فجّرت الباحثة بمجال الأثار مونيكا حنا، مفاجأة حول بيع مخطوطات قرآنية نادرة تعود إلى عهد قنصوة الغورى، تتضمن “سورة النساء”، وعليها خاتم أزرق، يخص دار الكتب المصرية، وموضوع لها سعر من “7- 10” آلاف جنيه إسترليني، مشيرة إلى ان المخطوطات معروضة غدا الأربعاء في صالة “سوثبي” الإنجليزية، المتخصصة في بيع الوثائق والمقتنيات النادرة.
وأكدت “حنا” رئيس وحدة الآثار والتراث الحضاري في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، في منشور لها عبر فيس بوك، أن المخطوطات المعروضة للبيع بإحدى صالات المزادات في لندن هي جزء من مخطوط مملوكي لقنصوة الغورى، آخر حكام المماليك قبل الفتح العثماني لمصر، والمثبت في سجلات دار الكتب المصرية بتاريخ 1884م، وكان آخر ظهور لها في سجلات دار الكتب فى نهاية القرن التاسع عشر، وبالتحديد في عام 1892م.
وأضافت: لابد من وجود رقابة متخصصة على كنوز الوثائق المصرية، ولا يتعين علينا التعامل مع هذه الوثائق باعتبارها مجرد عهدة يجري عليها جرد دوري، وحين لا يتم العثور عليها يتم إسقاطها من السجل، بل يجب حين نكتشف ضياع وثيقة ما أن نحقق مع المسؤول، ويجب أن يكون هناك تعاون دولي للحيلولة دون الاتجار في الوثائق المسروقة”.
فين الخارجية والأثار
من جانبه، شن الإعلامي حسام حداد في برنامج “أون لاين” الذي يقدمه على قناة “إكسترا نيوز”، هجوما على وزارة الخارجية والأثار بحكومة الانقلاب، عقب تفجير” مونيكا” عرض 5 مخطوطات آثرية مصرية للبيع في بيت مزادات معروف في لندن غدا.
وقال حداد، في المزاد سيتم بيع 5 مخطوطات مصرية على الأقل بينها واحدة عليها ختم دار الكتب المصرية أي موثقة في وزارة الثقافة. متسائلا: عن دور الوزارة فى حماية الأثار والمخطوطات الأثرية .وأردف متهكماً :ياجماعة “لمو من بعض واشتروا المخطوطات دى ورجعوها مصر.
البيع “أونلاين”
وسبق ذلك عرض قطع آثار مصرية، على موقع البيع عبر الإنترنت “ebay”، وهو ما أثار حالة من الجدل.
ومن الآثار المعروضة تمثال برونز للملك توت عنخ آمون بسعر 2500 دولار (قرابة 45 ألف جنيه)، وتمثال برونز للإله نيث يعود للقرن السادس قبل الميلاد بسعر 37 ألف دولار (قرابة 670 ألف جنيه)، وغيرها من القطع الآثرية.
وزعم شعبان عبد الجواد، رئيس الإدارة المركزية للآثار المستردة بوزارة الآثار، إن “الإدارة تتابع الآثار المعروضة على الموقع، وهناك بعض القطع الأصلية والبعض الأخر مقلد تُباع بأسعار بخسة جدًا، ويُقال أنها أصلية، ومن الصعب جدًا التعرف على الأثر هل هو أصلي أم مقلد من مجرد النظر للصور، ويتم استغلال الأشخاص ببيع قطع مقلدة على أنها أصلية”.
وادعى انه من الصعب رصد جميع حسابات الأشخاص الذين يعرضون الآثار للبيع على الموقع، نظرًا إلى أنهم من جميع أنحاء العالم، كما أنهم أفراد وليسوا مؤسسات من السهل التعامل معها ومخاطبتها والسيطرة عليها.
اتفاقية اليونسكو
في حين طالب بسام الشماع، كاتب المصريات بضرورة خروج مصر من اتفاقية اليونسكو التي تسمح ببيع الآثار المصرية الأصلية وتمنع استردادها، بناءً على بند فيها ينص على أن الدول تستطيع استرداد الآثار والموروثات الحضارية إذا كانت خرجت بعد عام 1970 أما قبل هذا العام لا تسمح باسترداد تلك الآثار.
وأكد “بسام”، أثناء مداخلة هاتفية على فضائية “المحور”، أن هذه الاتفاقية هى من سمحت لظهور ما يسمى بـ”مواقع بيع الآثار المصرية “بالديلفري”، مؤكدًا أن مثل هذه المواقع موجودة تعمل منذ عام 2002، مضيفا أنها مرخصة وتدفع ضرائبها بشكل منتظم.
وأشار الشماع الى أن مجرد أن تهدد مصر بالخروج من منظمة اليونسكو، سيغير ذلك الموازين معللاً ذلك بأهمية موقع مصر بالنسبة للعالم والمنطقة ومنظمة اليونسكو.
حاميها حراميها
ولا تعبأ دولة الانقلاب بحماية الآثار سواء في مصر أو خارجها، فمجرد قراءة كلمة “للجادين فقط” وهي الكلمة التى تبدأ بها كل منشور على صفحة بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” متخصصة في بيع وشراء كل ما هو ممنوع أهمهم الآثار الفرعونية، والعملات النادرة، الدولارات، مقابر فرعونية كاملة دون استحياء أو خوف من الشرطة أو العقوبة المنتظرة، ويتم التفاعل مع كل منشور لما هو مطلوب، ويتم التعامل “أون لاين” دون محاصرة مثل تلك الظواهر الخطيرة ووقفها.
منشور يتحدث عن بيع مقبرة فرعونية كاملة كالتالي: “يوجد مقبرة كاملة بالقاهرة و جاهزة على المعاينة”، وأضاف منشور آخر: “يوجد عملات فرعونية وتماثيل”.
أحمد فوزي، ناشط في حماية الآثار، مثل تلك المنشورات على مرأى ومسمع المسئولين ولكن لا حياة لمن تنادي، مردفا: يبدو أن مقولة” حاميها حراميها” حقيقية.
ومن أبرز صفحات “فيس بوك” التي تعرض بيع وشراء الآثار، صفحة “بيع وشراء آثار فرعونية دون وسيط”، وتضم نحو 2298 عضوا، يتداولون الصور والفيديوهات وتفاصيل اتفاقيات البيع عبر الصفحة.
وتوجد صفحة أخرى أطلق عليها مؤسسوها “معا لبيع آثار مصر”، بجانب “جروب” آخر متخصص فى “شراء الآثار الفرعونية والزئبق المصنع والروحانى وعدة الكاهن والآثار الرومانية”، ويتكون من 1290 عضوا.
أيضا يوجد “جروب” ثالث يضم حسب وصفه “نخبة خبراء الآثار والشراء فى الوطن العربى”، إذ يبلغ عدد المشتركين به نحو 2.094 عضوا، بالإضافة إلى صفحة عنوانها: “تجارة آثار بيع وشراء”، ويصل عدد أعضائها إلى 2830 عضوا.
وتوجد صفحات أخرى مغلقة منها “تجارة الآثار بمصر”، بالإضافة إلى “جروب بيع وشراء آثار فرعونية للجادين فقط” وهو “جروب” مغلق ويتكون من 1810 أعضاء.