رسائل قاسية للإمارات من انتخابات تونس

مثلت نتائج الانتخابات المحلية ، التي جرت في تونس مؤخرًا، صدمة لمشروع الإمارات المناهض لثورات الربيع العربي .

حيث تمكن حزب النهضة الإسلامي من التقدم على كافة منافسيه في أول انتخابات محلية فى تونس منذ ثورة2011، ما يشكل مؤشراً مهماً على استمرار شعبيتها رغم محاولات بض الأطراف الاقليمية والدولية وفي مقدمتها دولة الإمارات إسقاطها سياسياً وإنهاء مشاركتها في الحياة السياسية ، لكن الحركة نجحت في تجاوز التحديات وتخلت عن منصب الرئاسة من أجل تجاوز الأزمات السياسية .

وحققت الحركة فوزًا كبيرًا في الانتخابات البلدية التي انتهت مساء الأحد الماضي، حيث تمكنت من الفوز بـ 12 بلدية من أصل 16، كما فازت ببلدية العاصمة التي ستتولاها سعاد عبد الرحيم وهي مرشحة الحركة لكنها ليست عضوًا بها.

وحلّت حركة النهضة في المركز الأول من حيث حجم الأصوات التي حصدتها من الناخبين، حيث حصلت على أكثر من 27%، لتتفوق بذلك على حركة “نداء تونس” التي ينتمي لها الرئيس الباجي قائد السبسي والذي حاز على 22% من الأصوات .

وكانت وسائل إعلام عربية تداولت خطة إماراتية لضرب حركة “النهضة” على اعتبار أن الحركة تشكل امتداداً لجماعة الإخوان المسلمين.

ويرجع مراقبون فوز النهضة وعودتها بقوة لتصدر المشهد السياسي بعد تراجعها في الانتخابات التشريعية التي جرت خلال أكتوبر 2014 . وحسمت القوة التنظيمية للحركة وتناسق أدائها المحلي مع منطلقاتها السياسية النتائج .

وبرزت حركة النهضة خلال الحملة الانتخابية كقوة سياسية رئيسية منظمة ومهيكلة من خلال قدرتها على تأمين ترشحها في كافة الدوائر الانتخابية الـ 350 رغم تجنبها الحملات الاستعراضية .

وأسقطت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات (هيئة دستورية) 5 دوائر للحزب المنافس لها، “نداء تونس” ليشارك بـ 345 دائرة بلدية، فيما حزب التيار الديمقراطي ( وسط يسار/ 3 نواب) ب 69 دائرة.

وشارك حزب مشروع تونس ( ليبيرالي) بقيادة محسن مرزوق المنشق عن “نداء تونس” ( 21 نائبا) بـ 69 دائرة وحزب حراك تونس الإرادة ( 4 نواب أسسه الرئيس السابق المنصف المرزوقي) بـ 46 دائرة وحزب أفاق تونس ( ليبيرالي / 6 نواب) بـ 43 بالإضافة إلى المستقلين وقائمات ائتلافية أخرى.

وبرز من خلال الاستحقاقات الانتخابية التي مرت بها تونس منذ ثورة يناير 2011 أن حركة النهضة تمتلك قاعدة انتخابية وفية في كل الأحوال رغم ما يتردد عن خلافات داخلية…

فيما يمر “نداء تونس” بأزمات سياسية أدت منذ 2015 إلى خروج قيادات مؤسسة للحزب من النداء وتأسيسها مشاريع سياسية جديدة.

وأسس الأمين العام السابق لـ”نداء تونس” محسن مرزوق حركة مشروع تونس ( 21 نائبا) وتم تأسيس حزب “تونس أولا” من قبل رضا بلحاج مدير الديوان الرئاسي السابق وحزب “المستقبل” للطاهر بن حسين وحزب بني وطني لوزير الصحة السابق سعيد العايدي فيما استقال آخرون دون تأسيس أحزاب على غرار النائب مصطفى بن أحمد.

وهذه الأحزاب كلها نافست قوائم”نداء تونس” على نفس القاعدة الانتخابية.

وبذلك تكون حركة النهضة قد تجاوزت تحديات الداخل والخارج، ساعية للتوحد مع الشعب التونسي بعيدا عن الخلافات السياسية والمناكفات المسيطرة على المشهد التونسي إثر الأزمات السياسية والاقتصادية التي يعمل على إشعالها قيادات الثورة المضادة واتباع بن علي وأصحاب المشروع الإماراتي الرافض لاستكمال مسار الربيع العربي .

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...