لماذا يهدد الانقلاب بتحصيل غرامة من 35 مليون مواطن قاطعوا مهزلة انتخابات السيسي

أعلنت سلطات الانقلاب، ممثلة فيما تسمى بـ”الهيئة الوطنية المصرية للانتخابات”، عن أنها تعمل على حصر الأسماء التي عزفت عن المشاركة في مسرحية انتخابات السفيه عبد الفتاح السيسي الأخيرة التي جرت في شهر مارس الماضي، واغتصب السفيه بموجبها ولاية ثانية وأخيرة، طبقا لنصوص دستور النوايا الحسنة الذي كتبه العسكر.

يأتي ذلك رغم أن النظام لن يستطيع تحصيل هذه الجباية؛ لأن عدد المشاركين يبلغ عشرات الملايين.

أحد صبيان الانقلاب ويدعى المستشار لاشين إبراهيم، قال في تصريحات صحفية: إن “هذا الحصر سيجري رفع نتائجه إلى النيابة العامة، التي تتولى مسألة الغرامة المقررة على الممتنعين عن المشاركة في العملية الانتخابية”.

وتابع صبي السفيه السيسي أن “توقيع الغرامة ليس من اختصاص الهيئة، ولكنه يرجع إلى النيابة العامة، والانتهاء من عملية حصر الأسماء التي عزفت عن المشاركة في الانتخابات يستغرق وقتًا طويلًا لا يمكن تحديده، لأننا نتحدث عن ملايين المواطنين”.

 

قانون الحلب

وينص قانون مسرحيات الانتخابات رقم 22 لسنة 2014، في المادة 43: “يعاقب بغرامة لا تتجاوز خمسمائة جنيه، من كان اسمه مقيدا في قاعدة بيانات الناخبين، وتخلف بغير عذر عن الإدلاء بصوته في انتخابات رئيس الجمهورية”، واعترفت سلطات الانقلاب بشكل رسمي بتغيب نحو 49٪ عن العملية الانتخابية بما يصل إلى 34 مليونا و823 ألفا و986 ناخبا، وهو عدد أقل بكثير عن الذين قاطعوا مسرحية السفيه السيسي.

وينطبق على السفيه السيسي العبارة التي تقول “كونك مصابا بجنون العظمة البارانويا لا يعني أنهم لا يتربصون بك”، فبعد سبعة وخمسين عاما على تأليف جوزيف هيلر لروايته الكلاسيكية المناهضة للحرب Catch 22، تصلح هذه العبارة لأن تكون شعارًا للسفيه الذي يدير مصر الآن.

لقد أضحت “البارانويا” أكثر من مجرد حالة ذهنية للضابط الذي كان ذات مرة يتذلل إرضاء لرؤسائه، والذي بات الآن يتصرف كما لو كان يملك سلطة الحياة والموت على الجميع، ذلك هو الأسلوب الذي ينتهجه السفيه السيسي اليوم في الحكم، وتعني حالة Catch 22 التالي: “ينبغي عليّ أن ألقي القبض على المزيد ثم المزيد ممن حولي من الناس؛ لأنني إذا لم أفعل ذلك فسوف يتمكن أحدهم من الوصول إليّ، فذلك هو بالضبط ما فعلته أنا برئيسي.”

السيسي زعيم البارانويا

وتقمّص السفيه السيسي العبارة التالية “ولكنني كلما ألقيت القبض على المزيد من الناس، كلما زادت احتمالات أن يصل أحدهم إلي. أعلم أن البارانويا شكل من أشكال الجنون، ولكنني أعقل من أن أشعر بأنني مصاب بها”، وأحدث حالات البارانويا لدى السفيه السيسي تتمثل في جمال وعلاء مبارك، نجلي حسني مبارك.

ولقد عبّر عن الموقف الرسمي تجاه هذا الموضوع ياسر رزق، رئيس تحرير صحيفة الأخبار التابعة للعسكر، حين كتب يقول إن جمال كان “يبرم اتفاقا مع جماعة الإخوان المسلمين”، رغم تعرض أفرادها للسجن والتشريد، إلا أن العسكر يبقي جماعة الإخوان المسلمين حية داخل كوابيسه، فيقدم لها صورة كما لو كانت اليد الشيطانية التي تقف وراء كل ما تعانيه مصر من مصائب.

خذ على سبيل المثال تغطية وسائل الإعلام الرسمية للعسكر لخبر وفاة السيناتور الجمهوري الراحل جون ماكين، التي وصفته بأنه “المرشد الحقيقي لجماعة الإخوان المسلمين”، الذي يتمتع داخل الجماعة بنفوذ أكبر، حتى من ذلك الذي يملكه داخلها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر تميم بن حمد آل ثان.

كان التفسير الأكثر احتمالا لاعتقالهما، هو ما ورد من المعسكر الموالي للجنرال والمرشح الرئاسي السابق سامي عنان، والمسجون حاليا، فطبقًا لما صرح به بهي الدين حسن كان حسني مبارك قد حُذر وأُنذر بقوة أن عليه أن يبقي نجليه بعيدا عن ممارسة السياسة، إلا أنهما لم ينصاعا، فصدر الأمر للمحاكم بأن تقوم باللازم تجاههما، وتلك شريعة العسكر.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...