هل تأكد شيخ الأزهر أن السيسي يحارب الإسلام؟!

مصائب قوم في تونس عند قوم في مصر فوائد، هذا ما كشفت عنه كارثة التلاعب في قواعد الميراث التي ترسخت في كتاب الله تعالي القرآن الكريم، وأمام الرفض الجماهيري العارم في بلاد المسلمين على ما تقوم به السلطات العلمانية في تونس،على الفور صدرت تعليمات من مكتب السفيه عبد الفتاح السيسي إلى وسائل الإعلام بعدم نشر البيان الذي أصدرته هيئة كبار العلماء بالأزهر، ورفضت من خلاله دعوات المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة.

أما المواقع التي قامت بنشر بيان الهيئة حذفته بعد أربع ساعات من النشر، بعد إبلاغها أن تعليمات السفيه السيسي لا تتحمل المناقشة أو المراجعة، وهو ما حدث في بوابة الأهرام ومواقع اليوم السابع والوطن ومصراوي، بينما لم تقم مواقع وصحف أخرى شهيرة بنشر الخبر، مثل الشروق والمصري اليوم.  

وفيما يتعلق بالقنوات الفضائية، فقد كانت الأوامر صارمة بعدم التطرق للبيان بالسلب أو الإيجاب، والتركيز على بيان مفتي الانقلاب وصبي العسكر شوقي علام، والكلمة المتلفزة لمفتي مذبحة رابعة والنهضة الطبال علي جمعة ردا على الأستاذ بجامعة الأزهر سعد الهلالي، الذي أكد مشروعية المساواة في الميراث.

هدم الثوابت

وكانت هيئة كبار العلماء في الأزهر أصدرت بيانا شديد اللهجة، حسمت فيه الجدل الدائر حول قضية المساواة في الميراث، واعتبرته ضمن الحملة الممنهجة ضد الثوابتِ الشَّرعيةِ المُحْكَمةِ التي يُحاوِلُ البعضُ التحقيرَ مِنها والاستخفافَ بأحكامِها، ويَجتهِدُ آخَرونَ في التقليلِ من قيمتِها.

وأكد البيان أن البعض سوَّلَتْ لهم عُقولُهم القاصرةُ، وخيالاتهم البعيدة عن الشرع وأحكامه، أن الإسلامَ ظَلَمَ المرأةَ حِينَ لم يُسَوِّ بينها وبينَ الرجلِ في الميراثِ تسويةً مطلقةً، وأنه ينبغي أن تأخُذَ المرأةُ -المظلومةُ في زعمِهم!- مثلَ ما يأخُذُ الرجلُ، استنكر شيوخ وعلماء بالأزهر الشريف تصريحات أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، سعد الدين الهلالي، بشأن المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، التي زعم فيها أن “قرار تونس بمساواة الإرث “صحيح فقهيا.. ولا يعارض كلام الله”.

ووصفوا مثل هذه التصريحات بالمخالفة لثوابت الشرع والدين، واتهموا الهلالي بمداهنة قائد الانقلاب السفيه السيسي، الذي دأب على الدعوة إلى ما سماه “تصويب الخطاب الديني” تارة، و”تجديد الخطاب الديني” تارة أخرى، واستنكرت هيئة “كبار العلماء بالأزهر” في بيان لها الدعوة إلى مساواة الجنسين في الميراث، واعتبروها “عبث بالشرع”، وأكدت أن “هذا النوع من الأحكام لا يُقبل الخوض فيه بخيالات جامحة وأطروحات تصادم القواعد والمحكمات، ولا تستند إلى علم صحيح”.

كما تبرأت جامعة الأزهر من تصريحات الهلالي بشأن ما ذهب إليه من تأييد المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، في إشارة إلى القرار الذي صادق عليه رئيس تونس، الباجي قايد السبسي، وقال المتحدث باسم الجامعة، أحمد زارع، إن “الدكتور الهلالي لا يمثل جامعة الأزهر من قريب أو بعيد، بل يمثل شخصه”، مشددا أن ما قاله “يخالف نص القرآن ومنهج الأزهر”.

شغل السيسي

واستهجن مستشار وزير الأوقاف السابق، سلامة عبدالقوي، الحملات الممنهجة على ثوابت الدين الإسلامي، قائلا: “دأب السيسي في مصر خلال السنوات الماضية على الهجوم على سنة النبي صلى الله عليه وسلم، في وسائل الإعلام المختلفة”، واصفا تصريحات الهلالي “بالكذب والافتراء على الله”.

ودعا أن تتخذ جامعة الأزهر موقفا حاسما، مثنيا في الوقت نفسه على بيان الأزهر الذي “تصدى لتخاريف الهلالي، ورفضها بالكلية، واعتبرها لا تمثل الأزهر الشريف، ولا الشريعة الإسلامية، ولكن على الأزهر إيقافه عن العمل، والتحقيق معه وفصله؛ لأن تصريحاته اعتداء على النصوص القرآنية القطعية”.

ولكنه استبعد قيام الأزهر بفصل الهلالي؛ “لأن الحالة العامة التي يرعاها السيسي الآن هي الاعتداء على النصوص والثوابت؛ لذا فإن مثل تلك التصريحات تأتي على وفق هوى النظام العسكري في مصر، وقد تتدخل أعلى سلطة في البلاد لمنع اتخاذ أي إجراء ضده”.

وأعرب عبد القوي عن اعتقاده بأن الهلالي “لا يتكلم من رأسه، وإنما بإيعاز من السيسي”، متوقعا أن “يكون بيان الأزهر حبيس الأدراج، ولا يتناوله إعلام العسكر من قريب أو بعيد، ولكن سيتناوله الإعلام الحر في الخارج، وسيقال إنه بيان إخواني، ويتهمون علماء الأزهر بأنهم منتسبون لجماعة الإخوان المسلمين، كما جرت العادة، كما تم اتهام شيخ الأزهر أنه يسير على منهج الإخوان”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...