بسم الله الرحمن الرحيم
هكذا يعتذر الاخوان
هل تراجع قيادات الاخوان نفسها؟
هل قيادة الاخوان مستعدة للاعتذار عن أخطائها؟
هل قيادة الاخوان مستعدة لأن تحاسب علي ما ارتكبت من أخطاء؟
أذكر نفسي أولا وكل من يسأل بقول الله تعالي “وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ”، ولقد عفا الله عن كثير من أخطائنا التي يظن بعضنا انها من أفضل اجتهاداتنا أو مما أحسناه من أعمال.
فنحن نتوب الي الله من كل أعمالنا، فهذا ما استطعناه مع اعترافنا بالتقصير، فنبوء له سبحانه بنعمته علينا، ونبوء له بذنوبنا، فاللهم أغفر لنا ما يعلمه الناس، واغفر لنا مالا يعلمه الا أنت، أغفر لنا ما ظننا أنا أحسَنا فيه ولولا سترك وفضلك لكانت نتائجه أشد ضررا بنا مما أصابنا من أخطائنا التي علمها الناس، فلا فلاح لنا الا أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب بين يديه “وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ”.
فالكيّس من دان نفسه …
نعم فالكيّس من دان نفسه وبادر بالتوبة الواجبة علي المؤمنين جميعا “وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” و “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ”، وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يستغفر الله تعالي في اليوم مائة مرة أو يزيد، وكان أكثر دعائه في الركوع والسجود حتي لقي ربه ” سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك” يتأوّل بذلك القرآن الكريم “إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً”
– أقول لأخواني الذين يستنكرون، أو يستغربون مثل هذه الأسئلة في هذه الأيام، وخير لنا جميعا أن نقول رحم الله امرأً أهدي الي عيوبي.
– أما الذين يسوقون هذه التساؤلات ضمن حملة الزور والبهتان علي الثورة والثوار جميعا فنقول لهم قد نبأنا القرآن من أخباركم،
• أنتم ممن يحلفون علي الكذب وهم يعلمون.
• أنتم ممن يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا.
• أنتم ممن يسارعون في أعداء الامة يقولون نخشي أن تصيبنا دائرة.
• أنتم ممن يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله علي ما في قلبه وهو ألد الخصام.
• أنتم ممن اذا تولي سعي في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد.
• أنتم ممن اذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم وبئس المهاد.
ثم علمنا القران كيف نواجهكم:
“وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ. هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ. مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ”
ثم أرشدنا القران الي ما يذهب ضيق صدورنا :
” وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِين .وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِين ”
– ثم أقول لإخواني الذين يطرحون مثل هذه الاسئلة، ما يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا وصب ولا نصب حتي الشوكة يشاكها الا كفر الله بها عن سيئاته، وان ما اصاب أنس ابن النضر يوم أحد واعتذاره الي ربه عما بدر من بعض أصحابه وبهذا الاعتذار وجد ريح الجنة دون أحد، فسارع الي الشهادة وما عرفه أحد من جراحه الا أخته عرفته من بنانه، وهكذا وبمثل هذا السلوك يعتذر الاخوان، فنسأل الله ان نكون جميعا ممن يلحقون بأنس بن النضر من المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه “فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا”.
– فلنسارع الي ما عهدنا عليه ربنا وامتنا الي نضالنا الثوري السلمي وحشدنا الشعبي حتي لو أصابنا ما أصاب أنس بن النضر.
– بمثل هؤلاء ينصر الله دعوته ويعز المؤمنين “وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ”
القائم بأعمال فضيلة المرشد