“تُضرب وأنت ساكت”.. شعار ترفعه شرطة السيسي في وجه المصريين

مع كل انتهاك لحقوق الإنسان تقوم به الشرطة في مصر، يستذكر المصريون أيام الثورة في 25 يناير ويعتبرونها أفضل ما حدث في تاريخ مصر الحديث، ولا يزال طعم الحرية- كما يصفه المصريون- عالقًا في عقولهم ويتوقون إليه، واندلعت الثورة في اليوم الذي كانت الشرطة تحتفل فيه بعيد قهر وقمع الشعب، كجزء من الاحتجاج على النظام وأذرعه الأمنية التي نكلت بأبناء الشعب، وقتلت من شبابه الكثير في الميادين وتحت التعذيب قبل الثورة وبعدها.

ويظل 25 يناير يومًا يُذكر المصريين والشعب العربي وجميع شعوب العالم بضرورة الثورة على القمع والكبت والظلم والاضطهاد، ولكسر حاجز الخوف وإثبات أن الشعوب تستطيع الحياة بكرامة وعزة إذا ما قررت أن تثور. وتداول مصريون مقطع فيديو صوره أحد المارة لواقعة اعتداء ضابط على سائق تاكسي أعلى كوبري أكتوبر، باستخدام سلاح ناري.

وانتشر مقطع الفيديو على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وإحدى القنوات الفضائية، ورصد مشاجرة بين سائق تاكسي وضابط يقود سيارة ملاكي أعلى كوبري أكتوبر، ويظهر في الفيديو اعتداء الضابط على سائق التاكسي بسلاح ناري أخرجه من بين طيات ملابسه أثناء المشاجرة بينهما.

المصريون تحت القمع

يقول الناشط شريف محمود: “ضابط شرطة يعتدى على سائق تاكسى بالضرب فى الشارع.. والسبب هو احتكاك بسيط بين سيارة الضابط والتاكسى.. كل اللى مضايقنى هو الناس اللى صورت الفيديو، لماذا لم تتدخل لمنع الضابط من ارتكاب هذا الفعل المُشين. لازم يتم محاسبة هذا الضابط بكل حسم. وفى نفس الوقت يجب حماية سائق التاكسى من محاولة تخويفه من البعض، وذلك فى حال انتشر الفيديو وتحوّل إلى قضية رأى عام”.

وطوال عقود مضت، والشرطة بشقيها الأمني والجنائي ذات صيت سيئ مرهوب، ولم تدرك في يوم من الأيام أنها شرطة القانون والدستور والشعب، وظلت تتصرف وكأن كل المصريين متهمون حتى تثبت براءتهم، ورغم عشرات السنين من التاريخ البغيض للشرطة لم توجه انتقادات لها بارتكاب جرائم ضد الإنسانية مثلما حدث في عهد السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، كما جاء في تقرير “هيومن رايتس ووتش” عن فض اعتصامي رابعة والنهضة.

وفي عهده أيضا، أدانت عشرات المنظمات الإنسانية والحقوقية طريقة الشرطة في فض المعتصمين، ومطاردة المتظاهرين بالرصاص الحي، بل وحرقهم كما حدث في مجزرة سيارة ترحيلات أبو زعبل التي راح ضحيتها العشرات حرقا، وبرأت المحكمة ساحة الضباط مرتكبي الحادث، ويأتي حكم البراءة متسقا مع وعود بعدم محاكمة أي ضابط شرطة أو فرد أمن في الأحداث التي اندلعت منذ عزل الرئيس محمد مرسي وحتى الآن.

Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2015-03-02 16:56:47Z | |

خبرة إجرامية

المتحدث باسم لجنة الدفاع عن الحريات بنقابة المحامين أسعد هيكل، اعتبر أن “الشرطة أداة في أي نظام، وما زال أمامها الكثير من الوقت لتصبح أداة في خدمة القانون والدستور”، ووصلت ذروة التجاوزات لجهاز الشرطة في الأقسام ومراكز الاعتقالات في عهد المخلوع مبارك، خاصة إبان تولى حبيب العادلي زمام وزارة الداخلية، والتي شهدت لأول مرة الاستعانة بالبلطجية، والسوابق “ذوي الخبرة الإجرامية” في مطاردة المتظاهرين وتفريقهم والإمساك بهم وتعذيبهم نيابة عن الداخلية.

ويرى مدير البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان حجاج نايل، أن الشرطة والجيش منذ انقلاب السفيه السيسي يتصرفان من منطلق أنهما فوق القانون، وقال: “الشرطة لم تتعلم الدرس في 28 يناير، وما تقوم به هو انتقام لما حدث لها في ذلك اليوم، ولا تفرق بين معارض وآخر”.

وحذر نايل من استمرار الشرطة على هذا النحو “الذي سيؤدي إلى تفجر الغضب، وستكون الشرطة أول من يدفع الثمن”، وأكد أن استمرار تصرفات جهاز الشرطة “العدوانية” يعود إلى “طبيعة المناخ السياسي العام الذي يُحجم من دور المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني، التي تتعرض هي الأخرى للمضايقات والتضييق والتحريض من خلال الإعلام الموالي للعسكر”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...