خدعوك فقالوا: السيسي محرر الغارمات والغارمين!

سعياً للشعبية ولو من جيوب المصريين قامت سلطات الانقلاب قبل أول أيام عيد الفطر باﻻفراج عن الغارمات وتسديد ديونهم من صندوق “تحيا مصر”، القرار وإن كان في ظاهره الرحمة إلا أن العسكر دائما ما ينتهجون مذهب الغاية تبرر الوسيلة، وﻻ يشكر السفيه عبد الفتاح السيسي على ذلك.

ووفق خبراء اقتصاديين لم يدفع السفيه السيسي هذه الأموال من جيبه الخاص أو حتى من ميزانية الجيش الذي يبتلع ميزانية الشعب، جميع الأموال التي تم سدادها دفعها الشعب على داير المليم، تلك الأموال التي تم جمعها بالذوق والعافية من جيوب الشعب عبر رفع الأسعار والإتاوات، وبعض تلك الأموال تم أهدار المليارات منها في مشاريع فاشلة ذهبت أدراج الريح، وكان ولابد من عمل إنساني يغسل به السفيه سمعته ويدفع تكلفته الشعب.

وقال السفيه السيسي إنه وجه وزارة الداخلية بالإفراج عن 960 غارمًا وغارمة من المحبوسين في قضايا مختلفة بعد سداد مديونياتهم من صندوق “تحيا مصر”، وتابع: “وجّهت بقضاء المفرج عنهم عيد الفطر مع أسرهم”، وتقول الناشطة عزة داوود:” يعني تسد ديون الغارمات على حسابنا ..فين اللي صقفوا له امبارح ..قلنا كله على قفا الزبون”، وترد الناشطة هيام عبد الحميد بالقول:” بيعمل لنفسه شعبيه من جيوب المواطنين. فاشل وسيظل فاشل وأن شاء الله سيزول عاجلا أو قريبا”.

هتدفع يعني هتدفع

وفي يونيو 2014 وبعد أيام من مسرحية انتخابات الرئاسة دشن قائد الانقلاب السفيه السيسي صندوقا لجمع التبرعات أطلق عليه اسم “صندوق تحيا مصر” وقال حينها إنه سيساعده على تنفيذ مشروعات قومية عملاقة، ووجه السفيه الدعوة للمواطنين ورجال الأعمال والشركات للتبرع لهذا الصندوق، معلنا البدء بنفسه عبر التبرع بنصف راتبه الشهري ونصف ثروته المالية، دون الإعلان عن قيمة هذه الثروة!

وبعد ذلك تبرعت القوات المسلحة بمليار جنيه، وتبرعت عائلة ساويرس بثلاثة مليارات جنيه، وتبرع رجل الأعمال محمد الأمين بمليار و200 مليون جنيه، وتبرع منصور عامر بـ 500 مليون جنيه، ومحمد أبو العينين بـ250 مليون جنيه، وأحمد أبو هشيمة بـ100 مليون جنيه، فضلا عن نحو أربعة مليارات أخرى من بنوك وشركات ورجال أعمال آخرين.

ويؤكد مراقبون إن سلطات الانقلاب اتبعت العديد من أساليب الضغط على المواطنين خاصة الموظفين الحكوميين ورجال الأعمال لإجبارهم على التبرع للصندوق لزيادة موارده المالية، من بين هؤلاء اللاعب الدولي محمد صلاح، الذي تم إجباره على التبرع بمبلغ خمسة ملايين جنيه.

ويقع مقر صندوق التبرعات الذي يحمل اسم “تحيا مصر” في مساكن الشيراتون بمصر الجديدة على مقربة من مول “صن ستي” الواقع بين طريق الأوتوستراد وبين المساكن، وتبلغ ميزانية تشطيب 5 ملايين جنيه، حسب أحد موظفي الحسابات والمالية بالصندوق، متحفظًا على ذكر اسمه، رغم أنه كان مجهزًا من قبل ولكنه أعيد تجهيزه ليتناسب مع مكانة رئاسة الصندوق التابع بصفة مباشرة للسفيه السيسي، فضلًا عن 4 سيارات ملاكي مخصصة للصندوق وقياداته، يتعدى ثمن السيارة الواحدة المائة ألف جنيه وأجهزة الحاسب الآلي الداخلية مع شراء أحدث أجهزة التكييف المستوردة، وكل ذلك من أموال التبرعات.

