بعد فقْد السيطرة على باب المندب.. هل تتحول قناة السويس لمصيف للعائلات؟

لم يهتم نظام الانقلاب العسكري بقيادة عبد الفتاح السيسي بتأمين أي شبر من أرض مصر، بل تنازل عن أجزاء من أراضيها لصالح نفوذ الكيان الصهيوني، بوكالة إماراتية، حتى إنه تنازل عن أهم ممر مائي في البحر الأحمر وهو جزيرتي تيران وصنافير، بل وصل الأمر لمقايضة نظام السيسي على أرض سيناء لتنفيذ صفقة القرن مقابل دعمه للبقاء في السلطة، في الوقت الذي تنازل أيضا عن حقوق مصر المائية من خلال بناء سد النهضة، لتصبح مصر في عهد السيسي مهلهلة جغرافيا ومهددة من كافة الأطراف التي تعاديها.

ولعل ما فوجئ به العالم العربي، بعدما أعلنت السعودية وجماعة الحوثي عن تعرض ناقلتي نفط سعوديتين لهجوم، أدى لضرر طفيف في واحدة، دون التسبب في حدوث تسرب نفطي، كشف كيف فقدت مصر سيطرتها على باب المندب الذي يؤمّن حركة التجارة في قناة السويس.

وتقول كل كتب التاريخ والجغرافيا والعلوم السياسية، أن كل الحكام الذين حكموا مصر، التفتوا إلى أن حدود مصر الجيوسياسية تبدأ من باب المندب ومضيق جبل طارق وأمنها يمتد من المحيط إلى الخليج، وليست حدود مصر فقط حدود الخارطة الجغرافية التي ندرسها لأولادنا في المدارس .

هكذا فطن المصريون القدماء ، والمماليك ، وأولاد محمد علي ، للامتداد الجيو سياسي لمصر، وامتد نفوذهم حتى باب المندب وجبل طارق والصومال ومنابع النيل.

وبسط المصريون القدماء والمماليك ومحمد علي وأولاده نفوذهم على جزيرة العرب والبحر الأحمر كله وتحول لبحيرة مصرية وسيطر الأسطول المصري في عهد المماليك لسنوات طويلة على البحر المتوسط ومضيق جبل طارق .

إلا أن مصر في عهد السيسي فقدت سيطرتها على كل هذه الممرات، والحدود، وأصبحت مصر في عصر ترعة قناة السويس الجديدة، تحت رحمة من يتحكم في مضيقي باب المندب وجبل طارق، بعد أن فقدت مصر بوصلتها بسبب السياسة المترهلة لنظام الانقلاب، والتي سمحت للكيان الصهيوني والوكيل الأغماراتي بالتمدد في باب المندب، والسيطرة على كل المضائق البحرية، من خلال الحرب المصطنعة في اليمن.

ليصبح أي تعطيل للملاحة في المضيق هو أداة فعلية لتحويل قناة السويس إلى مجرد ترعة كبيرة يستحم بها الأطفال او مصيف للأسر والعائلات.

باب المندب يحكم حركة التجارة

ودفعت تهديدات أمنية، لمواربة “باب المندب” أمام حركة ناقلات النفط السعودية، إذ أعلنت الأخيرة مساء الأربعاء الماضي، عن تعليق فوري ومؤقت لحركة ناقلات الخام المارة عبر المضيق.

والأربعاء، أعلنت السعودية وجماعة الحوثي عن تعرض ناقلتي نفط لهجوم، أدى لضرر طفيف في واحدة، دون التسبب في حدوث تسرب نفطي.

والسعودية أكبر مُصدر للنفط في العالم، بنحو سبعة ملايين برميل يوميا.

على إثر الهجوم، توقع خبراء نفط، ارتفاع مؤقت في أسعار الخام، متوقعين حلا سريعا لحركة الملاحة في المضيق، عبر قوة حماية دولية أو سفن حربية ترافق سفن نقل النفط السعودي.

وأكد الخبراء في حديثهم لوكالة الأناضول، وجود بدائل لصادرات النفط السعودية وهي الأنابيب التي تنقل ثلاثة ملايين برميل يوميا.

