قبل رمضان.. المنابر في قبضة الأمن وشيوخ السلفية ممنوعون من الخطابة

تسود حالة الطوارئ أروقة وزارة الأوقاف بحكومة العسكر، قبل أيام من شهر رمضان المبارك، وسط تكريس كل إمكانات الوزارة لتكريس القبضة الأمنية على جميع منابر الدولة وعدم السماح بصعودها إلا لمن يسبحون بحمد نظام العسكر ويعلنون ولاءهم التام للجنرال عبدالفتاح السيسي، قائد انقلاب 3 يوليو2013م.

ويتباهي “صبي الأمن مختار جمعة” في حوار تم نشره اليوم السبت على صحيفة “اليوم السابع” باحتكار النظام للخطاب الديني وتأميم المؤسسة الدينية وتوظيفها سياسيا لتكريس السلطوية العسكرية المهيمنة على مصر منذ انقلاب 23 يوليو 1952م، حيث يقول “حمعة”: «كان من الواجب (على الدولة) أن ترعى هى هذا الأمر من خلال السلطة التنفيذية المخولة فى وزارة الأوقاف المشرفة على تنفيذ الفعاليات الدينية دون غيرها، وأن تكلف أئمتها بالإشراف على هذه الشعيرة بانضباط، وتوفر له مخصصات وتفتح له مساجدها، وتحاسب أئمتها وموظفيها، إذا ما قصروا فى حق المواطنين، أو تركوا الساحة لغيرهم فى مباشرة العمل الدعوى، ولن نمكن أحدا من الإشراف على الاعتكاف أيا كان اسمه أو عمله أو انتماؤه فهذا واجبنا، وهذه تكليفات الدولة». ويضيف جمعة «أئمتنا لن يمكنوا أحدا من الاقتراب من مساجدهم، وفى حالة وجود أى مخالفة فالكل يعرف منهجية الأوقاف فى تطبيق القانون على الجميع واتخاذ ما يلزم من إجراءات، كما أننا لن نسمح لأحد بالقيام على كل الشعائر والعمل الدينى إلا أئمتنا والمصرح لهم بالخطابة من الأوقاف أن يقوموا بهذا الأمر».

الأمر لم يتوقف على سنة الاعتكاف التي تحاصرها سلطات الأمن وأجهزة نظام السيسي، بل امتد إلى صلاتي التراويخ والعيد؛ فقد شدد الوزير الأمنجي أن ساحات العيد هذا العام سوف ترتبط بالمساجد الكبرى والجامعة التى يتوافد عليها الجمهور، ولن تكون هناك ساحات فى الطرقات، حتى لا يتضرر الشارع، وتخصيص إمامين لكل ساحة (أساسي واحتياطي) لمنع من وصفهم بالدخلاء على العمل الدعوي في تأكيد على السلطة المطلقة للنظام على الخطاب الإسلامي والمؤسسات الدينية الرسمية؛ يقول جمعة «لا يوجد إسلام قطاع خاص، بل الإسلام واحد تحرسه الدولة»!

منع شيوخ السلفية ما عدا برهامي

وكشفت مصادر بالمكتب الفنى للدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف الشهير بصبي الأمن، حصول الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية الموالية للنظام العسكري، على تصريح خطابة لمدة شهر لممارسة نشاطه الدعوى، في الوقت الذي تم تحجيم الشيوخ الذين يتمتعون بشيء من الاستقلال النسبي كالشيخ أبي إسحاق الحويني والشيخ محمد حسين يعقوب وغيرهم.

وتعزو هذه المصادر داخل الوزارة منح “برهامي” هذه الإجازة على اعتباره حاصلا على شهادة أزهرية، بينما يرى مراقبون أن السبب الحقيقي إنما يعود للدور المشهود لبرهامي في تكريس ما تسمى بالدعوة السلفية وحزب النور لخدمة نظام الانقلاب، إضافة إلى علاقاته الوثيقة بقيادات الأجهزة الأمنية.

وقال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى والمتحدث باسم «الأوقاف»: «برهامى خريج شريعة وقانون الأزهر ودخل امتحانات ونجح بها وحصل على ترخيص خطابة شهرى يخطب به الجمعة فقط ولا يعطى دروساً ولا ندوات ولا فعاليات داخل المساجد، كذلك يلتزم بنص الخطبة الموحدة، الذى تدعو له الوزارة»، وأوضح «طايع» أن ما يبث لبرهامى عبر صفحات السلفية على مواقع التواصل الاجتماعى كلها خارج المسجد ولا نحاسبه عليها، حسب قوله.

وأشار «طايع» إلى أن «الأوقاف» تمنع كافة قيادات السلفية، التى لم تحصل على تصريح خطابة، ومنهم أبوإسحاق الحوينى ونجلاه ومحمد حسان ومحمد حسين يعقوب، ومحمد إسماعيل المقدم، مؤسس سلفية الإسكندرية، ومصطفى العدوى، عضو مجلس شورى علماء السلفية، وعبدالله شاكر، رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية، وآخرون، وقال: «من لديه أى دليل على صعود شخص غير مصرح له بالخطابة على منابر الجمهورية فليأت للأوقاف ويبلغنا، والحديث حول وجود مساجد للسلفية عبث من الخيال ومحض افترائه.

وتترد أنباء عن طلب “برهامي” منح تصاريح خطابة لكل من عبدالمنهم الشحاب وشريف الهواري وأحمد حطيبة وأحمد فريد وآخرين بالدعوة السلفية إلا أن الوزارة اكتفت بمنح برهامي فقط معللة ذلك بأن الإجازة لا تكون إلا لخريجي كليات الأزهر الشريف، لمنع استخدام المنابر لمصالح سياسية أو طائفية، في الوقت الذي تهيمن فيه السلطات على جميع المنابر وتوظف الخطاب الإسلامي الرسمي والمؤسسة الدينية الرسمية لخدمة أهدافها السياسية وتكريس تصوراتها عن الإسلام والمشهد السياسي لتكريس حكمها السلطوي. فيما أشاد النائب عمر حمروش، أمين سر لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، بخطة الأوقاف لضبط العمل الدعوى فى رمضان، مطالباً بالضرب بيد من حديد على كل شخص يستغل المنابر لمصالح سياسية أو طائفية.

فضائيات في خدمة العسكر

فى المقابل لجأت التيارات السلفية للفضائيات الإسلامية كبديل جاهز فى ظل قبضة الأوقاف الحديدية على المنابر، إذ يعكف محمد حسان ومحمد حسين يعقوب وعبدالله شاكر ومصطفى العدوى ومحمد الزغبى وأحمد النقيب على إعداد برامج دينية تشمل دروساً وفتاوى عبر قناة «الندى» و«واصل» و«الرحمة» و«صفا» و«المحبة»، كما يواصل أبناء «الحوينى» وأبناء «يعقوب» فتاواهم عبر موقع «آسك» للفتاوى الإلكترونية، فيما يشهد موقع «أنا السلفى» و«صوت السلف» ومواقع محمد سعيد رسلان وأحمد النقيب العديد من الفتاوى والدروس الخاصة برمضان.

وقال الشيخ سامح عبدالحميد، القيادى بالدعوة السلفية، إن تعنت الأوقاف مع أبناء الدعوة السلفية «مرفوض»، وأوضح: «علماء الدعوة ساندوا الدولة (في إشارة إلى نظام الانقلاب)ولا ينشرون أى أفكار متطرفة بل هم من يحاربون التطرّف، وما يقوم به الوزير ليس محاربة للإرهاب بل تضييق للعمل الدعوى وخنقه»، حسب قوله!.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...