طبل للسيسي

وسارعت أذرع السفيه السيسي تبارك له ذلك العمل الإنساني الشهم، وأنه أمير القلوب وصاحب الدمعة الحنينة، وكان أول القادمين إلى خشبة مسرح التطبيل الكاتب الصحفي مصطفى بكري، وهو غني عن التعريف والصلة بالانقلاب، حيث قال :” قرار السيسي بالإفراج عن كل الغارمات من السجون وقيام صندوق تحيا مصر بدفع ما عليهم من ديون هي خطوة إنسانيه رائعة تأتي مكمله لخطوات عديدة آخرها مشاركة الرئيس لأسر وأبناء الشهداء الاحتفال بعيد الفطر اليوم”.

بعدها دخلت لجان الانقلاب الإلكترونية على الخط، وأشهرهم الناشط دكتور أحمد قاسم الذي قال :” السيسي يفرج عن كافة الغارمات من السجون المصرية بعد سداد مديونياتهم من صندوق “تحيا مصر” يقضوا أول أيام عيد الفطر المبارك وسط أسرهن ..بارك الله لك ..وجعلها في ميزان حسناتك”.

وقالت الناشطة ياسمين محفوظ، إحدى أشهر العاملين في لجان الانقلاب الإلكترونية:” لفتة إنسانية عظيمة للرئيس السيسي بقراره الإفراج عن جميع الغارمات بالسجون بعد سداد مديونياتهم من صندوق تحيا مصر ..قرار إنساني عظيم والله”.

كما دخل برلمان الدم إلى زفة السفيه السيسي، ونزل صلاح حسب الله، المتحدث الرسمي باسم برلمان الدم بالنقطة، مشيداً بالسفيه السيسي وبإنهاء عصر الغارمين والغارمات بالإفراج عنهم من السجون بعد سداد ديونهم من صندوق تحيا مصر بتكلفة 30 مليون جنيه، وزاعماً أن السفيه السيسى هو محرر الغارمات والغارمين.

وحمل محمد فرج عامر، رئيس لجنة الشباب والرياضة في برلمان الدم الطبلة، مشيداً بالأهمية القصوى لمبادرة السفيه السيسي بإنشاء صندوق “تحيا مصر”، واستغلال أمواله في حل المشكلات العاجلة، مناشدًا جميع المصريين، خاصة من الأثرياء والأغنياء، بالتبرع لصندوق تحيا مصر.

مغارة على بابا

ويتولي منصب المدير التنفيذي للصندوق الخبير المصرفي محمد عشماوي، لكن تقارير صحفية تؤكد أن الإدارة الحقيقية للصندوق تتم عبر مكتب السيسي والذي يتولى رئاسته اللواء عباس كامل بمشاركة قيادات بالقوات المسلحة، وخلال لقاء تلفزيوني أعلن عشماوي أن حصيلة التبرعات التي جمعها الصندوق منذ تدشينه قبل ثلاثة أعوام ونصف تقترب من الـ10 مليارات جنيه مصري.

لكنّ مراقبين يقولون إن هذه الإنجازات التي أعلنها محمد عشماوي تبدو ضعيفة إذا ما قورنت بالمبالغ الكبيرة التي تحصل عليها الصندوق في شكل تبرعات، وكان السفيه السيسي قد أعلن في يناير 2015 عن خيبة أمله بعد جمع الصندوق نحو خمسة مليارات جنيه فقط من التبرعات في حين أنه كان يطمح إلى جمع 100 مليار جنيه على الأقل.

وعلى الرغم من مرور أكثر من ثلاثة أعوام ونصف على تدشين صندوق “تحيا مصر” إلا أن سلطات الانقلاب لم تعلن طوال هذه المدة عن الطريقة التي يدير بها أموال الصندوق أو كيفية إنفاقها، وسط غياب تام لمبدأ الشفافية، فيما تكتفي سلطات الانقلاب كل عدة أشهر بالإعلان عن بعض المشروعات التي يمولها الصندوق أو توزيع مساعدات للفقراء في المناطق النائية.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...