الموت والملاحقة والاعتقال.. أدوات السيسي في التعامل مع المواطنين

الموت والملاحقة والاعتقال أدوات قوات أمن الانقلاب في التعامل مع عموم الشعب لا مع المعارضين ورافضي الانقلاب العسكري فحسب.

ففي الوقت الذي ينظم فيه قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي مؤتمرا يسمى منتدى شباب العالم، تمارس قواته أبشع الانتهاكات بحق المواطنين خلال الأيام الماضية؛ حيث اغتالت داخلية الانقلاب 19 شخصا تقول إنهم ضالعون في الهجوم على مواطنين مسيحيين أثناء عودتهم من دير الأنبا صموئيل بمحافظة المنيا؛ الأمر الذي دفع صحيفة “لورجورنال ديديمانش” الفرنسية لنشر تقرير تقول فيه إن السيسي فشل في حماية المسيحيين رغم وعوده بفعل كل شيء من أجلهم، وهو ما وثقته المفوضية المصرية للحقوق والحريات بمقتل 114 مواطنا مسيحيا في حوادث مختلفة منذ الانقلاب العسكري.

القضاء العسكري أصدر أيضا حكم الإعدام بحق 8 أشخاص وحرمانهم من المثول أمام قاضيهم الطبيعي واعتماد السلطة القضائية بمصر على استخدام التحريات الأمنية كسند للحبس الاحتياطي وللأحكام بالسجن في القضايا ذات الطابع السياسي، بحسب الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان.

وحسب تقرير بثته قناة “وطن”، مساء السبت، فإن إصرار قضاة العسكر على إصدار أحكام الإعدام دفع أكثر من 100 منظمة حقوقية إلى استضافة الدورة الرابعة والستين للجنة الإفريقية لحقوق الإنسان، في حين تتجه تلك الدول للابتعاد عن استخدام تلك العقوبة.

داخلية الانقلاب ضربت بعرض الحائط أمرا قضائيا يسمح لأسرة وهيئة الدفاع عن الرئيس محمد مرسي بالزيارة فيما يعرف بقضية التخابر مع حماس على أن تتم قبل الجلسة الماضية، وهو ما لم يحدث، ونتيجة للتعذيب الممنهج توفي المعتقل عيد شردي في سجن المنصورة العمومي ليرتفع عدد حالات الوفاة داخل مقار الاحتجاز إلى 801 حالة منذ الانقلاب العسكري، حسب منظمات حقوقية.

كما اقتحمت إدارة سجن تحقيق طره عنبر 2 واعتدت على المعتقلين بالضرب، وأتلفت متعلقاتهم الشخصية ووضعت عددا منهم في التأديب.

وبالتزامن مع الانتقادات الدولية لحقوق الإنسان في مصر تواصل سلطات الانقلاب حملة اعتقالات ممنهجة شملت 18 من العاملين في مجال حقوق الإنسان، بينهم 8 سيدات، أبرزهن عضو مجلس حقوق الإنسان السابق هدى عبدالمنعم، وذلك ضمن محاولات داخلية الانقلاب الحد من دورهم في فضح الجرائم المتواصلة، وهو ما أدانته منظمة العفو الدولية بالاستمرار في إخفائهم قسرا منذ 9 أيام.

الإخفاء القسري كان أيضا من نصيب المواطنة مروة أحمد مدبولي التي اعتقلتها داخلية الانقلاب قبل زواجها بيومين دون سند من القانون واقتادتها إلى جهة غير معلومة.

10 أيام متواصلة عاشها المصريون في ظلمات بعضها فوق بعض، تنوعت طبقاتها بين القهر والإخضاع والموت والاعتقال، طالت الانتهاكات فيها الجميع، ولم يبق إلا أن يتحرك الشعب ويدرك أن الحقوق لا تمنح وإنما تنتزع.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...