لماذا لا يتحرّج من فضح حلفائه؟.. ترمب يهدد سلمان ويطلب ثمن الحماية مجددا

كان الرئيس الروسي الأسبق بوريس يلستن شديد الإدمان للخمر، وكان حينما يقع تحت مؤثر الخمر، لا يعرف ماذا يقول وبأي شيء يهذي، حتى أنه كان يتعرض لمواقف محرجة، من بينها أنه تسبب في نوبة ضحك للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، حينما قام بسبه شخصيا خلال مؤتمر صحفي معه، كما قام بسب الحضور من المسئولين والصحفيين؛ الأمر الذي أدخل كلينتون في نوبة ضحك لم يستطع التغلب عليها.

وإذا كان هذيان يلتسن الرئيس الروسي الأسبق تحت تأثير الخمر، إلا أن هناك هذيانا آخر ولكن تحت تأثير القوة، كشف عنه الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترمب، الذي اشتهر بمواقفه الضاحكة أيضا، وتصريحاته المثيرة للجدل، بعد أن أصبح الصندوق الأسود للولايات المتحدة الأمريكية متاحا أمام الجميع، من خلال ما يصرح به ترمب.

ولا يخفي ترمب كثيرا من أسرار علاقات الولايات المتحدة مع غيرها من الجيران والحلفاء، وخاصة حلفائها في الشرق الأوسط، من الذي أصبحوا دابة يركبها ترمب، بعد الدعم المالي السخي الذي قاموا بتقديمه لترمب، حتى أنه وصفهم بالبقرة الحلوب ونجح في الحصول على 450 مليار دولار من السعودية في صورة مساعدات واستثمارات، وأنهم يدفعون ثمن حمايتهم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، في الوقت الذي ساعدت أموال هذه الدول في إنقاذ رقبة ترمب أكثر من مرة خلال حملات محاكماته التي تمت خلال الأونة الأخيرة بعد فضائحه المثيرة للجدل.

ومن بين تصريحات ترمب تجاه دول “البقرة الحلوب” ما كشف الرئيس الأمريكي عن تفاصيل جديدة بشأن الاتصال الهاتفي، مساء السبت الماضي، مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

وقال ترامب، خلال كلمة له في تجمع انتخابي بولاية فرجينيا: “أنا أحب السعودية وقد أجريت مع الملك سلمان هذه الصباح حديثا مطولا، وقلت له إنك تمتلك تريليونات من الدولارات، والله وحده يعلم ماذا سيحدث للمملكة في حالة تعرضت لهجوم”.

ومضى ترامب يقول: “قلت له: أيها الملك ربما لن تكون قادرا على الاحتفاظ بطائراتك؛ لأن السعودية ستتعرض للهجوم، لكن معنا أنتم في أمان تام، لكننا لا نحصل في المقابل على ما يجب أن نحصل عليه”.

واستطرد بالقول: “نحن ندعم جيوشهم لذلك دعوني أسأل: لماذا ندعم جيوش هذه الدول الغنية؟ أمر مختلف أن نقدم الدعم لدول تعيش وضعا صعبا وخطيرا مع فظائع قد تؤدي إلى مقتل الملايين، لكن عندما تكون لديك دول غنية كالسعودية واليابان وكوريا الجنوبية فلماذا إذن ندعم جيوشها؟ لأنهم سيدفعون، المشكلة أن لا أحد طالب بذلك من قبل”.

وكانت وكالة الأنباء السعودية “واس”، قالت إن “العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب”.

وأضافت أنه “جرى خلال الاتصال بحث العلاقات المتميزة وسبل تطويرها في ضوء الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، إلى جانب بحث تطورات الأوضاع في المنطقة والعالم، كما تم خلال الاتصال استعراض الجهود المبذولة للمحافظة على الإمدادات لضمان استقرار سوق النفط وبما يضمن نمو الاقتصاد العالمي”.

وتابع الرئيس الأمريكي: “لمَ نقدم مساعدات لجيوش دول غنية مثل السعودية واليابان وكوريا الجنوبية؟، أمر مختلف أن نقدم الدعم لدول تعيش وضعا صعبا وخطيرا مع فظائع قد تؤدي إلى مقتل الملايين، لكن عندما تكون لديك دول غنية كالسعودية واليابان وكوريا الجنوبية لماذا إذن ندعم جيوشها؟ سيدفعون لنا. المشكلة هي أن أحداً لا يطالب”.

وتحدَّث الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أول أمس السبت 29 سبتمبر، هاتفيا، مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، بعد أيامٍ من انتقادات الرئيس الأمريكي الأخيرة لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، بسبب ارتفاع أسعار النفط.

وأفادت قناة “العربية” السعودية، دون تقديم مزيد من التفاصيل، أن الملك سلمان ودونالد ترمب ناقشا الجهود المبذولة للحفاظ على الإمدادات، لضمان استقرار سوق النفط ونمو الاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. أما البيت الأبيض فاكتفى بالقول إنَّ الرئيس ترمب والملك سلمان تناولا «القضايا ذات الاهتمام الإقليمي».

وكشفت وكالة “بلومبرج” الأمريكية، أن صناديق التحوط تراقب تأرجح الشد والجذب في علاقة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مع العاهل السعودي الملك سلمان ، بحثاً عن أي إشارات إلى إمكانية اتخاذ الولايات المتحدة إجراءات ضد السعودية أو أي عضو آخر في منظمة أوبك.

وزاد دونالد ترمب الضغط على أوبك، قائلاً إنَّ المنظمة تدفع أسعار النفط نحو الارتفاع بشكل كبير. وتجاهلت المنظمة دعوته لخفض أسعار النفط في اجتماعها الأخير. وقال ترمب مجدداً هذا الأسبوع، إنَّه غير راضٍ عن أوبك ودول الشرق الأوسط وأسعار النفط، مؤكداً أنَّ مجموعة الدول المنتجة للنفط تتسبب في ارتفاع الأسعار، بينما تستفيد من حماية الجيش الأميركي. وهاجم ترمب منظمة أوبك عدة مرات هذا العام، بما في ذلك أثناء حديثه في الأمم المتحدة، يوم 25 سبتمبر الجاري.

ودائما ما ينظر الرئيس الأمريكي للمال السعودي، ويطالب بدفع ثمن الحماية الأمريكية للنظام بالسعودية، حتى أنه وصفها بالبقرة الحلوب خلال حملته الانتخابية، كما أنه قال إن السعودية بلد ثري جدا وستعطي الولايات المتحدة بعضا من هذه الثروة، كما نأمل، في شكل وظائف وشراء المعدات العسكرية.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...