عصابة العسكر تواصل الأكاذيب القديمة.. والصحافة توثق

الصحافة هي المهنة التي تقوم على جمع وتحليل الأخبار والتحقق من مصداقيتها وتقديمها للجمهور، وزرع الوعي لدى الرأي العام.

يقول عبد الله العبد الرحمن: وتكمن أهمية الصحافة في تزويد الأفراد والجماعات بالمعلومات التي يحتاجونها في حياتهم والمهمة في صنع القرارات على مستوى الفرد والمجتمع والحكومة، وتتجلى رسالتها في بناء جيلٍ واعٍ يسير على المبادئ والأخلاق الرفيعة، كما تسعى لنشر المعرفة والثقافة بين الشعوب.

ومنذ سيطرة العسكر على الحكم  في مصر وتحويلهم البلاد إلى صندوق يتحكمون فيه، احتشدت الصحافة المصرية بالوثائق التي تكشف أكاذيب العسكر بدءا من الدواء السحري الذي يعيد الشباب للانسان وهو احد “مانشيتات ” جريدة الاخبار الى صناعة سفن الفضاء والصواريخ والطائرات والاكتشافات البترولية التي ستجعل مصر اغنى من السعودية والعراق وليبيا واخيرا في عهد الانقلاب الاسود 2013 حيث اعلان الجيش المصري اختراع جهاز الكفتة لعلاج الامراض العديدة مثل الايدز والسكر وفيروس سي وغيرها مما سيجعل مصر قبلة العلاج الاولى في العالم ويدر عليها ارباحا طائلة بمليارات الدولارات , وقد اعلن اللواء عبد العاطي صاحب اختراع جهاز الكفتة ان دولا اخرى عرضت عليه ان تشتري اختراعه لكنه رفض من اجل مصر كما اعلن ايضا انه تعرض للتهديد بالخطف لولا ان جهاز المخابرات نجح في حمايته لتستفيد مصر من اختراع جهاز الكفتة.

وما تعيشه الصحافة الان في مصر ويسير عليها النظام العسكري بقيادة العميل الصهيوني عبد الفتاح السيسي صورة طبق الأصل من الأكاذيب التي كان يروجها نظام عبد الناصر.

فقد شهدت البلاد انتكاسات اقتصادية عنيفة إلا أن الرؤية العسكرية – والتي لم تسمح لغيرها بالحديث كما الآن – عملت على تغيب وعي الرأى العام حتى يظل الجميع غارقا في أوهام النظام.

فقد فاجأت صحيفة الأهرام في عددها الصادر يوم الأحد 22 يوليو 1962م الموافق 20 صفر 1383هـ– كان رئيس تحريرها وقتها محمد حسنين هيكل – بمانشيت على صفحتها الأولى بعنوان مع عبد الناصر في قاعدة إطلاق الصواريخ، حيث روجت لامتلاك مصر الصورايخ التي لا تقهر، وذلك متزامنا مع صحيفة الأخبار التي خرجت في 24 يوليو 1965م لتقول بخط عريض: المشير عامر يعلن في العرض العسكري الكبير(الصواريخ الجبارة)، ثم زعمت أن الطائرة القاهرة 300 من أقوى الطائرات في العالم وذلك قبل أن تنطلق لرحاب السماء ويدمرها العدو الصهيوني في بضع ساعات وهي قابعة في ممراتها في حرب 1967.

استمرت أكاذيب العسكر الصحفية في العمل على إلهاء الشعب بالانجازات الوهمية، فنجد صحيفة الجمهورية هي أيضا سارعت لتغيب الرأى العام بما لديها من تعليمات حيث جاء على صفحتها الأولى عام 1963م : برنامج الجمهورية العربية لغزو الفضاء..مصر ثالث دولة في العالم بعد الاتحاد السوفيتي وأمريكا تصنع صواريخها بنفسها.

وظل الشعب يرقص طربا على هذه الأكاذيب والتي يعيد العسكر اليوم انتاجها , وتكرر نفس السيناريو في أغسطس 2016م حيث جاء [الحكومة توافق على إنشاء وكالة فضاء مصرية]، حيث سار على نسق عد الناصر وأعلنته مجلة المصور في عددها الصادر في 16 أبريل 1965م والذي جاء فيه: سر يذاع لأول مرة..سفينة الفضاء المصرية..تحقيق كامل بالصور] ثم أخذ الصحفي يتحدث عن هذا الصرح العظيم الذي سيجعلنا نغزو الفضاء بأول رائد فضاء مصرى….وتستمر مسيرة الكذب.

يعيش العسكر وهم الانتصار الزائف وكبرياء الجنرالات الفارغ الذي لا يقبل المساس بمصالحه، فلا يعبأ بمصالح الشعب، حيث عمل سلاح الشئون المعنوية والمخابرات الحربية على تخدير المجتمع، وجعله يعيش لحظات الوهم حينما أعلنوا عبر صحيفة الدستور في 2 يناير 2014م وفي الصفحة الأولى: المفاجأة المدوية للعالم أجمع. مصر ستصبح من أغنى دول المنطقة بأكملها في خلال شهور قليلة..مشروع مصري يقلب الموازين والحسابات ويطيح بالهيكل الاقتصادي المتردي والمتهالك لتصبح مصر من اغنى دول المنطقة في فترة وجيزة.

