طفل سوهاج يكشف الفقر ويُفحم نظام السيسي

  •  جعلوه مجرمًا لمجرد شنطة ملابس

أنفق قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، 68 مليار جنيه في تفريعة قناة السويس، من أجل مجده الشخصي الذي خدع به البسطاء والفقراء من المصريين، ولما تبيّن لهم أنها خدعة، قال لهم إنه أنفقها من أجل رفع روحه المعنوية.

هكذا أيضا انكشفت الروح المعنوية للمستقبل في مصر على لسان أحد أطفالها، الذين ظهروا وعلى ملامحهم بؤس البحث عن رغيف العيش، إلا أن قسوة قلوب رعاة الانقلاب لم ترحم دموعهم، وأخذت تستجوبهم وكأنهم أمام مجرمين ارتكبوا جريمة قتل، وليس جريمة البحث عن رغيف الخبز.

هذا ملخص ما شاهده ملايين المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي، وسادت حالة من الاستياء على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، عقب نشر الصفحة الرسمية لمحافظة بورسعيد- عبر صفحتها على موقع التواصل “فيسبوك”- فيديو لعدد من الأطفال الذين جرى ضبطهم أثناء قيامهم بتهريب بعض الملابس المستوردة، لا يتعدى جمركها بضع عشرات من الجنيهات لكي يحصلوا على أقواتهم، عبر المنافذ الجمركية بالمحافظة.

واتهم نشطاء مواقع التواصل، المحافظة بالتشهير بالأطفال بدلًا من مساعدتهم، موجهين هجومهم إلى “سلوى حسين”، مذيعة بالإذاعة المحلية بالمحافظة، والتي أجرت الحوار مع الأطفال، بسبب سوء إدارتها للحوار ومعاملتها للأطفال وكأنهم مجرمون، بحسب وصفهم.

إلا أن الحقيقة نطق بها ابن سوهاج فأبكى الحجر، في زمن أصبح فيه الحجر أحنَّ من البشر، مع قسوة نظام الانقلاب الذي دمر البيوت المصرية بارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة.

تكلم الابن السوهاجى المتّهم بالتهريب مع حاملة ميكروفون تدَّعي علمها بالكرامة والشرف والعمل الجاد المحترم، فأثبت لنا أنها أجهل من أن تتكلم عن الكرامة والشرف، وكشف تفلسف نظام الانقلاب الذي يكتفي بالشعارات الكاذبة والوطنية المزيفة في الحديث مع الفقراء.

وأصبحت رواية هذا الطفل الذي ظهر عليه وعلى أصحابه علامات ضرب وتعذيب، منتشرة بعد أن استجوبته سيدة تعمل في وسائل الإعلام بمدينة بورسعيد بطريقة غير لائقة، ودون أي شفقة، أو معاملة تناسب طفولة الطفل، البالغ من العمر حوالي خمسة عشر عاما، والذي يقيم في بورسعيد، وينتمي إلى محافظة سوهاج بصعيد مصر.

وأكد الطفل أنه اندفع إلى هذا العمل عن طريق نصح أصدقائه له بأنه يُدر دخلًا ماديًا أعلى، وأنه يعاني من المشاكل المادية في ظل العيش مع 3 أخوات وأُم بدون دخل مادي كافٍ.

ويؤكد الطفل أن حصيلته المادية تقارب 150 جنيها مصريا يوميا، وهي تعتبر الوظيفة الأعلى أجرا بالنسبة للعمل المتاح أمامه في ظل هذه الظروف.

وأشار- في رده على استفزاز المحاورة- أن الخمسين جنيها هي الأجر المتوقع بالنسبة لأي عمل آخر متاح له، وهذا المبلغ غير كافٍ لسد حاجاته وحاجات أسرته التي يعولها، وأن بلده “سوهاج” ليس بها عمل يستطيع القيام به، أو بقول أدق لا يوجد عمل في مدينته سوهاج. ليفحم هذا الطفل المراهق السيدة بكلماته، بعد أن شهّرت به وكأنه تاجر مخدرات، خلال استجوابها له، ليؤكد أن من تحاوره لا تشعر بآلام الناس، ولا يشعر به المسئولون الذين يرفعون الأسعار ليل نهار، ثم يتم إلقاء القبض عليه، في الوقت الذي يترك نظام السيسي آلاف رجال الأعمال الفاسدين المتهربين من مليارات من الضرائب والجمارك، وحصلوا على أراضٍ بمليارات الجنيهات.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...