مصر أم تونس.. أيهما تفتح الأبواب للجوء “بن سلمان” وحمايته من المحاكمة؟

في تغريدة أثارت جدلا واسعا، اقترح رئيس حزب تونسي استضافة بلاده لولي العهد السعودي محمد بن سلمان كنوع من رد الجميل للسعودية، بعد استضافته للرئيس التونسي الهارب زين العابدين بن علي. ودوّن رياض الشعيبي، رئيس حزب “البناء الوطني”، على صفحته بفيس بوك، ما نصه: “في نطاق المعاملة بالمثل. أقترح على رئيس الجمهورية قبول إقامة محمد بن سلمان في تونس كرد للجميل.. بعد قبول المملكة السعودية استضافتها الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي طوال السنوات الماضية”.

وختم رسالته التي بدت ساخرة بقوله: “إن شاء الله مولد نبوي مبارك وكل عام أنتم بخير”. وذهب ناشطون إلى أن هذا المنشور الساخر يشير إلى غضب قديم لدى القوى السياسية التونسية من احتضان السعودية للمخلوع “بن علي”.

ووصف وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، الحديث عن تنحية ولي العهد بسبب جريمة قتل خاشقجي بأنه “سخيف وغير مقبول”، وقال إن التحقيقات السعودية في القضية جارية، وعلى العالم أن ينتظر حتى تكتمل هذه التحقيقات.

غير مقبول

وقال الجبير، في مقابلة مع قناة “سي إن بي سي” الأمريكية: إن “القيادة السعودية ممثلة في الملك وولي العهد هي خط أحمر لكل سعودي”، ورأى أن الحديث عن تنحية ولي العهد أو إجراء تغيير في القيادة السعودية “شائن وغير مقبول”، وجاءت تصريحات الجبير بعد يوم من إصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بيانًا، أكد فيه أهمية الشراكة بين واشنطن والرياض، وقال فيه إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ربما كان يعلم بجريمة قتل خاشقجي وربما لم يكن يعلم.

ووفقا لما قاله الجبير، فإن الرئيس الأمريكي والخارجية وصفا تقرير المخابرات بأنه غير دقيق. وكانت وسائل إعلام عالمية قد نشرت، قبل أيام، فحوى تقييم لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، أفاد بأن محمد بن سلمان هو من أصدر الأمر بقتل خاشقجي.

ويرى بعض المراقبين أن لمحمد بن سلمان حلفاء وأوراقًا أخرى يمكن أن يعوّل عليها وقد تمثل له طوق النجاة، من ذلك جاريد كوشنر، صهر ترامب، الذي تربطه به علاقة حميمية، والذي يعد محامي ولي العهد السعودي في البيت الأبيض، كما أن الرجلين يشتركان في رغبتهما في إنهاء القضية الفلسطينية عبر هندسة ما يعرف بصفقة القرن.

السفيه ونتنياهو

كما أن رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو والسفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، قد يحاولان مرة أخرى التواصل مع الإدارة الأمريكية للدفاع عن محمد بن سلمان، ودعمه باعتباره “شريكا استراتيجيا مهما في المنطقة”، لكن هذه التقديرات وإن حاولت تقييم الوضع الحالي لا تجيب عن كل التساؤلات بشأن القضية المتشعبة وتداعياتها، خاصة مع تصاعد الضغوطات السياسية والأمنية والأخلاقية على الرئيس ترامب، الذي يبدو أنه دُفع للسماح بكشف هذه المعلومات، مما يجعل مصير محمد بن سلمان في مهب الريح.

وفي وقت سابق قال السفيه السيسي: إن السعودية التي دعمت انقلابه على الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب للبلاد، دولة كبيرة ولا أحد يستطيع هز استقرارها، وأن مصر تدعمها للحفاظ على أمنها واستقرارها، وأكد “نحن مطمئنون على الإدارة الحكيمة والرشيدة للمملكة بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز “.

جاء ذلك خلال اللقاء الذي عقده السفيه السيسي مع ممثلى وسائل الإعلام الأجنبية في مصر، على هامش منتدى شباب العالم الذي استضافته مدينة شرم الشيخ، ومن دون إشارة إلى قتلة الصحفي السعودي المعارض، الذي قطع جثمانه في القنصلية السعودية بإسطنبول.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...