هكذا يستفيد السيسي وتنظيم “الدولة” من عمليات قتل الأقباط؟

أكد سياسيون ومختصون أن حادث الهجوم المسلح على عدة حافلات تقل مسيحين مصريين في محافظة المنيا الجمعة، والذي أدي لمقتل 7 وإصابة العشرات، يحمل أكثر من رسالة سواء لرئيس الإنقلاب عبد الفتاح السيسي أو للأقباط انفسهم، فى ظل تمدد أنشطة الأقباط والحرب على أى نشاط أسلامى.

ويشير مختصون أن إعلان تنظيم الدولة مسئوليته عن العملية يؤكد أنه يريد نقل عملياته من سيناء لمناطق أخري في أنحاء مصر، وهو ما يعكس حالة مغايرة لإعلان نظام السيسى تحقيقه نتائج إيجابية في حربه ضد التنظيم.

وفي قراءته للحادث يؤكد الباحث في علم الاجتماع السياسي سيف المرصفاوي ، أن العملية تمثل تطورا هاما في شكل الصراع بين نظام السيسى وتنظيم الدولة، كما أنه يضع الأقباط في زاوية ثابتة داخل الصراع، ويشير كذلك للعديد من علامات الاستفهام عن دلالة التوقيت ودلالة المكان.

ويضيف المرصفاوي: “الحادث يصب في مصلحة السيسي، ويدعم نظريته بأنه يواجه حربا شرسة ضد الإرهاب، ليدفع العالم لقبول تبريراته المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان المتواصلة والتى كان آخرها اعتقال عدد من النشاطات الحقوقيات في حملة تعد الأولي ضد النساء منذ إنقلاب تموز/ يوليو 2013، بخلاف اعتقال محامين ونشطاء حقوقين”.

ولا يستبعد المرصفاوي أن يحمل الحادث كذلك ضغطا على السيسي، وفضحا لسياسته الأمنية معتبرا أن تنظيم الدولة يسبق السيسي بخطوة، وأن قراراته بمد حالة الطوارئ وتصفية العديد من المدنيين في ظروف مثيرة للتساؤلات، كلها أمور لم تقض على حركة وأداء التنظيم، ولكنها في النهاية رسائل لن يهتم السيسي بها، في ظل قناعته بأن الدم رخيص أيا كان نوع أو دين أو جنسية هذا الدم.

ويشير المرصفاوي إلى أن السيسي ورئاسة الكنيسة القبطية يضعون الأقباط دائما في مرمي النيران، وبالتالي فهم مسئولين أيضا عن الحادث، بسبب سياستهم المشتركة لشيطنة كل ما هو إسلامي، ما جعل الاقباط الحلقة الأضعف دائما في الصراع الدائر الآن، وهو ما يمثل مكسبا لكل من السيسي وتنظيم الدولة في الوقت نفسه.

وحول استفادة التنظيم من الحادث يشير المرصفاوي إلى أن تنظيم الدولة يري في مواجهة الأقباط رسالة هامة للمجتمع الدولي بأن الدعم الذي يحظى به السيسي، يؤدي لمزيد من الكوارث، وأن النجاحات التى يزعم تحقيقها في الملف الأمني غير حقيقية وبالتالي فإن وجود السيسي يعني المزيد من الدم المسيحي باعتباره الأغلي لدي المجتمع الدولي، بالإضافة لوضع السياحة في موقف متأزم دائما.

ويوضح المرصفاوي أن الاستفادة الأخري هي أن التنظيم يستطيع فتح جبهات أخري في العمق المصري بعيدا عن سيناء، وهو ما يؤدي لتخفيف القبضة الموجودة في سيناء من جهة، وتشتيت جهد الأجهزة العاملة في هذا الملف من جهة أخري.

من جهته يقول الباحث المتخصص في الشؤون الكنسية جرجس فهمي، أن الحادث يمثل ألما مزدوجا لعموم الأقباط والكنيسة، حيث يري الأقباط أنهم يدفعون ثمن انصياع الكنيسة للنظام الحاكم، وبالتالي فالمزيد من الضحايا أمر متوقع حدوثه، وفي المقابل تري الكنيسة أنها لم تحصل على شيء مقابل دعمها للنظام، إلا مزيدا من القتلي المسيحيين، على حد زعمه.

ويضيف فهمي أن استخدام الأقباط كورقة ضغط مشتركة بين تنظيم الدولة، والنظام المصري، يمكن أن يفجر غضب الأقباط في وجه الدولة والكنيسة معا، خاصة وأن الحادث ليس الأول من نوعه، ففي آيار/ مايو 2017، قتل 29 وأصيب 20 شخصا، في هجوم لداعش استهدف حافلتين بنفس الدير، وحتى الآن فإن التحقيقات لم تنته.

ويؤكد فهمي أن هناك قناعة لدي تنظيم “الدولة” بأن الأقباط داعمون للسيسي ويتبنون سياساته، وأنهم شركاء في استمرار وجوده، بسبب الدعم الداخلي والخارجي الذي يقدمونه، وعليهم أن يدفعوا ضريبة ذلك، ولكنها للأسف ضريبة يدفعها البسطاء، بينما المسئولين عن هذا الدعم وهذه المواقف وهم قادة الكنيسة لا يتعرضون لأي مخاطر.

ودعا الباحث القبطي مسئولي الكنيسة، بألا يضعوا كل أوراقهم في يد السيسي لتحقيق مكاسب سياسية، لأنهم يضعون الأقباط دائما في مواجهة المدفع، بينما الواقع يؤكد أن عموم الأقباط يعانون مما يعاني به باقي المجتمع المصري من غلاء وفقر وضغوط حياتية.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...