هم العدو فاحذرهم

قد أوجب الله علينا لونا من الجهاد يسمى جهاد المنافقين،  ضمه ربنا مع جهاد الكافرين في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )

ومعناها ياأيها النبي جاهد الكفار بالسيف والمنافقين باللسان والحجة واشدد على كلا الفريقين، ومقرُّهم جهنم، وبئس المصير مصيرهم. والنفاق كما قال ابن كثير

هو إظهار الخير وإسرار الشر،  وهو مرض يصيب القلب قال ربنا( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم النفاق مرض في الدين، وليس مرضًا في الأجساد، والمرض: الشك الذي دخلهم في الإسلام { فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا } قال: زادهم رجسًا، وقرأ: { فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ } قال: شرًا إلى شرهم وضلالة إلى ضلالتهم. والمنافون ليسو بدرجه واحده

فالنفاق نوعان

النوع الأول النفاق  الاعتقادي

وهو الذي يخلد صاحبه في النار قال ربنا سبحانه ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ) وقال ايضا(عَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ) وهذا هو النفاق الاعتقادي يظهر الإسلام ويبطن الكفر

النوع الآخر هو النفاق العملي

وهو من أكبر الذنوب التي يطلب منها التوبة وهو أن يكون في المسلم خصلة من خصال النفاق، فأمرهم إلى الله إن شاء عذبهم وإن شاء عفا عنهم، فقد ضرب النبي أمثلة له فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا ائتمن خان وإذا حدَّث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر )

كيف يكون جهاد المنافقين؟

جهاد المنافقين لا يكون بالسيف إنما هو جهاد اللسان إلا إذا ظهر منهم الكفر البواح الذي من الله فيه برهان في هذه الحالة يعتبر مرتد اً  تطبق عليه أحكام الإسلام  وحدوده.

ثبت في الصحيحين: أنه صلى الله عليه وسلم قال لعمر بعد أن طلب ضرب أعناق المنافقين”أكره أن يتحدث العرب أن محمدًا يقتل أصحابه“

قال الإمام الشافعي في هذا ( إنما منع رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل المنافقين ما كانوا يظهرونه من الإسلام مع العلم بنفاقهم؛ لأن ما يظهرونه يجبّ ما قبله. ويؤيد هذا قوله، عليه الصلاة والسلام، في الحديث المجمع على صحته في الصحيحين وغيرهما: “أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله، عز وجل”

–          فجهادهم يكون ببيان صفاتهم الواضحة التي جلاها ربنا في القرآن حتى يأخذ المسلمون حذرهم من كيدهم ومكرهم فتنطفئ نار الفتنه الني يوقدونها في كل ميدان وفي كل اتجاه

وقد سار القرآن سيرا حثيثا في بيان صفاتهم وكأنك وأنت تقرأه يشير إليهم بالاسم

فهم العدو كما قال ربنا( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) فكانت رحمة الله بنا أن كشف صفاتهم للناس وهذا ما يخاف منه المنافقون في كل عصر وفي كل مصر,قال تعالى  (يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ) عرفهم لنا القران في سقطات ألسنتهم  ( وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ)

فلك الحمد يا ربنا

فإليك أخي القارئ بعض صفاتهم في القرآن الكريم

1-السخرية والاستهذاء بالإسلام وأهله المتمسكين  به

فالمتمسكون بمنهج الإسلام سفهاء في نظرهم   يقول ربنا سبحانه (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ )

فدائما ما ينظرون إلى الملتزم بمنهج الله نظرة العاقل للسفيه, والسفيه: هو الجاهل الضعيف الرّأي القليل المعرفة بمواضع المصالح والمضار هكذا يصورونهم في الأفلام والمسلسلات برجل جاءته لوثة أو صدمة أربكته فالتزم بمنهج الله….  فرد عليهم ربنا بقوله(أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (-) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (-) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)

ودائما ما ينظر المنافق إلى المؤمن هذه النظرة التي تملأها السخرية قال تعالى (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )

2-التفنن في التشويه وقلب الحقائق وبث الشائعات والأراجيف

فالأراجيف صناعتهم قال ربنا (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا) فضحهم ربنا في سورة التوبة بهذه الصفات الموجودة عندهم التي تظهر أفعالهم ومواقفهم قال ربنا( لوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ) يقول الامام الرازي في تفسيره:

(الخبال) هو الشر والفساد في كل شيء، وللمفسرين عبارات قال الكلبي: إلا شراً، وقيل: إلا مكراً، وقيل: إلا غياً، وقال الضحاك: إلا غدراً، وقيل: الخبال الاضطراب في الرأي، وذلك بتزيين أمر لقوم وتقبيحه لقوم آخرين، ليختلفوا وتفترق كلمتهم. (ولأَوْضَعُواْ خلالكم ) بالدسائس والتشويه والغيبة والنميمة(يَبْغُونَكُمُ الفتنة ) أي الوقيعة بينكم

