السيسي “بيلعب فى السيستم”.. غضب عارم لوقف تموين وخبز الغلابة

ضاعف نظام الانقلاب العسكري معاناة الغلابة الباحثين عن رغيف العيش، من خلال وقف ملايين البطاقات بشكل عشوائي بدعوى تحديث البطاقات وإدخال بيانات جديدة، ما أسفر عن حالة من التزاحم أمام مكاتب التموين، وصلت إلى حد التشابك بالأيدي مع الموظفين والبدالين؛ بسبب عملية الحذف العشوائى للأفراد، رغم أحقيتهم فى الصرف والإضافة، على كافة المستويات وفي مختلف المحافظات.

وشن المواطنون أمام مكاتب التموين والبدالين، هجومًا حادًا على سلطات الانقلاب، بعد مفاجأة الغلابة بوقف بطاقاتهم، وعدم صرف الخبز أو المواد التموينية، معتبرين أن ذلك مقدمة لإلغاء الدعم نهائيا، في الوقت الذي أكدوا فيه أن هذا بالون اختبار للكثيرين ممن تم وقف بطاقاتهم.

وذكرت صحيفة “الأهرام” الحكومية، أن تأخر بطاقات التموين فى محافظة أسيوط أدى إلى حالة من الغضب لدى المواطنين.

ونقلت عن عماد عادل (موظف)، أنه ذهب لعمل بطاقة جديدة، وظل يتردد على مكتب التموين لمدة عام فى انتظار البطاقة، ليكتشف أنه تم استخراجها ولكنها تصرف فى مكان آخر، وبعد أن كدح لاستخراج بطاقة أخرى، فوجئ بوقفها أيضا عن العمل، وطالبه البدال بالذهاب لتحديثها، وفى كل مرة أخبروه بأن هناك مشكلة فى السيستم ويطالبونه بالعودة.

«السيستم»

فيما قال مصطفى جاد (بدال تموينى): إن الموظفين يبلغونهم دائما بتوقف «السيستم»، وهو السبب في وقف صرف المقررات التموينية، الأمر الذي أدى إلى زحام شديد على ماكينات الصرف الخاصة بالمخابز والبدالين.

وقال محمد إسماعيل، وكيل وزارة التموين بأسيوط: إن أكثر من 50% من المكاتب تحتاج إلى تطوير، فأغلبها موجود فى عمارات سكنية قديمة وغير ملائمة ومنشأة منذ فترة كبيرة، كما عقد اجتماعًا بالتنسيق مع محافظة أسيوط لعلاج القصور الموجود بها لتؤدي مهمتها، مطالبا من وجد خطأ بالبيانات بالتقدم لتحديثها عن طريق إدخال الاسم الرباعي والرقم القومي.

الحصة الشهرية

وفي المنوفية أعرب عشرات الآلاف من المواطنين عن غضبهم لحذف أبنائهم من البطاقات التموينية، مما أثر على الحصة الشهرية لكل أسرة، خاصة من الزيت والأرز.

وقال وكيل وزارة التموين في المحافظة، إنه قرر نقل موظفات مكتب تموين بندر منوف لديوان عام الإدارة وإحالتهن للتحقيق، عقب تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، صورهن أثناء إعدادهن «محشي» على مكاتبهن فى فترة العمل الرسمية، ورفضهن إنهاء إجراءات استخراج بطاقة تموينية لأحد المواطنين، وانه ستتم إحالة كل من يرتكب مثل هذه المخالفات للتحقيق فورا.

وأضاف وكيل وزارة التموين، أن وزارة الإنتاج الحربى هي التي تقوم بمراجعة البيانات، لضمان وصول الدعم لأكبر عدد ممكن من الأشخاص المستحقين، وعلى كل شخص متضرر التقدم  بشكوى لمكاتب التموين التابع لها ومعها البيانات الصحيحة، وفى خلال 48 ساعة سيتم تعديل بطاقته التموينية إذا كان من المستحقين.

