هل كذب نتنياهو برواية نووي إيران وعملية الموساد المعقدة؟

نصف طن من الأسرار عرضها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لخدمة حملته ضد ملف إيران النووي، لكنه لم يفشل فحسب في حشد موقف غربي موحد ضد طهران إنما يبدو أنه فشل أيضا في تسويق روايته داخل إسرائيل وخارجها.
داخليا، انبرى رئيس جهاز الموساد السابق داني ياتوم للرد على عرض نتنياهو، وقال إن المعلومات التي قدمها رئيس الوزراء عن الأرشيف النووي الإيراني “قديمة ولا صلة لها بالواقع الآن، ولا تثبت أن إيران أخلت بالاتفاق النووي”.
 
وقال ياتوم في حديث مع إذاعة الجيش إن هذه المعلومات كانت مهمة في الماضي لكنها لم تعد الآن كذلك، مضيفا أنه يجب عدم إلغاء الاتفاق النووي مع إيران.
وحث رئيس الموساد في حقبة حكومة نتنياهو الأولى الإدارة الأميركية على عدم الانسحاب من الاتفاق النووي بل تحسينه ليشمل برنامج الصواريخ البالستية، وبما يسمح للمراقبين الدوليين بزيارة المنشآت العسكرية الإيرانية.
 
أما صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فقالت إن المواد التي عرضها نتنياهو حول المشروع النووي الإيراني وادعى أن الموساد أحضرها حديثا سبق وأن نشرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقاريرها.
 
وأضافت أنه لا يوجد مؤشر واحد يؤكد أن طهران تواصل المشروع منذ توقيع الاتفاق النووي قبل ثلاث سنوات.
 
أما موقع “أكسيوس” الإخباري فقد نقل عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن نتنياهو كان قد أطلع ترامب على ذلك “الأرشيف النووي الإيراني” قبل شهرين، وإن توقيت نشره الوثائق كان منسقا مع البيت الأبيض.
 
 
تساؤلات حول استغلال البيت الأبيض لما عرضه نتنياهو للانسحاب من الاتفاق النووي (رويترز)
معلومات قديمة
أما خارجيا، فقد توالت الردود على رواية نتنياهو، كان أبرزها قول دان شابيرو سفير الولايات المتحدة إلى إسرائيل في عهد الرئيس السابق باراك أوباما في تغريدة على تويتر إن “هذه المعلومات الواردة في الوثائق التي كشف عنها نتنياهو ليست جديدة”.
 
لكن شابيرو رأى أن ما عرضه نتنياهو سيكون “مفيدا لترامب عندما يعلن بحلول 12 مايو/أيار أنه سيخرج من الاتفاق، وأعتقد أنه اتخذ ذلك القرار بالفعل”. وأضاف “هذا العرض تم بالتنسيق مع فريقه وسيستشهد به كدليل مسوغ للقرار”.
 
كما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها ستدرس أي معلومات جديدة ذات علاقة، لكنها قالت إن تقييماتها في السنوات الثلاث الماضية تظهر أنه لا يوجد “أي مؤشر له مصداقية” بأن إيران سعت إلى امتلاك سلاح نووي بعد عام 2009.
 
صحيفة غارديان البريطانية بدورها نشرت مقالا لمحرر الشؤون العالمية جوليان بورغر قال فيه إن نتنياهو قدم عرضا مسرحيا سيستغله البيت الأبيض للانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران رغم المعارضة الأوروبية.
 
وشكك بورغر بطريقة ساخرة برواية نتنياهو بشأن الحصول على المعلومات من خلال عملية استخباراتية معقدة للموساد، وقال إنه “إذا كان ما تردد صحيحا فإنها ستكون سرقة القرن”.
 
وتابع بقوله: لماذا لم يقدم نتنياهو ولو وثيقة جديدة واحدة صحيحة تثبت إدانة طهران؟ مشيرا إلى أن كل ما قدم عبارة عن وثائق قديمة أعلنت عنها الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2011.
 
 
رئيس الحكومة تحدث عن عملية معقدة للموساد للحصول على الوثائق من إيران (رويترز)
عملية استخباراتية معقدة
وعن كيفية الحصول على هذه الوثائق، قالت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إن عملاء الموساد تمكنوا من الوصول إلى المخزن الذي احتفظت السلطات الإيرانية فيه بأرشيف مشروعها النووي، وذلك بناء على معلومات استخباراتية مؤكدة ودقيقة.
 
وأضاف التلفزيون الإسرائيلي أن عملاء الموساد تمكنوا من دهم المخزن وفتح خزائن حديدية محصنة كانت المواد بداخلها، والاستيلاء عليها في ظروف بالغة التعقيد والخطورة.
 
وكشف النقاب أيضا عن أن السلطات الإيرانية تمكنت من معرفة أمر الاستيلاء على الأرشيف فورا، وبدأت في سباق مع الزمن لاقتفاء أثر الفاعلين إلا أن عملاء الموساد تمكنوا من الاحتفاظ بالمواد وإخراجها من الأراضي الإيرانية وإحضارها إلى إسرائيل.
 
لكن مقال غارديان تساءل: لماذا لم يقم الإيرانيون بتوفير تأمين أكبر لمخزن الأسرار الهام لدولتهم؟ وهل كان الاختراق الإسرائيلي خشنا بمجموعة مسلحة أم كان عن طريق عملاء؟
 
وأثار بورغر في مقاله تساؤلات ساخرة عن كيفية تمكن عملاء الموساد من الحصول على نحو نصف طن من الوثائق فائقة السرية ونقلها إلى إسرائيل في نفس الليلة؟
 
المصدر : الجزيرة,غارديان,الصحافة الإسرائيلية
x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...