تصريحات السيسي.. عقلية رجل المخابرات تستدرج المصريين للكوارث

تناول تقرير صحفي لوغاريتمات خطابات السيسي، التي تستعصي على التحليل، وتثير الجدل بين المصريين، سواء كانوا مؤيدين أم معارضين للانقلاب العسكري وقائده.

وكشف التقرير المنشور على “الجزيرة”، اليوم الجمعة، أن تصريحات السيسي مؤخرًا في جلسة مؤتمر الشباب بشرم الشيخ، اعتبرها مراقبون خطيرة لما تتضمنه من نواياه وتدابيره تجاه المصريين، على الرغم من أنه ذكرها بشكل عابر وكأنها كلام مرسل غير معد سلفا.

وأكد التقرير أن هذه التصريحات صدمت ملايين المصريين الذين جاهدوا من أجل الحصول على البطاطس الرخيصة بميادين الثورة عقب ارتفاع أسعارها ثلاثة أضعاف، بعد أن قايض السيسي المصريين بين “بناء الدولة أو أكل البطاطس”.

سوابق السيسي

وتناول سوابق السيسي في مثل هذه المقايضات تجاه قرارات خطيرة للغاية بتصريحات عابرة لم ينتبه لها أحد، إذ قال إن والدته حذرته من أخذ شيء لا يخصه، ثم مضى هو يغالب دموعه “والله العظيم أنا لو أنفع اتباع (أباع) لاتباع”، ليتم التنازل بعدها عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية مقابل ملياري دولار، الأمر الذي كشف نية السيسي مسبقا عن بيعه للجزيرتين.

وقال مرة أخرى: إن ثلاجته لم يكن بها سوى الماء لمدة عشر سنوات، وهو ما أعقبته قرارات إلغاء الدعم وزيادات كبرى بأسعار الوقود والمواصلات وغاز الطهي المنزلي، وبدا أن السيسي كان يدعو الفقراء – دون الطبقات القريبة من السلطة – للتقشف.

وتناول التقرير رد السيسي على سؤال مكتوب ومرسل له على المنصة، حول سبب تمسك الحكام بالسلطة للأبد، فقال إنه لا يوجد أبد لأن الجميع سيموت، وهو ما فسره مراقبون بأنه لا يريد الخروج من الرئاسة إلا إلى القبر.

وأشار إلى صدمة السيسي للموظفين في تصريحاته الأخيرة بإلغاء العلاوة السنوية الخاصة بالموظفين لتدبير نفقات بناء فصول تعليمية جديدة.

مقصودة ومتعمدة

ونقل التقرير عن ممدوح المنير مدير المعهد الدولي للعلوم السياسية والإستراتيجية أن تصريحات السيسي الأخيرة مقصودة ومتعمدة بكل تأكيد؛ قياسا على تصريحات سابقة له كان يقوم بإطلاقها لتبدو “شاذة ومثيرة للسخرية” ولكنه يمرر من خلالها قرارات اقتصادية مؤلمة للمواطنين.

وقال إن عمل السيسي بجهاز المخابرات الحربية والاستطلاع لفترة، جعله يدرك جيدا كيف يهيئ الجماهير لقرارات كارثية بتصريحات يتلقفها الناس بالسخرية حتى تصير واقعا، موضحا أنه من خلال هذه الإستراتيجية النفسية، لا يوجد فرق بين النفي أو التأكيد في خطابه، المهم أن يثير “العقل اللا واعي للجماهير” ويجعل الموضوع محل نقاش داخلي لديهم وبالتالي يستعدون لقبوله.

وأضاف المنير: “لقد فعلها السيسي من قبل في حديث سابق عن التعليم والصحة ورفع الدعم، ونجحت إستراتيجيته، حيث يعتمد على القمع واسع المدى لتنفيذ قراراته في ظل غياب المعارضة الحقيقية للنظام وعدم اعتراض الجماهير الذين لا يملكون إلا المزيد من السخرية منها على منصات التواصل الاجتماعي”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...