السلع التموينية

وفي الدقهلية، تزاحم الأهالي أمام نقاط التوزيع، واشتكوا من ضعف خيارات السلع المطلوبة وتأخر تفعيل بطاقات التموين والخبز.

وقال عبد اللطيف سعيد (موظف): إن السلع التموينية تباع بأغلى من سعر مثيلاتها بالأسوق وغالبيتها حلاوة ومربى وسمن وماركات غير معروفة، كما أن تعبئة السكر رديئة.

وتقول أم محمد: إن هامش ربح البدالين ضعيف جدا، فضلا عن تكبده مصاريف النقل الوسيط ودفع مبلغ 15 جنيها على كل طن فى المخازن الرئيسية التابعة للوزارة. وبعض السلع تفرضها الوزارة ولا يفضلها المستهلك، ويكون مصيرها التكدس فى مخازن التجار.

واعترف السيد محمد دايرة، وكيل وزارة التموين بالدقهلية، ببعض الصعوبات التى تواجه أصحاب البطاقات التموينية والتجار، ومنها خصم الأفراد عشوائيا من البطاقات، وصعوبة تغيير رقم المحمول بسبب الرقم السرى، وتأخير طباعة البطاقات بدل الفاقد أو التالف، فضلا عن تأخير الرقم السرى للمواطن بعد إرسال أكثر من رسالة ، كما أن بطاقات الضمان الاجتماعى والتأمين الصحى تمنع إصدار بطاقات بدل أو إصدار جديد؛ بسبب وجود الرقم القومى الصحيح فى البطاقة.

الحذف العشوائي

وفي جنوب سيناء، قال هانى محمد “بدال تمويني”: إن أغلب المشكلات التى تواجه هذه المهنة، هو الحذف العشوائى للمواطنين من بطاقتهم وتوقف صرف البطاقة نهائيًا، بحيث لا يستطيع المواطن أن يصرف حصته التموينية، وهناك أسر يصل أعداد أفرادها إلى 7 أفراد، وعند صرف التموين أُفاجأ بأن البطاقة لا يوجد بها سوى فرد واحد فقط مستحق الصرف، الأمر الذى يعرضنا للمضايقات من قبل المواطنين تصل أحيانا إلى حد الاشتباك بالأيدي، ويدعو موظف مكتب التموين المواطنين إلى تحديث بطاقاتهم من خلال مكاتب الإنترنت، وبعد التحديث يفاجأ المواطن أيضًا بحذف أفراد من البطاقة دون إبداء أى أسباب، وهذه مشكلة متكررة بنسبة تتراوح من 40٪ إلى 50 %.

وأكد عشوائية إضافة أفراد غير موجودين بالأسرة على بطاقات التموين، ما يؤكد أن حصة مواطن قد تكون ذهبت لمواطن آخر، فضلا عن تعطل شبكة الإنترنت المرتبطة بجهاز صرف البطاقة لمدة تصل أحيانا إلى 15 ساعة، كما تعانى أفران الخبز من تعطل الشبكة، فبالتالي لا يستطيع المواطن صرف الخبز، الأمر الذى يجعل مسئول الفرن يقوم بجمع البطاقات لصرف الخبز فور عودة شبكة الإنترنت، الأمر الذى أضاع العديد من بطاقات التموين ولا يجد المواطن من يغيثه.

أما الوادي الجديد فقد اصطف الغلابة على مكاتب التموين أيضا؛ بسبب وقف صرف المقررات التموينية والخبز، وحذف المواطنين عشوائيا.

وفي الأقصر تعانى المكاتب التموينية من مشكلات متعلقة بسوء حالتها وعدم تجهيزها، ووقف السيستم، حيث اشتكى كبار السن، خاصة في القرى، من المنظومة الجديدة التي تتطلب وجود رقم تليفون محمول، وهناك من لا يملك هاتفا محمولا بالقرى، كما أن اعتماده على رقم تليفون شخص آخر تسبب فى بعض المشكلات، منها وجود أشخاص يحصلون على خدمات تموينية لآخرين متوفين بالفعل منذ عدة سنوات.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...