د. سعد الكتاتني.. صمود رئيس برلمان الثورة بسجون العسكر

داخل مقبرة العسكر المعروفة بسجن “العقرب” تنفذ إدارة السجن حملة انتقام وحشية ضد الأحرار من قيادات مصر ورموزها السياسية والدعوية في محاولة بائسة لكسر صمودهم حتى يستسلموا أمام الظلم ويقروا بنظام العسكر الانقلابي.

من بين هذه القامات الكبيرة يبرز اسم الدكتور محمد سعد توفيق مصطفى الكتاتني، رئيس برلمان الثورة؛ الذي لقبه الدكتور محمود السقا بالرئيس الجليل بعد فوزه برئاسة برلمان الثورة في الجلسة التي ترأسها الدكتور السقا.

كما أن الدكتور الكتاتني هو رئيس حزب “الحرية والعدالة ” الأكثر شعبية في مصر.

ولد الدكتور سعد في 4 مارس 1952، تخرّج في كلية العلوم عام 1974، وحصل على شهادة الدكتوراه في العلوم عام 1984، عمل أستاذا لعلم النبات بكلية العلوم جامعة المنيا.

ولم يمنعه التحاقه بالعمل من مواصلة دراسته؛ حيث نال إجازة في الآداب من قسم الدراسات الإسلامية عام 2000.

شارك الكتاتني في تأسيس لجنة التنسيق بين الأحزاب والقوى الوطنية والنقابات المهنية، ثم أصبح رئيسًا للمكتب الإداري للإخوان في محافظة المنيا، قبل أن ينتخب عضوا في مجلس الشعب عام 2005 عن دائرة بندر المنيا، ثم انتخبته الكتلة البرلمانية للإخوان رئيسا لها، واختير بعد ذلك متحدثا إعلاميا باسم جماعة الإخوان بعد أن انتُخب عضوا في مكتب الإرشاد فيها.

كما أنه عضو بمنظمة العفو الدولية وعضو المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين وعضو مؤسس للمنظمة العربية للبرلمانيين العرب ضد الفساد وعضو المجموعة التوجيهية لبرنامج الإصلاح البرلماني الذي تشرف عليه مؤسسة ويستمنستر الديمقراطية ببريطانيا.

الدكتور سعد الكتاتني من البرلمانيين المشهود لهم بالنزاهة والعدل والثقل، ووصف بأنه “رمانة الميزان” بين جميع التيارات السياسية في مصر، لذا تم اختياره لرئاسة أول برلمان مصري بعد ثورة يناير المجيدة فى 2012) والذي تم حله بقرار من المحكمة الدستورية بأوامر العسكر تمهيدا للانقلاب.

* رفضه الخيانة

رفض د. سعد بيان الخيانة والغدر في أعقاب أحداث 30 يونيو بعد دعوته لحضور الخطاب الذي ألقاه قائد الانقلاب الفريق السيسي في 3 يوليو 2013، مؤكدا أنه لا يمكن أن يشارك في انقلاب على الشرعية، فكان جزاؤه الاعتقال حتى تاريخه.

وكان المستشار وليد شرابي قد أكد أنه تمت مساومة الدكتور سعد الكتاتني حتى يتنازل الرئيس مرسي عن شرعيته إلا أنه رفض.

وقال: إن أكثر الشخصيات القريبة من الرئيس مرسي تم مساومتها لكي يصرح بتنازله عن شرعية رئيس مصر وزعيم ثورتها د. محمد مرسي كان هو الدكتور “سعد الكتاتني”، إلا أن موقفه الرافض لهذا المسار هو الذي دفعه لرفض حضور بيان الانقلاب في 3 يوليو 2013، ولذلك ألقي القبض عليه، ثم صدر الحكم بإعدامه وما زال الرجل صامدا لم يتنازل ولم يفرط.

واعتقل د. الكتاتني يوم 27 يناير 2011م، قبل جمعة الغضب مع 34 من قيادات الإخوان الذين ينتمون إلى 12 محافظة، في محاولة من نظام مبارك لمنع مشاركة الإخوان في مظاهرات جمعة الغضب، وشهد أحداث اقتحام السجون التي يحاكم في هزليتها الآن.

* أحكام جائرة

في 16 مايو 2015 تم الحكم عليه بالإعدام في هزلية “الهروب من سجن وادي النطرون” وبالسجن المؤبد في قضية “التخابر مع حماس”.

وأمام محكمة جنايات القاهرة في 25 فبراير 2015 في هزلية “الهروب الكبير من سجن وادي النطرون”، أكد رئيس برلمان الثورة أن القضية المقدمة ضده سياسية بالأساس، وأنها خلت من أي أدلة حقيقية مقدمة ضده، واستشهد بتقرير سابق لتقصي الحقائق قدم تصورا عن اقتحام السجون ولم يشر إلى تورط الإخوان فيها بحال من الأحوال.

وفي 20 يونيو 2018 كشف الدكتور محمد سعد الكتاتني عن أن عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري أبلغه عام 2013 أن الثلاثين من يونيو سيحمل أحداثا مفاجئة.

وخلال جلسة محاكمته فيما يعرف بقضية “أحداث مكتب الإرشاد” قال الكتاتني إنه توجه للقصر الجمهوري بالقبة لعرض المعلومات التي سلمها له السيسي على الرئيس محمد مرسي.

وطالب الكتاتني بضم دفتر الزيارات الخاص بقصر القبة وقتها، والذي يثبت أنه لم يكن موجودا في اجتماع مكتب الإرشاد كما زعمت النيابة، مؤكدا كيدية الاتهام وتلفيقه لأسباب سياسية.

ودفع الكتاتني ببطلان أمر إلقاء القبض عليه، وطالب بضم دفتر سجن ملحق المزرعة في طره لمعرفة هوية الخطاب الذي تم اعتقاله بناء عليه، وقال إنه لم يتمتع بحقه في الدفاع عن نفسه، كما أنه لم يستطع مقابلة الدفاع الخاص به منذ بداية نظر الدعوى وإعطاءه المستندات الدالة على براءته.

* انتهاكات

تعرض الدكتور سعد الكتاتني لانتهاكات بالجملة داخل محبسه، بدءا من منع الزيارة ومنع دخول الطعام والأدوية، حتى زحفت التجاعيد على وجه وفقد الكثير من وزنه تحت تأثير ظلام السجن ووحشية السجان.

وطبقا لأسر المعتقلين بسجني العقرب وملحق المزرعة، فقد تم تجديد قرار منع الزيارة الصادر بحق 30 معتقلا منذ أكثر من عام، يأتي فضيلة المرشد العام ونائبه خيرت الشاطر على رأسهم، بالإضافة لرئيس البرلمان السابق محمد سعد الكتاتني والقياديين عصام العريان، ومحمد البلتاجي، وكذلك الوزيران أسامة ياسين، وباسم عودة، والداعية الإسلامي صفوت حجازي وأحمد عبد العاطي مدير مكتب الرئيس مرسي، ومساعده أمين الصيرفي، إضافة لعصام الحداد، والنائبين صبحي صالح وحمدي حسن، ومحافظ كفر الشيخ السابق سعد الحسيني.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...