جندي أنهى خدمته يروي.. لماذ لا يهتم القادة بشهداء الجيش؟

النهاردة أنا رسمياً خلصت جيش ، يعني رجعت مدني وأقدر أكتب و أقول اللي أنا عاوزه من غير خوف .. و إنهاردة أستشهد ١٠ مجندين جدد ، يتضافوا لقايمة “المجندين الغلابة الأبرياء” و نعملهم حداد عبارة عن شريطة سودة في كورنر التلفزيون ، و نشتم في الإخوان شوية و بعديها يتفض المولد و نشوفكم مع إستشهاد “مجندين غلابة أبرياء” جدد كمان أسبوعين تلاتة ..
 
من حوالي شهر مع آخر استشهاد لمجموعة مجندين كتبت بنتقد الجيش و أوضاع المجندين ، و مسحتها بعديها بنص ساعة بعد ما أكتر من حد رعبني من المحاكمات العسكرية لأني كنت لسة مجند .. بعد شهر بيتكرر نفس السيناريو المرة دي مع جنود داخلية ، مش فارقة .. نفس المجندين هما هما اللي بيدفعوا التمن ، و نفس كلامي هعيده تاني ، بس المرة دي مش همسحه
 
خلصنا حداد علي العساكر ؟؟
انا دخلت الجيش في شهر ٧ / ٢٠١٣.. طوال ١٢ شهر و كام يوم ، ضربت نار مرة واحدة بواقع ٦ رصاصات من بندقية خشب و ده كان في معسكر التدريب .. بس كدة .. كل اللي اتعلمته من بعدها هو إطاعة الأوامر و حلاقة دقني كل يوم الصبح و نبرة تذلل في صوتي أثناء كلامي مع الرتب الكبيرة ، بالاضافة طبعا لمهارات التعامل بالفياجرا و الترامادول مع الصولات عشان تظبط اجازاتك ..
اللي عاوز أقوله ، كعسكري في الجيش المصري ، انا لو طلع عليا ارهابيين بعصيان خشب هيعرفوا يقوموا بيا و بالوحدة كلها .. العسكري في الجيش مش فرد مقاتل ، و مهاراته ملهاش دعوة لا بالسلاح ولا بالذخيرة ، العسكري في الجيش المصري سواق و طباخ و فرد أمن علي شاليه سعادة اللوا في الساحل .. و اما من انعم الله عليهم بالواسطة ، فشغلته في الوحدة تصوير ورق و تسطيب ويندوز ، و هو امر لو تعلمون عظيم .
 
العسكري في الجيش هو الأقل قيمة و الأكثر عددا ، يكفي انك تعرف ان كان عندنا لواء عنده تلاتة عساكر شغالين بوفيه ( شاي و قهوة لجنابه )، اه والله تلاتة .. بحكم عملي كدكتور في الجيش في فترة ، العسكري ممكن يبقي بيموت قدامي و يتقالي اديله مسكن توفيرا لتحريك سيارة الاسعاف ، أما لو ظابط جاله مغص أو دوخة فممكن نطلبله هليكوبتر الإسعاف في أسرع وقت ( بدون مبالغة ) .
 
يعني من الآخر موت ٣٠ أو حتي ٣٠٠ عسكري لا يهز للمؤسسة العسكرية شعرة ولا ينغص نومها في حاجة ، و سيبك من حدوتة شرف المؤسسة و ان دول كانوا لابسين بدلة القوات المسلحة و كدة ، ده كلام افلام .. بالعكس تماما بقي ، موت العساكر دي منفعة هايلة للقيادات لجر استعطاف دائم و جني ارباح سياسية اضافية علي خلفية شعارات من نوعية لاصوت يعلو فوق صوت الحرب علي الارهاب و كدة .
 
العسكري هي دي شغلته ، انه يخدم القيادات ، سواء كان بالشاي و القهوة او بأنه يتقتل علي ايد ارهابيين .. العسكري هو الفرد الأضعف و الأرخص في المنظومة ، هو الضعيف اللي لازم يدفع الفاتورة في صمت .. صمت في حياته و صمت في موته
بقول الكلام ده ليه ، عشان الناس الغلابة اللي قاعدة بتسأل ايه سر عدم تسليح و تدريب عساكرنا عالحدود ، و ليه كل من هب و دب بيقرر يقتله كام عسكري بيعملها و بكل بساطة و سهولة .. الاجابة بسيطة : العسكري تمنه أرخص من خزنة السلاح اللي هيدافع بيها عن نفسه
رحم الله زملائي من الجنود ، و ألا لعنة الله علي التجنيد الإجباري..
منقول ..
x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...