ويمر عبر مضيق “باب المندب”، جزء يسير من نفط السعودية والخليج، حيث إن معظم صادرات نفط السعودية تذهب لدول آسيا وليس أوروبا، لذا مضيق هرمز يستحوذ على معظم صادرات المملكة من النفط.

وحسب بيانات شركة أرامكو السعودية لعام 2016، تستحوذ القارة الآسيوية على أكبر نصيب من صادرات “أرامكو السعودية” بنسبة 66.7 %.

وقال وزير الطاقة السعودية، الأربعاء، إن “المملكة ستعلّق جميع شحنات النفط الخام التي تمر عبر مضيق باب المندب، إلى أن تصبح الملاحة عبر المضيق آمنة، وذلك بشكلٍ فوري ومؤقت”.

وأضاف أن “تهديدات الميليشيات الحوثية الإرهابية، على ناقلات النفط الخام، تؤثر على حرية التجارة العالمية والملاحة البحرية، بمضيق باب المندب والبحر الأحمر والتي تمر أغلبها من قناة السويس”.

بدائل

“السعودية لديها بدائل، وهي استخدام أنابيب نقل النفط إلى البحر الأحمر ومنها إلى أسواق أوروبا، والتي تصل طاقتها إلى ثلاثة ملايين برميل يوميا”.

إلا أن “المضيق هام جدا لتجارة السعودية القادمة من الشرق إلى موانيء جدة (غرب) والعكس، والتجارة المارة من موانيء الدمام (شرق) إلى الغرب عبر البحر الأحمر”.

كما أن المضيق هام لحركة التجارة العالمية، حيث 5 % من تجارة العالم تمر عبره، “لذا لن يطول أمر التهديدات، وقد يتم تشكيل قوة دولية لحماية الملاحة في هذه المنطقة”.

وقال خبير النفط سداد الحسيني، إن موضوع تعليق شحنات النفط السعودية عبر مضيق باب المندب لن يطول، كون له أبعاد دولية ومن المؤكد سيتم حله سريعا.

وأضاف، أن الأمر لن يؤثر على أعمال شركة أرامكو السعودية، حيث سيتم الاستعانة بخطوط الأنابيب الموجودة في البلاد.

وتوقع الحسيني ارتفاعا مؤقتا في أسعار النفط، من ثم استقرارها والعودة إلى مستوياتها الطبيعية في وقت قصير.

موقف المشاهد

فيما وقفت سلطات الانقلاب موقف المشاهد، واكتفت ببيان أعربت فيه عن إدانتها الشديدة للهجوم الذى استهدف ناقلة النفط السعودية فى البحر الأحمر من قبل «ميليشيات» الحوثي فى اليمن.

وأكدت وزارة الخارجية في حكومة الانقلاب، أن «هذا الهجوم يمثل خرقاً صارخاً لكافة القوانين والأعراف الدولية التى تنص على حرية حركة الملاحة فى الممرات المائية الدولية، فضلاً عن تأثيره السلبى على حرية حركة التجارة الدولية».

وبعد قرار سعودي بتعليق تصدير النفط عبر مضيق باب المندب على خلفية الأزمة اليمنية، قال مسئول كويتى رفيع المستوى إن بلاده قد تتخذ قرارا بوقف مماثل، لكنه أكد أن الأمر مازال “قيد الدراسة” وأن قرارا نهائيا لم يُتخذ بعد.

وقال بدر الخشتي رئيس مجلس إدارة شركة ناقلات النفط الكويتية ردا على سؤال لرويترز “الاحتمالات واردة لكن ليس هناك شيء أكيد حتى الآن”.

وشدد الخشتى على أنه “لا بد أن يكون هناك بديل ولا بد أن يكون كل شيء مدروسا وبعدها نقرر”.

من جهته، قال وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش، أن “استهداف ناقلتى النفط السعوديتين فى البحر الأحمر يؤكد ضرورة تحرير الحديدة من ميليشيات الحوثى”.جاء ذلك فى وقت وجه فيه قائد فيلق القدس بالحرس الثورى الإيرانى قاسم سليمانى تهديداً مباشراً لواشنطن قائلاً إن “البحر الأحمر لم يعد آمناً”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...