“أخي الذي يختصمني” .. كلمة د. محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام

EZ1أخي الذي يختصمني:

إن ظلمتك فقد ظلمت نفسي، وإن ظلمتني فقد ظلمتني نفسي، وليس لنا جميعاً إلا طلب المغفرة ممن عقد بيننا عقد الأخوة وبايعناه علي الوفاء, وفاءً لا يعدوا عليه تلون ولا شحناء ولا بغضاء، فلنسارع بالتوبة والانابة الي الغفور الرحيم, “وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً“.

أخي الذي يسعى بالصلح بين الإخوان:

جعلك الله رحمة من رحماته “ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ“، أعدك بسلامة الصدر والإنصاف من النفس, أعدك بقول الحق والقيام بالقسط ولو على نفسي، وأشهد لمن خالفني بحسن القصد، وما قمت إلا بتصحيح الإجراءات، وما توفيقنا جميعاً إلا بالله، عليه توكلنا واليه ننيب.

أخي الذي يختصمني:

أدعوا لك بما أدعوا لنفسي “اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أنتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أنتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا”.

أخي الذي يختصمني:

السعي إليك واجب علي، فأحسبك ممن جاء يسعي الي مرضاة ربه في هذه الجماعة المباركة . فكيف أعبس من قولك, أو عنك أتولي أو أتلهي وعتاب ربي لخاتم أنبيائه وامام رسله قرانا يتلى “وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى*َوَهُوَ يَخْشَى*َفَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى“.

أخي الذي يختصمني:

ما تعلمته منذ كنت صبياً شبلاً في هذه الدعوة، ومما عايشته وتربيت عليه شاباً وكهلاُ ثم شيخاُ يرجوا حسن لقاء ربه، أن من أرجي الطاعات الصبر علي صحبة الصالحين، فلا تعدُ عيناك عنهم، فليس بعدهم إلا من كان أمره إفراطاً وإسرافاُ وضياعاُ وهلاكاُ “وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً“.

أخي الذي يختصمني:

إني أسأل الله الصدق فيما عزمت عليه ألا أنزع يدي من يديك في طاعة، والسابق منا يأخذ بيد أخيه الي الطاعة.

إلى إخواني جميعاُ:

من كان مقتدياً فليقتد بمن مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة, وكل واحد يؤخذ من كلامه ويترك إلا المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم. وإن الرجال تُعرف بالحق، ولا يُعرف الحق بالرجال.

أسأل الله ان يوحد صفنا، وأن يجمع على الحق كلمتنا، وأن يرفع بنا للحق راية ويعز بنا للإسلام مكانة، وما النصر منا ببعيد، وإني أراه قريبا فوق الرؤوس، فلن نفرط في دم الشهداء.

 

القائم بأعمال المرشد العام للإخوان المسلمين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رسالة من الإخوان المسلمين إلى “قمة كوالالمبور الإسلامية”

وجَّهت جماعة الإخوان المسلمين، اليوم الأربعاء 18 ديسمبر 2019م، رسالة إلى القمة الإسلامية التي تبدأ ...