بعد غلق بعضها المفاجئ.. الخوف يسيطر على العاملين بفضائيات الانقلاب

تسود الأوساط الإعلامية الموالية للنظام العسكر حالة من الغضب والاستياء والواسع على خلفية استمرار إغلاق القنوات الإخبارية، التي تشرف عليها الأجهزة السيادية، بعد إغلاق قناة “أون تي في لايف” الإخبارية قبل يومين بشكل مفاجئ، ودون علم الموظفين أو حتى رؤساء القنوات بعد تلقيهم أوامر بإغلاقها فورا.

كما تفاقمت الأزمة بعد انتشار تسريبات بشأن إغلاق قناة “سي بي سي إكسترا نيوز” إحدى أكثر المنصات الإخبارية حضورا، بعد قرار استحواذ شركة “دي ميديا” المالكة لقنوات “دي إم سي” التابعة للمخابرات الحربية.

وبحسب مصادر بالنظام فإن ما تسمى بالجهات السيادية تتجه نحو تغيير خريطة القنوات الإخبارية الخاصة، عبر عدة خطوات من بينها دمج وإغلاق بعض تلك القنوات، لحساب قناة “دي إم سي نيوز” التابعة للمخابرات الحربية، والتي تدعمها الرئاسة المصرية.

التطورات الجديدة التي يسعى النظام لتنفيذها تتعلق بالقنوات الإخبارية، التي لم يتبق منها سوى قناة “سي بي سي إكسترا نيوز” التي يرأسها حاليا “ألبرت شفيق” الرئيس السابق لقنوات “أون تي في” أنه “سيجري (إعدامها) لصالح قناة “دي إم سي نيوز” الجديدة .

وفي هذا السياق وقعت شركتا “دي ميديا” المالكة لقنوات “دي إم سي”، وشركة “فيوتشر” المالكة لقنوات “سي بي سي” عن شراء الأولى لقناة “سي بي سي إكسترا نيوز”، تمهيدا لإغلاقها مطلع شهر سبتمبر المقبل.

إعلاميون بلا عمل

ويكشف عاملون بإحدى هذه القنوات أن “هناك صراع وجدل وتخبط، وكل ما تتصوره يجري الآن داخل قناة “سي بي سي إكسترا” بين الموظفين الذين سيلتحق بعضهم بالعمل في قناة “دي إم سي نيوز”ـ في حين سوف يتم تسريح الباقي، أسوة بزملائهم في قناة “أون تي في”.

وبحسب المصادر فإن التغيرات الأخيرة، التي جاءت أشبه بالتخبط في إدارة تلك القنوات تعكس حالة من القلق داخل جميع القنوات المتبقية داخل مدينة الإنتاج الإعلامي، بمدينة 6 أكتوبر، بمن فيهم العاملين في قناة “دي إم سي” بعد قرار إغلاق قناة “دي إم سي سبورت” أيضا، والقديم والتي أخفقت في تقديم أي جديد، والتي رحل عنها إعلامي ومذيعي الرياضة.

في هذا الصدد طرح عماد الدين حسين، رئيس تحرير الشروق الموالي للانقلاب، أزمة تسريح مئات الصحفيين والإعلاميين مؤخرا حتى باتوا عاطلين عن العمل مؤكدا أنها أزمة تهدد الأمن القومي على حسب تعبيره.

ويقول حسين في مقاله بعنوان (إعلاميون بلا عمل): «فى الماضى عندما كان يتم الاستغناء عن زميل، كان يجد فرصة فى صحيفة أو فضائية أو موقع إلكترونى آخر. الآن عمليات التقشف تتم على نطاق واسع. وفى الشهور الأخيرة، رأينا العديد من الصحف والفضائيات والمواقع تتقشف أو تتوقف نهائيا سواء طوعا أو كرها. والنتيجة أن مئات الصحفيين والإعلاميين وجدوا أنفسهم جالسين فى بيوتهم، لا يجدون فرصة عمل، تحافظ لهم على الحد الأدنى من الدخل اللازم لمعيشتهم، وبعضهم لم يعد يملك الا البدل النقدى الذى تقدمه نقابة الصحفيين ولا يزيد على 1670 جنيها».

ويوضح الكاتب «فى بعض المؤسسات كانت عمليات الاستغناء واسعة النطاق، ونظرا لعدم وجود فرص عمل فى صحف أو مواقع أو فضائيات أخرى، كان الجلوس فى المنزل هو الخيار الوحيد»، مؤكدا أنه يعرف « قصصا مأساوية كثيرة لزملاء فى المهنة، لا يصدقون حتى الآن أنهم بلا عمل، بعضهم كانوا نجوما بارزة فى سماء الإعلام وبعضهم كانوا فى بداية مشوارهم المهنى».

حسين الذي يصر كل يوم على إثبات ولائه للنظام، يحذر مما أسماه بجهات “ليست بريئة” لاستقطاب هؤلاء، مطالبا بتشكيل لجنة طارئة تدرس هذا الملف ويكون ممثلا فيها نقابتا الصحفيين والإعلاميين والمجلس الوطنى للإعلام والهيئة الوطنية للإعلام والوطنية للصحافة، وكل جهة مختصة ومعنية بهذا الملف الحيوى والحساس، قبل أن يجدوا المئات معتصمين فى نقابة الصحفيين، أو نقابة الإعلاميين الوليدة».

ويلح حسين على ذلك مختتما «أتمنى أن تكون هناك تحركات عاجلة قبل أن نتفاجأ بأن بعضا من الزملاء العاطلين عن العمل كرها، قد تحولوا إلى تروس فى آلة الحرب الاعلامية المسعورة ضد مصر». لاحظوا أن حسين استخدم عبارة ضد مصر ولم يقل ضد النظام” وهي صياغة تحمل اتهامات بالخيانة للوطن ومعارضة الوطن ذاته وليس النظام الحاكم في تأكيد على التدليس والكذب من جانب الكاتب أو الجهل على أقل تقدير الذي لا يفرق بين المعارضة لنظام شمولي وخيانة الوطن ذاته الذي هو ملك للجميع.

نحو قنوات الفرفشة

من جانبه يفسر رئيس المركز العربي للإعلام، قطب العربي، هذه التوجهات بأن ما يحدث هو لتحقيق رؤية السيسي بالسيطرة على الإعلام”، مضيفا أن “أكثر من 75 بالمائة من القنوات الإخبارية والصحف والمواقع الإلكترونية تخضع لسيطرة النظام؛ وبالتالي آلت إليها إدارتها بالكامل سواء بالنقل أو الدمج أو الإغلاق وفقا لآليات سياسية واقتصادية خاصة بها”.

وبشأن مستقبل الإعلام في مصر في ظل التخبط الدائر، يؤكد في تصريحات صحفية أن “إغلاق بعض القنوات يأتي في سياق تبريد الحالة الإعلامية والسياسية، وإبعاد الناس عن السياسة ومتابعة الأخبار، واستبدالها بقنوات فنية ورياضية ترفيهية، وقد يغلقون القنوات الإخبارية تباعا، ويكتفون بقناة واحدة”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...