نشطاء يدشنون حملة “بدّل تذكرة المترو مع غيرك”

عقب قرار سلطة الانقلاب العسكرى تطبيق قرار زيادة أسعار تذاكر مترو الأنفاق، بدأ شباب وناشطون عبر “فيس بوك”، تنفيذ فكرة جديدة هدفها الحد من معاناة آلاف الركاب من المصريين.

وبدأ الناشطون من مطوري تطبيقات المحمول، تطبيقا جديدا هو الأول من نوعه على منصة “جوجل بلاي”، كوسيلة للهروب من نار زيادة أسعار تذاكر المترو، باسم “شباب في أبليكشن جوا Google play store ” تحت مسمى حملة “بدّل تذكرة المترو مع غيرك”.

وتعتمد فكرة التطبيق على تبديل التذاكر بين ركاب مترو الأنفاق من خلال خلق تواصل بين الركاب الذين يسلكون نفس مسار الرحلة، واقترح المستخدمون تغيير اسم التطبيق كي لا تتمكن الحكومة من حجبه.

وعرض مسئولون بالحملة الهدف فكتبوا، “إن الهدف منها هو تحقيق أقصى استفادة من تذكرة المترو، وللوقوف بشكل جزئي، وفي إطار سلمي، ضد حملة الجشع المسعورة من الحكومة”.

معارض وموافق

في هذا الإطار، رحب عدد من الشباب والنشطاء بالفكرة، فيما اعتبرها آخرون هروبا من الواقع المر لما آل إليه وضع المصريون فى عهد العسكر. حيث قال محمد أحمد ردا على الحملة “المقاطعة أفضل”.

بينما كتبت يارا الخطيب: “بلحة لن يسمح لهم وسوف يسن قانون التذكرة بحسب اسم المسافر، وبالتالي يذهب هذا التطبيق هباء منثورا.. انتوا ما بتعرفوا قيمة الجنيه الواحد بنسبة لبلحة”.

فى حين قال حساب حمل اسم “الإسراء والمعراج”: “ده مش حل أنتم فكرتونى بالناس لما المجارى تطفح فى الشارع يجيبوا طوب ويعدوا من عليه، وبعد كده الكل يتعايش مع المشكلة حتى حد يتحرك ويحلها بأى طريقة”.

https://play.google.com/store/apps/details?id=com.w_7133539

انتفاضة المترو

وأدى قرار رفع أسعار تذاكر المترو، يوم الجمعة الماضي، بنسبة 250%، إلى زيادة الأعباء على كاهل المواطنين واﻷسرة المصرية، فى ظل تدنى اﻷجور والرواتب وارتفاع اﻷسعار.

وتظاهر المئات من المواطنين في عدد من محطات المترو، على مدار اليومين الماضيين، اعتراضا على الزيادة الكبيرة في أسعار التذاكر، مرددين في محطة مترو “حلوان” جنوب القاهرة هتافات منها “حسبي الله ونعم الوكيل” و”مش هانمشي”، في الوقت الذي حاول فيه بعضهم تعطيل سير المترو بمحطة “المرج”، وتجاوز كثيرون ماكينات الصرف دون الحصول على تذاكر.

وشهدت محطات المترو انتشارا أمنيا مكثفا، تحسبا لمواجهة أي احتجاجات أو دعوات للإضراب، المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مع بداية أسبوع العمل في البلاد، أمس الأحد، بعدما قررت الحكومة زيادة أسعار التذاكر من جنيهين للتذكرة الموحدة إلى 3 جنيهات لعدد 9 محطات، و5 جنيهات لعدد 16 محطة، و7 جنيهات لأكثر من 16 محطة.

وارتفعت أسعار تذاكر مترو الأنفاق بنسبة 700% خلال أقل من 14 شهراً بعهد السيسي، بعد أن تضاعفت في مارس 2017 من جنيه واحد إلى جنيهين للتذكرة الموحدة، بينما ظهر السخط واضحاً على وجوه مستخدمي المترو عند شروعهم في شراء التذاكر بأسعارها الجديدة، وسط مشادات كلامية مستمرة مع العاملين بالمترو.

“مواطنون ضد الغلاء”: الأمر بالغ القسوة

من جهتها، أدانت جمعية “مواطنون ضد الغلاء” رفع أسعار المترو في ظل ظروف اقتصادية “بالغة القسوة” تعاني منها الطبقات الفقيرة، التي تعد وسيلة المترو الأسهل والأرخص والأسرع في تنقلاتهم الكادحة يوميا، سعيا وراء لقمة العيش، ما قد يضطرهم إلى اللجوء إلى ترجل وسائل نقل أخرى أقل ثمنا، ويزيد من حالة التكدس المروري في شوارع القاهرة.

في موازاة ذلك، تداول نشطاء مصريون على مواقع التواصل الاجتماعي “إنفوجراف”، يكشف أن أسعار تذاكر المترو في مصر هي الأغلى عالمياً، إذا ما قورنت بمعدل الدخل الشهري، رداً على التصريحات الحكومية بأن تذكرة مترو الأنفاق ما زالت الأرخص بين دول العالم رغم الزيادة الأخيرة.

خبير اقتصادى: زيادة كبيرة

فى الشأن نفسه، قال وائل النحاس، الخبير الاقتصادي: إن “الحكومة تعيش فى واد آخر غير الذي يعيش فيه المواطنون الكادحون، فالزيادة الأخيرة في أسعار تذاكر المترو كبيرة للغاية، فالزيادة السابقة عليها كانت بنسبة 100%، لكن الأخيرة جاءت بنسبة 250% مرة واحدة وسط توقعات بقرارات أكثر تزيد الأمر سوءًا وترفع تكلفة معيشة المصريين بينما تنخفض دخولهم”.

وتوقع النحاس، فى تصريحات صحفية، فرض زيادات مماثلة في أسعار وسائل النقل العام والسكك الحديدية الأخرى، بالإضافة إلى الوقود الذي سينعكس على أسعار السلع والخدمات ووسائل النقل الخاص من سيارات أخرى والحافلات الخاصة، مؤكدا أن تلك القرارات ستؤدي إلى تدمير ما تبقى من الطبقة المتوسطة في مصر.

وبلغت نسبة المصريين الذين أصبحوا يعيشون تحت خط الفقر العالمي بعد قرار تحرير سعر صرف الجنيه في نوفمبر 2016 حوالي 32%، يعيش نصفهم تقريبا في القاهرة والمحافظات بحسب تقديرات إعلامية قياساً بعدد السكان في القرى الأكثر فقراً، ويحصلون على أقل من 36 جنيهاً يومياً.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...