عن كل حالة وفاة، وتم استكمال صرف كافة التعويضات بعد انتهاء التقارير الطبية.

يكرهون الإسلام

وفي تفرقة واضحة بين النسيج المصري الواحد وتمييز طائفي، صرف مجلس وزراء الانقلاب تعويضات لأسر ضحايا حادث الكنيسة البطرسية بقيمة 100 ألف جنيه لكل متوفى ومعاش استثنائي بقيمة 1500 جنيه للمستحقين، وفقا لإعلام الوراثة وكذلك صرف 40 ألف جنيه لكل مصاب ممن قضى أكثر من 72 ساعة في المستشفيات واستمرار علاجهم على نفقة الدولة مع صرف التعويضات العادية لمن قضى أقل من 72 ساعة في تلك المستشفيات، وهى المعاملة التي لم يحظى بها ضحايا مسجد الروضة.. فماذا يريد السفيه السيسي من وراء هذه التفرقة وما هي الرسالة التي يريدها أن تصل؟

تمييز السفيه السيسي بين المسلمين والمسيحيين في مصر، لم يكن في التعويضات فقط بل ظهر جليا في تصادماته المتكررة مع الأزهر، عقب محاولاته المستمرة لتخريب عقائد الإسلام، كان ذلك واضحا في مناسبات المولد النبوي ورأس السنة الهجرية التي لا يفوتها السفيه دون توجيه اللوم للمسلمين ووصمهم بالإرهاب، ووصل الأمر إلى إعطاء أوامر بعدم نشر بيان الأزهر الرافض لمساواة المرأة بالرجل في الميراث، وامتنعت مواقع وصحف وفضائيات الانقلاب عن نشره.

أما “الحلو كله” كما يقول المصريون فحمله السفيه السيسي على أكتافه إلى تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، رغم قيام العسكر بتفجير عدد من الكنائس والهجوم على أتوبيسات تتجه لزيارة الأديرة في الصعيد، وقتل من فيها نساء ورجال وأطفال، وبدلا من أن يخرج تواضروس ويعترف للمسيحيين بأن السفيه وعصابته وراء ذلك، أكد دعمه ومباركته للسفيه، ووصفه بأنه رجل كل العصور، وأنه مثل “المايسترو”، الذي يقود فرقة كبيرة تقوم بعمل ضخم يؤدي إلى نتائج ملموسة!

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...