الهموم دفعت 11 مصرياً إلى الانتحار في سبتمبر

كشف تقرير صادر عن الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان انتحار 11 مواطناً في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، كنوع من الاحتجاج على أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية، وسعياً إلى التخلّص من الأعباء التي أثقلت كاهلهم من جراء ارتفاع الأسعار، استناداً إلى ما نشرته الصحف والمواقع الإلكترونية المحلية خلال تلك الفترة.

وأفاد التقرير بأنّ والد أحمد فوجئ في 3 سبتمبر/ أيلول الماضي بنجله معلّقاً في سقف غرفته في منزله في قرية الشوكة التابعة لمركز أبو كبير في محافظة الشرقية. حاول إسعافه، لكنه وصل متأخراً، وقد فارق نجله الحياة.

وأضاف التقرير أن المدارس، ومتطلبات الأبناء، وارتفاع الأسعار، وغيرها، كلّها عوامل دفعت وفاء (47 عاماً)، التي تسكن في حي المرج بالقاهرة، إلى أن تشعل النار في جسدها في 4 سبتمبر/ أيلول بعدما مرت بأزمة مالية. حاول ابنها إنقاذها فور سماعه صراخاً آتياً من غرفتها، لكنه رآها تشتعل. استعان بالجيران، لكنها فارقت الحياة قبل أن تصل إلى المستشفى.

وفي 9 سبتمبر/ أيلول الماضي، يبدو أن ع. ح (24 عاماً) لم يعد يحتمل المشادات اليومية بينه وبين زوجته بسبب ضيق حالته المادية، هو الذي يعمل في أحد مرائب السيارات في مدينة السادس من أكتوبر في محافظة الجيزة. بالإضافة إلى ما سبق، لم يكن قادراً على الإنجاب، فشنق نفسه. وخلال التحقيقات، لفتت الزوجة إلى حدوث مشادة بينها وبين زوجها بسبب مشكلة الإنجاب وضيق حالته المادية. وفي يوم الحادث، تركت المنزل.

كذلك أفاد التقرير بأن العجز وقلة الحيلة دفعا عبد الرحمن (18 عاماً) إلى التخلّص من حياته في 9 سبتمبر/ أيلول الماضي، بعدما فشل في توفير أتعاب المحامي للدفاع عن والده المعتقل على ذمة التحقيق بسبب قضية مخدرات في محافظة الفيوم. وقالت والدة عبد الرحمن وعمه أمام النيابة: “تخلص من حياته شنقاً نتيجة مروره بأزمة نفسية حادة، وقد عجز عن تدبير أتعاب المحامي للدفاع عن والده”.

أما وليد (47 عاماً)، فقد أطلق الرصاص على نفسه في 9 سبتمبر/ أيلول الماضي، نتيجة ضائقة مالية في دائرة قسم ثاني شبرا الخيمة في محافظة القليوبية، بحسب التقرير. كذلك انتحر السيد (27 عاماً) في 16 سبتمبر/ أيلول الماضي، بعدما مر بأزمة مالية، وعدم حصوله على أي مساعدة، على حد قول شقيقه أمام النيابة.

وقال شقيق محمد في روايته: “شقيقي المقيم في قرية المعصرة التابعة لمركز بلقاس في محافظة الدقهلية تناول حبة غلة سامة”. وأشار تقرير الطب الشرعي إلى أن سبب الوفاة هبوط حاد في الدورة الدموية من جراء تناول مادة سامة.

ومن دون أسباب معلنة، ألقى طارق (23 عاماً)، الحاصل على شهادة دبلوم، والمقيم في مدينة بني مزار في المنيا، بنفسه تحت عجلات قطار الصعيد رقم 776، المتجه من القاهرة إلى سوهاج، في 20 سبتمبر/ أيلول الماضي. وقبل انتحاره بأسبوع واحد، ألقى محمد (27 عاماً)، الحاصل على شهادة دبلوم أيضاً، والمقيم داخل قرية العور في محافظة المنيا، بنفسه تحت العربة رقم 2 من القطار رقم 953، المُتجه من الأقصر إلى الإسكندرية، أمام محطة سكة حديد مغاغة.

وفي 21 سبتمبر/ أيلول الماضي، أقدم الشاب العشريني عبد الله الشاب على الانتحار شنقاً، وذلك في قرية برمبال الجديدة في مركز منية النصر في محافظة الدقهلية، نتيجة أزمة مالية. أما شيماء (18 عاماً)، التي لم تتمكن من تحقيق حلمها واستكمال دراستها في جامعة خاصة وعمد أهلها إلى إلحاقها بمعهد حكومي قليل التكاليف، فانتحرت بدورها عقب يومين فقط من عقد قرانها.

وأدّت مصاريف المنزل والزي المدرسي ومتطلبات الحياة وغيرها إلى انتحار زوجة أرادت فقط توفير أبسط الاحتياجات للمنزل والأبناء. رمت بنفسها من شرفة منزلها في مدينة النهضة في محافظة القاهرة. وعندما رأت ابنتها (14 عاماً) المشهد رمت بنفسها أيضاً، وها هي ترقد في المستشفى لتلقي العلاج.

وأشار التقرير إلى أن شهر سبتمبر/ أيلول انتهى بانتحار أ.ع، وهو في العقد الثاني من العمر، محترقاً. وأكد أفراد من عائلته، أمام النيابة، عدم وجود خلافات بين نجلهم وبين أحد، وعدم معاناته يوماً من أي مرض نفسي.

ما من إحصائيات رسمية في مصر عن نسب الانتحار، على الرغم من تزايدها في الفترة الأخيرة، خصوصاً تحت قضبان مترو الأنفاق في القاهرة. إلا أن تقريراً صادراً عن منظمة الصحة العالمية في أغسطس/ آب 2017، أشار إلى أن نحو 800 ألف شخص حول العالم وضعوا حداً لحياتهم في العام الماضي، 78% منهم في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...