الجامعة العربية.. من بيانات إدانة اعتداءات الصهاينة إلى التآمر ضد القضية الفلسطينية

كانت الشعوب العربية قديما تدين بيانات الإدانة التي تصدرها جامعة الدول العربية، تجاه الجرائم والانتهاكات التي يشنها الكيان الصهيوني ضد قطاع غزة، وكان الناصريون يرفعون شعارات الرئيس الراحل صاحب نكسة يونيو جمال عبد الناصر، والتي يتلخص مضمونها في “الضجيج دون الطحين”، أما الآن فأصبحت الشعوب العربية محرومة من بيانات الإدانة والاستنكار التي تصدرها الجامعة العربية، كما أنها- وللأسف- حرمت من ضجيج الناصريين، بعد أن انكشف زيفهم وشعاراتهم الخاوية، ولم يتبقَ للشعوب العربية إلا رعاة التطبيع وأصدقاء نتنياهو.

حتى الآن لم تصدر الجامعة العربية بيانا واحدا تستنكر فيه عملية الاغتيال التي قامت بها القوات الإسرائيلية، بعد عملية استخباراتية أدت إلى استشهاد سبعة فلسطينيين وإصابة 7 آخرين في قصف إسرائيلي على شرق خان يونس، فضلا عن مقتل ضابط إسرائيلي كبير وإصابة آخر.

وتصدى رجال المقاومة الفلسطينية، مساء أمس الأحد، لقوة إسرائيلية أطلقت النار عليها شرق خان يونس، حيث تدخلت طائرات الاحتلال لتوفير الحماية للقوة.

وقال مسئولون فلسطينيون، إن قوات إسرائيلية اغتالت قياديًا في كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، في عملية أسفرت عن مقتل ضابط في الجيش الإسرائيلي وإصابة جنديين.

وجاء في بيان حماس أن “قوات إسرائيلية نجحت في التسلل في سيارة مدنية إلى خان يونس وقامت باغتيال القيادي في كتائب القسام نور بركة”.

وأقر الجيش الإسرائيلي بمقتل ضابط وإصابة جنديين آخرين خلال الاشتباكات التي وقعت شرقي غزة.

ضجيج الناصريين

وعلى غرار صمت جامعة الدول العربية ضد العملية الإسرائيلية، كان توقف ضجيج الناصريين المزيف، الذي كان دائما ما يتاجر بالقضية الفلسطينية، والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إبان فترة المخلوع حسني مبارك، وقت أن كان الناصريون يأكلون من ثمرة شعاراتهم المزيفة التي سمح لهم بها نظام حسني مبارك، إلا أنه ومع إقدام الكيان الصهيوني على إبادة الشعوب العربية، أصبح الناصريون بلا طحين أو ضجيج.

وكان شهود عيان قد أكدوا سماع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف وأنباء عن إصابات بالقرب من خان يونس، مشيرين إلى أن الطائرات الإسرائيلية أطلقت 10 صواريخ على الأقل في منطقة خالية من المباني السكنية قرب خان يونس.

في الوقت الذي فاق صمت الجامعة العربية تجاه العدوان الإرهابي على غزة التوقعات، إذ لم تصدر الجامعة أي بيان إدانة، بل إن الجامعة وأمينها العام أصبحا في موقف الداعم للكيان الصهيوني في حربه ضد غزة، بعد أن ارتمت الجامعة العربية في أحضان صفقة القرن، التي ترعاها دول التحالف (مصر والسعودية والإمارات وإسرائيل).

صمتت جامعة الدول العربية صمت القبور، وامتد صمتها من مذابح العراق وسوريا وليبيا واليمن والصومال إلى أن أدارت ظهرها بالكامل للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وتهويد القدس،  وأعمت عينيها عن كل الحروب العدوانية التي شنتها إسرائيل على الضفة والقطاع.

بل ذهبت جامعة الدول العربية، وبإيعاز من بعض الدول العربية الممتلئة والمنتفخة مالا ونفطا وهي السعودية والإمارات، إلى الابتعاد عن قضية العدوان الإسرائيلي على فلسطين، واستبدلت بيانات الجامعة بوهم الحرب على إيران.

العلاقات السرية

وأصبحت إقامة العلاقات السرية والعلنية بين الدول العربية ودولة الاحتلال أمرا علنيا، فمبادرة السلام العربية شكلت مبررا للعديد من الدول العربية إلى التسابق على التطبيع وإقامة العلاقات والزيارات الرسمية والأمنية والعسكرية وتبادل المعلومات، وخاصة التي تمس الأمن القومي العربي، دون أن تصدر هذه الجامعة المشلولة والعمياء والخرساء أي بيان تطلب فيه من الدول العربية التمهل وعدم التسابق أو التزاحم على تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال.

