«شيء تقشعر منه الأبدان».. رواية جديدة في مقتل جمال خاشقجي

اختيار الرئيس الأمريكي راعي البقر ترامب، يوم الثلاثاء، لإعلان بلاده اسم المتورط في مقتل الصحفي جمال خاشقجي- رحمه الله- ينُم عن ذكاء شديد؛ لأنه في الغالب تغلق البنوك يومي السبت والأحد، ومليارات الحليب السعودي بالكاد يتم تحويلها الإثنين؛ فيعلن هو الثلاثاء، ذلك هو ترامب الذي مدحه الشيخ السديس، إمام الحرم، بينما يقول إن خاشقجي لم يكن أمريكيًّا، ولم تحدث الجريمة على أرضنا فلماذا نتخذ موقفًا؟!.

ورغم أنف ترامب ورغبته الجشعة في حليب الرياض، نشرت قناة “خبر تورك”، اليوم الإثنين، تفاصيل جديدة قالت إنها أجزاء من التسجيلات الخاصة بتعذيب وقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية الرياض في إسطنبول، وذكرت القناة أنها حصلت على معلومات من السلطات التركية، تفيد بتفاصيل تسجيلين مجموعهما 11 دقيقة، من داخل القنصلية، تظهر عملية استدراج خاشقجي وقتله.

وبينما تجنب العاهل السعودي، في خطابه الأول منذ بدء أزمة اغتيال خاشقجي، التطرق للقضية ذات الأصداء العالمية، كشف المدعي العام التركي عن أن لديه تسجيلين منفصلين لعملية قتل خاشقجي، أحدهما 4 دقائق، والآخر 7، حسب المعلومات التي حصلت عليها، وبحسب التسجيلين فإن 4 أشخاص من فريق الاغتيال استقبلوا خاشقجي، وساروا به إلى باب القنصلية عند الساعة 13:14 وقت آخر ظهور له.

الأمير المجرم

صحيفة واشنطن بوست قطعت قول كل جهير، بقولها إن “سي آي إيه” خلصت إلى أن ولي العهد هو من أمر بقتل خاشقجي، وكان أحد أفراد الطاقم يمسك بذراع خاشقجي، في حين اعترض الأخير على ذلك متفاجئا، وقال له: “اترك ذراعي.. ماذا تعتقد أنك تفعل؟”، وبيّنت القناة أن أحد التسجيلات مدته 7 دقائق وهو عبارة عن نقاش بين هؤلاء الأشخاص الأربعة، مضيقة أنهم أحضروه إلى القسم “ب” من القنصلية حيث توجد وحدات إدارية.

وبينما تفرض وزارة الخارجية الألمانية حظر سفر على 18 سعوديًا يشتبه في ضلوعهم في مقتل جمال خاشقجي، يظهر التسجيل الصوتي الآخر حديثًا شفهيًا وقتالًا وأصواتًا مشوشة، وفق ما أظهره التحليل الفني للتسجيل الذي ضم أصوات 3 أشخاص آخرين، وقالت القناة إن صوتًا خامسًا ظهر في التسجيلات وهو لماهر المطرب، الحارس المقرّب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والذي قاد عملية الاغتيال.

أما الصوت السادس فهو للقنصل السعودي في إسطنبول محمد العتيبي، إضافة إلى صوت سابع لم يتم تحديده بعد، وبينت أنه بعد دخول خاشقجي إلى القسم “ب” عمّ الصمت ثم ظهرت أصوات تعذيب شديد، موضحة أن أول مكالمة هاتفية تم سماعها بالقنصلية كانت بعد 13 دقيقة من دخوله.

وذكرت القناة التركية، مستندة إلى التسجيلين، أن مشاجرة لفريق الاغتيال استمرت ساعة و50 دقيقة”، حيث ظهرت أصوات يبدو أنها لعملية قتال، وأشارت إلى ظهور صوت مصطفى المدني، أحد أعضاء فريق الاغتيال، وهو يعبّر عن خوفه عقب ارتدائه ملابس خاشقجي بعد قتله.

ويظهر صوت المدني وهو يقول: “من المربك أن الرجل الذي قتلناه منذ عشرين دقيقة كان يلبس هذه الملابس التي ارتديها الآن”، وفي السياق ذاته أكدت “خبر تورك” أن متخصصًا في تكنولوجيا المعلومات- لم تحدد هويته- ضبط سجلات الكاميرات وأخذ البيانات.

وأفادت القناة بأن فريق الاغتيال قام بطلاء جدران ثلاث غرف في الطابق العلوي من القنصلية مباشرة بعد قتل خاشقجي، وتم تنظيف الأرضيات الرخامية، كما تقول القناة، باستخدام مادتين كيميائيتين مختلفتين، لكن فريق التحقيق التركي عثر على بقايا هذه المواد، وأكدت أن فرق التحقيق وجدت بصمات لأعضاء فريق التنفيذ، التي كانت في نقاط مثل المنافذ الكهربائية، من بينها بصمات لصلاح الطبيقي، الذي قطّع الجثة.

عصابة دحلان

وكشفت صحيفة “يني شفق” التركية، الموالية للحكومة التركية، أن القيادي الصهيوني المفصول من حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح محمد دحلان، له علاقة ودور فاعل في جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في الثاني من أكتوبر 2018 في القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية.

وذكرت الصحيفة أن دحلان، أحد أذرع ولي عهد أبو ظبي، كان له دور نشط في تكوين فريق لطمس أدلة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وأضافت أنه يُعتَقد أن الفريق نفسه هو الذي كان وراء اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس محمود المبحوح في دبي عام 2010.

وتواجه السعودية ضغوطا دولية منذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد؛ بسبب تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان، وإقصاء بن سلمان لمنافسيه من العائلة المالكة، والمقرّبين، فضلا عن تصفية المعارضين لسياساته داخليا وخارجيا، ونظرا لعدم تعاون السلطات السعودية في التحقيقات التركية حول مقتل خاشقجي، وعدم تسليم الجناة لمحاكمتهم في إسطنبول، أعلنت أنقرة أنها تعتزم بث تسجيلات صوتية ومرئيّة لعملية مقتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، الأمر الذي يتزامن مع تقرير المخابرات الأمريكية الذي اتّهم محمد بن سلمان بالوقوف وراء تصفية خاشقجي، وبينما يكتشف علماء بأكسفورد فيروسا يقتل السرطان، يوهم النظام السعودي العالم بأنه لم يكتشف بعد من قتل جمال خاشقجي!.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...