وذلك قبل أن تخرج صحيفة روزاليوسف في 23 فبراير 2014م بعنوان [مشاريع تنموية ضخمة هدية الجيش للمصريين].

وفي نفس اليوم ساهمت صحيفة الأهرام بمشاركتها تحت عنوان القوات المسلحة تطور أول نظام في العالم لاكتشاف فيروس سي والايدز.

وقد صنع النظام الناصري الوهم لتغييب الشعب في وهم الثروة البترولية والرخاء، فقد جاء في مانشيت صحيفة الجمهورية في 12 مايو 1967م الموافق 3 صفر 1387هـ [دخلنا البترولي سيكون أكبر من دخل السعودية وليبيا..إنتاجنا يتضاعف 4 مرات عام 1970م بعد ظهور البترول بغزارة في خليج السويس والدلتا وسيناء..مؤسسة البترول تقوم وحدها بحفر الآبار الجديدة دون الاشتراك مع جهات أجنبية].

وتأتي أكاذيب ملايين الأفدنة التي سيهديها قائد الانقلاب السيسي الى الشباب.

ففي جريدة الأهرام الجمعة 6 مايو 2016، كتبت “الرئيس يدشن موسم حصاد المشروعات الكبرى.. مشروع الـ 1.5 مليون فدان أصبح جاهزا أمام الشباب دون تعقيدات أو فساد”.

وتابعت: “السيسي من الفرافرة: ما تم تنفيذه خلال عامين فقط كان سيستغرق 15 عاما.. مصر ستصبح قوية بوحدة الشعب وإصراره على التقدم.. لا تخافوا على المستقبل ومن وقف ضد قوى الشر لا يخاف”.

[هدية السيسي للمصريين قبل العام الجديد].. بهذا المانشيت صدرت صحيفة “المساء” (الحكومية) المصرية، الاثنين 17 ربيع الأول 1437 الموافق 28 ديسمبر 2015م

وجاء في الخبر [ساعات.. وينطلق الحلم التنموي المصري.. هدية الرئيس عبد الفتاح السيسي للمصريين قبل العام الجديد.. حيث يفتتح أكبر مشروع تنموي حضاري ريفي في مصر.. وهو مشروع المليون ونصف المليون فدان الذي سيكون نقلة حقيقية.. خاصة للصعيد والمناطق الفقيرة].

وهذا ما سبق أن روجه نظام عبد الناصر من قبل حيث جاءت المانشيتات الرئيسية لصحيفة الأهرام يوم 23 ديسمبر 1958م[3 ملايين فدان جديدة لمصر..التفاصيل الكاملة لمشروع الوادي الجديد الذي أعلنه جمال عبد الناصر ..دراسة المشروع تجري منذ عام كامل في كتمان شديد..تقرير للرئيس بالنتائج الكاملة للأبحاث قبل خطابه ببضع ساعات..جيش الخدمة الوطنية يشترك في تنفيذ المشروع]..وجهاز الخدمة الوطنية هو كالهيئة الهندسية العسكرية في عهد السيسي.

وليس ذلك فحسب بل نجد  (اليوم السابع) تروج أن مصر تصنع الطائرات وذلك على نسق ما تم في عصر عبد الناصر.

فقد ذكر اليوم السابع في عدد الثلاثاء، 4 أبريل 2017م [بالفيديو.. طائرة “k8e” قصة نجاح مصرية فى صناعة الطائرات.. “اليوم السابع” فى مصنع طائرات الهيئة العربية للتصنيع.. مدير الورشة: أجرينا صيانة لـ40 طائرة تدريب.. والمصنع يضم أحدث الأجهزة العالمية].

ولو عدنا ليوم 24 أغسطس 1952م – يعنى بعد الثورة بشهر- خرجت علينا صحيفة الأهرام لتقول: نجاح تجربة أول طائرة تصنع في مصر، تحليقها في الجو أمس ساعة كاملة وأدت حركاتها بنجاح تام.

وما يحدث في سيناء الآن  وينتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وتكتب عنه الصحافة العالمية من عجز عن القضاء على العنف والسيطرة على كل سيناء، والبيانات البراقة التي يخرج بها علينا كل متحدث عسكري، تذكرنا بما جاء في حرب 67 من أننا أسقطنا 43 طائرة للعدو (كما جاء في صحيفة المساء يوم 5 يونيه 1967م على صفحتها الأولى)، وغيرها من البيانات العسكرية والتي استيقظ منها الشعب على فاجعة الهزيمة النكراء وخسائر كبرى للجيش وأسر الجنود بينما كان كبار قيادات العسكر نائمين بعد سهرة حتى الصباح.

إنه سيناريو واحد لا يتغير، وفكر واحد يسيرون على نسقه، وأكاذيب لتغيب الوعي والرأي العام.

بين الأمس واليوم سنوات قليلة لكنها أوضحت طريقة العسكر في حكم البلاد والتي ظلت ترزخ تحت الأعباء والأكاذيب ما يقرب من 66 عام من الوهم.