في اليوم العالمي لمنع الانتحار.. مصر تسجل 63 حالة انتحار خلال 8 أشهر 10 سبتمبر، 2018 تُحيي منظمة الصحة العالمية والرابطة الدولية لمنع الانتحار (IASP) اليوم الإثنين، اليوم العالمي لمنع الانتحار (WSPD)، تحت شعار: “العمل معاً لمنع الانتحار”، والذي سوف يستمر من عام 2018 وحتى عام 2020، مسلطاً الضوء على الدور الذي يجب على المجتمع والأفراد القيام به لمواجهة التحديات التي يطرحها السلوك الانتحاري في المجتمع، باعتبار أن ذلك أهم عنصر لضمان فاعلية التعاون العالمي للوقاية من الانتحار. وفي إطار ذلك؛ تشهد مصر توقعات بزيادة نسبة الانتحار تحت عجلات مترو الأنفاق في القاهرة، خصوصاً أنّها وسيلة سريعة لإنهاء الحياة، في ظلّ تعرّض عشرات الشباب لضغوط نفسية من جرّاء المشاكل الاقتصادية والاجتماعية المتراكمة. ويعيش المصريّون أوضاعاً معيشية صعبة في ظلّ ما يسمى بـ “الإصلاحات الاقتصادية” التي تجريها حكومة الانقلاب، حيث يظهر أن نسبة الفقر في الدولة التي تخطّى عدد سكانها 100 مليون نسمة، بلغت 27.7% للفئة العمرية التي تفوق الـ15 عاماً، و35.4% للفئة العمرية ما بين 15 و24 عاماً، و24.3% للفئة العمرية التي تفوق الـ25 عاماً، بحسب إحصائية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. وكشف تقرير لـ “الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان” (غير حكومية)، أنه وثَّق 63 حالة انتحار خلال الثمانية أشهر الأولى من العام الجاري، منها 15 حالة في يوليو الماضي، وتصدّرت محافظة الجيزة (غرب القاهرة) قائمة أكثر المحافظات التي شهدت حالات انتحار بـ 13 حالة. فيما لفت التقرير إلى أن الشنق، كان الوسيلة الأبرز للمنتحرين في مصر، حيث تم استخدامه 25 مرة، وكان تقرير سابق للشبكة، أرجع تصاعد حالات الانتحار إلى سوء الأحوال الاقتصادية والاجتماعية، واعتبرته أكثر وسائل الاحتجاج انتشاراً. جدير بالذكر أن وسائل الإعلام المصرية، تتناقل بشكل شبه يومي، أنباء عن حوادث متزايدة من الانتحار، خاصة بين الشباب، يبدو أن غالبها بسبب صعوبة الظروف الاقتصادية. وفي سياق متصل أوضح المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أنّ معدلات الانتحار في مصر زادت خلال السنوات الأربع الأخيرة، وقد باتت وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية تتحدث عنه كثيراً. وأضاف أن “عدد المنتحرين يزيد على أربعة آلاف كل عام”، مشيراً إلى أن 45 في المائة من المصريين يعيشون تحت خط الفقر، عازياً أسباب الانتحـار إلى ارتفاع نسبة الفقر والبطالة في المجتمع المصري. وأعلن المركز القومي للسموم الإكلينيكية والبيئية أن نسبة كبيرة من المنتحرين يلجأون إلى تناول المخدرات أو حقْن أنفسهم بمواد سامة قاتلة للتخلص من حياتهم، وتراوح معظم أعمار هؤلاء ما بين الثلاثين والأربعين عاماً. وتابعت أنّ وزارة الداخلية والأجهزة المعنية لا تُعير هذه الأرقام أية أهمية، وأشارت في تقاريرها الأمنية إلى أنّ معدّلات الانتحـار الموثّقة رسمياً في مصر لم تتجاوز 310 حالات سنوياً، وما من معلومات إضافية حول ما يُتداول. وتحتلّ مصر المركز 96 على مستوى العالم لناحية عدد الأفراد الذين يُقبلون على الانتحـار، والأسباب كثيرة، منها الواقع الاجتماعي والأمني والاقتصادي في البلاد، وزيادة نسبة الفقر والأمراض النفسية بين الناس. هذه العوامل وغيرها تدفع الناس إلى الإقبال على الانتحـار ظناً منهم أنّه الحل الوحيد لمشاكلهم، ولا يبحثون عن أي جهات قد تساعدهم على إدارة مشاكلهم. ووفقاً لتقرير سابق صادر عن منظمة الصحة العالمية، فإن مقابل كل حالة انتحار في مصر، عدد من الحالات الأخرى التي تحاول الانتحـار وتفشل، مشيراً إلى أن الانتحـار يعتبر ثاني أهم أسباب الوفاة للفتيات التي تتراوح أعمارهنّ بين 15 إلى 29 عاماً. 2018-09-10 DK2 tweet