لماذا رفع آل الشيخ الراية البيضاء في مصر؟.. خبراء يجيبون

تلقى الجمهور المصري قرار المستشار بالديوان الملكي السعودي تركي آل الشيخ بسحب استثماراته الرياضية من مصر بردود فعل مختلفة، ولاسيما بعدما أرجع السبب إلى “حالة العداء التي وجدها من الجمهور المصري”.

وطبقا للإعلامي مدحت شلبي في برنامجه علي قناة “براميدز” المملوكة لآل الشيخ، فإن الأخير أبلغه رسميا ببيع سكنه الخاص بفندق الفورسيزون، وأنه سحب بشكل نهائي استثماراته في نادي وقناة بيراميدز.

وأضاف أن “آل الشيخ أوكل إدارة النادي للثلاثي حسام البدري وأحمد حسن وهادي خشبة، وأن اللاعبين الأجانب والمحليين المميزين الذين استقدمهم آل الشيخ لناديه المصري سوف يتم نقلهم للدوري السعودي”.

ويأتي قرار آل الشيخ بعد هتافات ساخنة رددتها ضده جماهير النادي الأهلي خلال مباراة الأخير مع نادي حوريا الغيني بتصفيات دور الثمانية لدوري أبطال أفريقيا، إضافة لانتقادات أخرة قوية وجهها عدد من الرياضيين والصحفيين ضد تدخلات آل الشيخ الذي بات يُعرف في الشارع المصري بـ “شوال الرز”.

وعلق الناقد الرياضي ببوابة “فيتو” زغلول صيام علة قرار آل الشيخ بقوله: “مع السلامة يا صاحب بيراميدز”، مؤكدا أن حالة الانبساط والسعادة التي سيطرت على الجماهير المصرية لإعلان مالك “بيراميدز” سحب استثماراته الوهمية من مصر مرجعها وأد الفتنة التي كانت قابلة للانفجار في أي لحظة”.

وأضاف صيام في مقال نشره بالبوابة الرياضية الثلاثاء، أن تواجد آل الشيخ كان يمثل خطورة والموضوع أكبر من كونه رياضة وكرة قدم، ففي كل يوم تغريدات مثيرة للجدل وهجوم عنيف على كل من يخالفه الرأي، وهو ما كان ينذر بالفتنة علة العلاقات المصرية السعودية.

وفي المقابل، أكد اللاعب السابق أحمد حسن المشرف على فريق “براميدز” في تصريحات لقناة النادي، أن هناك لجانا تابعة للنادي الأهلي هي التي روجت لفكرة أن آل الشيخ يريد تدمير الأهلي والكرة المصرية.

وأضاف: “في حاجات مهمة الناس متعرفهاش، وهي تحقيق الذات، مش بشتغل عشان فلوس، بشتغل عشان ذاتي، وعشان أنا عايز أنجح، والناس للأسف مش عايزة تشوف.. إحنا مش بندمر نادي الأهلي زي اللجان ما بيقولوا”.

ودعا رئيس نادي الزمالك مرتضة منصور المسؤول السعودي بالعودة عن قراره إن كان يحب مصر، مؤكدا أن تواجده كان نقلة للكرة المصرية، مشيرا في النهاية إلى أن الرجل أهداه اللاعبين المحليين في “بيراميدز”.

من جانبه، أكد وكيل لجنة الشباب والرياضية بالبرلمان المصري سابقا ياسر حسانين : أن “دخول آل الشيخ في الدوري المصري لم يكن استثتمارا رياضيا، خاصة وأن مصر لم تصل حتى الآن لمرحلة الاقتصاد والاستثمار الرياضي، كما أن المسؤول السعودي لم يقم بإنشاء بنية أساسية أو ملاعب أو مدارس رياضية، يمكن أن تكون نواة لاستثمار رياضي حقيقي”.

وأشار حسانين إلى أن “آل الشيخ كان يمثل تدخل المال الخليجي في القرار المصري بشكل واضح، وهو المال الذي حرك الانقلاب العسكري ضد الدكتور محمد مرسي، ولعب دورا قذرا في إجهاض الثورات العربية، ويمهد الأرض الآن لصفقة القرن المشؤومة”.

وأضاف البرلماني السابق أن “آل الشيخ لم يكن يتحرك بعشوائية، فهو كان يريد السيطرة على القوة الناعمة المؤثرة في مصر، أو بالأدق أن يستحوذ على أكبر حزب شعبي في مصر وهو النادي الأهلي وعندما فشل أراد أن يثبت نظرية أن المال يستطيع أن يشتري كل شيء، ولكنها نظرية فشلت بشكل كبير أمام الشعبية الجماهيرية التي كانت متيقظة منذ البداية لهذا المخطط ولذلك جاءت هتافاتها في أول ظهور لها بالمدرجات لتفضح مخططات المسئول السعودي”.

من جهته، قال خبير الاستثمار الرياضي أحمد ميمون : إن “ما كان يقوم به آل الشيخ ليس استثمارا، فالرجل اشترى ناديا واستقدم له لاعبين ومدربين، وحتى يكيد في النادي الأهلي أراد أن يشتري المنظومة الرياضية بأكملها لتحقيق نظريته بأن المال هو لغة العصر وأن المال يستطيع أن يصنع في يوم ما صنعته الأندية الكبرى في عشرات السنوات”.

وأكد ميمون أن “هناك همسا مسموعا داخل الوسط الرياضي بأن الأموال التي كان ينفقها آل الشيخ مشبوهة وأن ما كان يحدث هو غسيل أموال لصالح مسؤولين كبار في السعودية والخليج”.

وأوضح أنه “رغم عدم وجود ما يؤكد ذلك إلا أن المؤشرات تشير لهذه الحقيقة، خاصة وأن رجل الأعمال مهما كان ثراؤه فإنه لا يرفع الراية البيضاء بهذه السرعة ليخسر ما يقرب من مليار جنيه في أقل من ثلاثة أشهر”.

ورأى ميمون أن المصريين سواء المسؤولين أو الأندية واللاعبين وعدد من الإعلاميين تعاملوا مع الرجل باعتباره “شوال أرز” كما أطلقوا عليه، وبالتالي فكل واحد منهم أراد أن يحصل على أكبر قدر ممكن من الاستفادة المالية لقناعتهم بأنها فرصة، وهو ما يؤكد أن الهدف من تواجد آل الشيخ كان لأسباب أخرى ليست متعلقة بالرياضة في شيء.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...