وأصدر العديد من الحكام العرب والمسئولين تصريحات ومواقف مضمونها أن الخطر الحقيقي الذي يهدد الأمن القومي العربي هو إيران وليس إسرائيل، وتصمت مؤسسة جامعة الدول العربية عن هذه التصريحات وكأنها لم تسمع بها، لتصبح شريكة ليس فقط بتصفية القضية الفلسطينية فحسب، وإنما في التآمر المكشوف والعلني مع أعداء القومية العربية.

نفس الشيء في ليبيا والصومال وجنوب السودان وغربه (دارفور)، وحتى الأزمة الأخيرة المفتعلة بين ممولي الإرهاب في دول الخليج التي طفت على السطح قبل أسابيع، كل ذلك وغيره يعكس عجز وشلل الجامعة عن أن تكون ممثلة للعرب، مما يتطلب أو يتوجب طرح سؤال مهم عن جدوى وجود جامعة الدول العربية تجاه كل الأزمات التي عصفت وما زالت في الوطن العربي، ولم تسهم الجامعة في حل أي منها.

حرب استخباراتية

واعتبر النائب في حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، مشير المصري، أن عملية خان يونس جنوب قطاع غزة، تؤسس لمرحلة جديدة في إطار الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وقال المصري، في تصريحات صحفية، إن “كل محاولات العدو وعملياته الاستخباراتية ستفشل أمام بسالة وصمود مقاومي غزة”.

وأضاف “يخطئ العدو إن ظن أن غزة شأنها شأن بقية المدن والعواصم الأخرى التي يستبيحها كيف شاء ووقتما شاء”، مؤكدا أن ما “حدث في خان يونس يؤكد يقظة المقاومة، فغزة لحمها مر وأرضها محرمة على الصهاينة”.

وتابع المصري “ظن العدو أن عملية استخباراتية ناعمة سينفذها بكل هدوء في غزة، وإذا بالمقاومة تقتل وتصيب جنوده، بعد أن ارتقى كوكب من أبناء شعبنا”.

وأكد أن “غزة ليست كغيرها من المدن، فالصهاينة لا مقام لهم فيها، فإن دخلوها فمصيرهم القتل أو الجرح أو الأسر، أو أن يعودوا منها مصابين بعاهات”.

وأشاد القيادي في حماس بالمقاومة التي قال إنها “سطّرت ملحمةً بطوليةً في خانيونس، وهي ترد العدوان وتدافع عن كرامة شعبها وتفشل العملية الاستخباراتية للعدو الصهيوني، وتؤكد أن غزة ستبقى شامخة تأبى الانكسار وتشكل أسطورة في مقارعة الاحتلال”.

وأكد أن محاولات الاحتلال ضرب الجبهة الداخلية ستبوء بالفشل أمام يقظة المقاومة وبسالة مجاهديها.

مخطط عدواني

فيما قال الكاتب الصحفي وائل قنديل، خلال تدوينة على صفحته بموقع “فيس بوك”: “لا تقلقوا على غزة حين تقاوم الأعداء.. اقلقوا عليها حين يساومها الأشقاء على مقاومتها”.

وبشكل مفاجئ قامت إسرائيل بعملية نفذتها قوة إسرائيلية خاصة، مساء الأحد، داخل قطاع غزة، وأسفرت عن استشهاد 7 فلسطينيين، ومقتل ضابط إسرائيلي وإصابة آخر.

وقالت كتائب القسام، في بيان أصدرته الإثنين، إن عملية التوغل الإسرائيلية لم تكن تستهدف اغتيال القيادي “بركة”، بشكل خاص، بل تنفيذ “مخطط عدواني كبير استهدف خلط الأوراق”، دون الكشف عن ماهيته.

أما رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي أيزنكوت، فقد قال اليوم الإثنين، إن الوحدة الخاصة “نفذت عملية ذات أهمية كبيرة لأمن إسرائيل”، دون أن يحدد أيضا طبيعة المهمة.

وفي ذات السياق، قال أفيخاي أدرعي، الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، الإثنين، إن العملية “لم تكن تهدف لتنفيذ عملية اختطاف أو اغتيال”.

بدورها، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، الإثنين، أن “معظم تفاصيل العملية ستبقى سرية، بما فيها هوية الضابط القتيل وهو برتبة مقدم”.

ويرى محللان سياسيان، في تصريحات لـ”الأناضول”، أن هدف إسرائيل من وراء العملية “غير واضح”، لكنها خططت أن تكون “صامتة” دون ترك أثر يشير لإسرائيل، وذلك بهدف إرباك الجبهة الداخلية الفلسطينية.

ويأتي تنفيذ هذه العملية الإسرائيلية في مدينة خانيونس بالتزامن مع حدوث تقدم كبير في جهود التهدئة التي تقودها مصر وأطراف دولية، بين الفصائل الفلسطينية بغزة وإسرائيل.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...