لماذا لا تصلي من الليل؟!

إنَّ ربك يعلم أنك تنام من الليل حتى تورم ظهرك من كثرة النوم
حوار مع من لا يصلي من الليل…
كثر الحديث عن فضل قيام الليل، وأنها عبادة المقربين، وأنها سلوة المحبين، وأنها قربة الصالحين لرب العالمين، فحين يخلو كل حبيب بحبيبه، يقوم العشاق المخلصون لربهم يعبدونه ويسبحونه ويسجدون له ويشكرونه على نعمه، ولذا فإنه يزيدهم، ويرزقهم، ويسترهم، وينصرهم.
ولكن:
لم يكثر الحديث عن حجج من نام عن الصلاة ليلاً، فأحببت أن أجمعها ثم أعقب عليها في النهاية بمقولة واحدة، وخير الكلام ما قل ودل!!
أسأل نفسي: ونحن أوْلَى بالسؤال من غيرنا: لماذا لا تصلي من الليل؟ فتجد الجواب:
1. التعب والعمل طوال النهار.
2. عندي عمل في الصباح الباكر.
3. السهر مع الأصحاب والأهل.
4. لأني لا أعرف فوائد قيام الليل.
5. لأن الصلاة من الليل سنة.
6. ما أجد مُعِيناً.
7. لم أتعود على الصلاة من الليل.
8. أنا مقصر في صلاة الفجر، وهى فرض، فكيف أصلي سنة؟.
9. أنا صاحب ذنوب كثيرة .. فهل ستقف على القيام؟. ى
10. وماذا بعد؟!
وللرد على ذلك نقول:
1. لا تتعب نفسك كثيرا، وإذا تعبت في العمل فلا تتعب نفسك في السهر وتذكر: من بات وأمسى كالًّا أي: متعبا من عمل يده بات مغفورا له.
2. العمل الوظيفي أفضل أم عمل الرسالة التي كلفت بها ولن تعطلك عن عملك أبداً، ولك أن تعلم أن الغربيين يقومون في الصباح الباكر بعد سهر لفسحة حيواناتهم -أعزك الله-، أفلا يكون لنا عبرة في فسحة قلوبنا.
3. لا تكثر من السهر فالسهر آفة الحياة، وهو عبارة عن طعم يصطاد في وقت المرء، ويقلل بركته، ويُذهِبُ لذة الدنيا، والسهر: يسرق وقتك، ووقتك عمرك ورأس مالك.
4. ليس من المعقول أن تقول: لا أعرف فوائد قيام الليل، ورغم ذلك أجيبك بكلمة واحدة، قالتها امرأة صالحة يوما: من عرف أن حبيبه لا ينام فكيف ينام؟!، فحبيبك الله لا ينام وهو ينتظر لقاءك ليلا، ويقول: هل من سائل؟ هل من تائب؟ هل من مستغفر؟ هل من كذا وكذا؟..
5. أما تعلم أن أقل حساب على ترك السنة يوم القيامة هو المعاتبة من الله ورسوله، فكيف بك: هل تستطيع أن تضع عينك في عين رسول الله الذي أحببته وادعيت حبه: هل تستطيع أن تقابله وماذا تقول له؟، ولقد ورد في أثر: أن العبد من فرط المعاتبة له يوم الدين على ترك السنة يتنزل لحمه عن عظمه حياء من الله.
6. لك في رواد المسجد خير معين، وأصحاب الخير موجودون ويدللون على خيرهم، ولكن هى غفلة منا يا أخي، فلا تتعلل ولا تتكاسل، وإذا كان غيرك سيعينك، فهو أيضا سيعان.
7. لم نكن نتعود على الصلاة المفروضة، لم نكن قد اعتدنا على الصيام إلى أن اعتدنا، ولقد اعتدنا على أشياء كثيرة دنيوية، فلم لا نتعود الخير، ونعتاد صلاة الليل ولو ركعتين خفيفتين؟!!.
8. ليس شرط أن تكون متكاسل عن الفريضة –الفجر- ولا تقم بصلاة سنة، بالعكس، فالسنة يوم القيامة تجبر التقصير في الفريضة، وقد ورد في الأثر: انظروا هل لعبدي من تطوع فعوضوا نقصه في الفريضة. فعوض يعوض لك.
9. ربما فاز الشيطان بمثلك بهذه الحجة: الشيطان يصطاد في الماء العكر، حتى إذا كنت مقصر وصاحب ذنوب فلنعمل أنا وأنت ما يغفر لنا به.
10. وماذا بعد: رحم الله الراشد القائل: من لاح له فجر الأجر هان عليه ظلام التكليف.
أعاننا الله جميعا على ما يحبه ويرضاه، وأسأله عز وجل أن يرزقنا طاعته في السر والعلن، وخشيته دوما يارب العالمين.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لا مَلجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلّا إِلَيهِ

خمسة توكل!قال الإمام القشيري:“لما صدَق منهم الالتجاء تداركهم بالشِّفاء، وأسقط عنهم البلاء، وكذلك الحقُّ يكوّر ...