فالخبال صفتهم التي نعتهم القرآن بها ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا )

وكذلك متفننون في قلب الحقائق قال تعالى في وصفهم (لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ )

3-كره الخير  لحملة الشريعة إثر تحقق أي نجاح أو انتصار

وهو أمر واضح جلي لا يحتاج إلى دليل, حقد دفين يقول ربنا في وصفهم ( إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ)

قال ابن كثير في تفسيره { حَسَنَةٌ } أي: فتح ونصر وظفر

فبمجرد ان يتحقق بعض التمكين لحمله المنهج الإسلامي تغلي قلوبهم حقداً وتقتر ألسنتهم سماً كما قال ربنا في وصفهم ( وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ )

فهم يشتركون مع أعداء الأمة في هذا الحقد على الإسلام وأهله المتمسكين به قال ربنا (   وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ () إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)

4- رفضهم  تطبيق شرع ربنا ويقولونها صراحة دون  مواراة   ولا حياء

فيظهروا رفضهم لتطبيق الشريعة الإسلامية بصورة لم يسبقهم إليها المنافقون في المدينة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم,  قال ربنا في وصفهم ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (-) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا )

هذا هو النفاق بوجهه الصريح الواضح يرضى بحكم البشر ولا يرضى بحكم الله وهو أمر عجيب فمع إقراره بأن الله الخالق ينكرون أن يكون له الأمر قال ربنا (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)    وقد حذَّر ربنا من طاعة هؤلاء في الانصراف عن بعض ما أنزل الله ( وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (-) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)

5- الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف

فهذه الصفة من أخص خصائصهم لا يريدون الطهر والعفاف, قال تعالى في وصفهم

(الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)  فالمنكر الذي أنكره الشرع  وقبحه عندهم من المعروف…….. والمعروف الذي عرفه الشرع وحض عليه منكر عندهم…………..ويصيحون صباح مساء إياكم من انتخاب الإسلاميين هؤلاء سيحرِّمون الخمر وسيلزمونكم بالحجاب ويحضونك عليه وسيغلقون بيوت الدعارة التي تمارس فيها الرذيلة، صباح مساء وسيغلقون شواطئ العراة،  وسيرجمون الزاني،   أليس هذا أمراً بالمنكر و نهياً عن المعروف؟

6- التستر تحت أعمال مشروعة ومستحبة للإضرار بالمؤمنين

فهم يقيمون جمعيات ومشاريع ظاهرها أمر مشروع وخير، وباطنها الإضرار بالمؤمنين وتفريق كلمتهم وبذر الفتنة بينهم، وإرصاد لمن حارب الله ورسوله, تجد هذا ظاهراً من خلال حزب أو جمعية أو ناد أو حركة باطنها الرحمة وظاهرها العذاب وهذا المنهج في الإفساد فضحه ربنا وهو منهج قديم مارسه المنافقون في المدينة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ضد مجتمع المدينة الفاضل لتقويضه من أساسه ففضحه ربنا في سورة التوبة فقال(وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)

فكان تحذير ربنا أهل الإسلام المتمثل في النبي والذين آمنوا معه من الانضمام إليهم فقال ربنا (َلا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (-) أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (-) لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )   الأمر الثاني أمر النبي بهدمه لأنه جحر الأفاعي التي تكيد للإسلام وأهله ولهذا المجتمع الوليد وكل مجتمع وليد..  وإن كان في صورة مسجد فيه نفع عام يقوم بمعونة وتمويل أبي عامر الفاسق

7-  الموالاة الحقيقية  لأعداء الأمة

وهذا وصف مميز لهم فقد جاء النهي الصريح لأهل الإيمان من اتخاذ الكافرين أولياء حتى ولو كانت هناك قرابة أو دم فقال ربنا (لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ)   أما المنافق فهو يسرع الخطى إليهم وهو دليل عدم الإيمان قال ربنا( وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ) قد جاء النهي صراحة لأهل الإيمان بقوله تعالى ( (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (-) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ)   فكانت العقوبة من الله للمنافقين على فعلهم بصورة بشرى فقال تعالى(بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (-) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ) فهم يتجتمعون معهم في الدنيا على الحب والود والنصرة بالنفس والمال فيجتمعون أيضا في الآخرة قال ربنا( إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا )

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لا مَلجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلّا إِلَيهِ

خمسة توكل!قال الإمام القشيري:“لما صدَق منهم الالتجاء تداركهم بالشِّفاء، وأسقط عنهم البلاء، وكذلك الحقُّ يكوّر ...